وللفن أسراره .. هل الذوق الجمالي ثابت أم متغير؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> إذا كان من طبيعة الحياة ذاتها التغير والتطور، فليس المتوقع أن نجد الناس يعيشون بأذواق أسلافهم.

إنهم يعيشون في الحاضر وبعقل الحاضر، والذوق حينما يتبلور في حضارة معينة يميل إلى الثبات، ويمكن استنتاج ذلك في طرز الحضارات القديمة، وهي اليمنية والمصرية واليونانية والرومانية وحضارة عصر النهضة حتى سمات المدنية في عصرنا الحاضر، وذوق كل حضارة هو ثمرة لتغيير ذوق الحضارة التي سبقتها، ويتم التغير بفاعلية الرؤية الجديدة وفلسفتها وجهد الفنانين في إنتاج الأمثلة الملموسة التي تعطي الذوق لحماً ودما مغايرا لما كان سائدا في العصر السابق.

وموجات الثبات والتغير التي تتلوها موجات أخرى من الثبات والتغير من الأمور الملاحظة في انتشار الذوق، فالإنسان المحافظ يميل إلى التمسك الحرفي بالتقاليد وما يرتبط بها من أذواق، بينما الإنسان المتطور ينسلخ تدريجيا لاكتساب تقاليد جديدة أكثر تلاؤماً وتكيفا مع الأوضاع الجديدة، كما أن النقد الفني ضرورة للارتقاء بالذوق والتطور به.. والنقد معناه إصدار أحكام يزن بها الناقد ما تحقق وما لم يتحقق، وهو أيضا دعوة إلى الرؤية للذين لايملكونها حتى يروا قيماً جديدة ويحسوا بها فيشاركون في المتعة بالذوق المعروض ويسايرونه.

وبدون النقد الفني تظل الحواس ويظل اعتماد الإنسان على الموروث وعلى المنهج المحافظ، والنقد يمارسه المتخصص الذكي مثلما يمارسه الأكاديمي المحافظ، وتاريخ الفن يحفل بأمثلة توضح الصراع بين الناقد الفني المحافظ وبين الفنان المتطور.

وخلاصة القول إن الذوق يمثل الاستجابة الوجدانية التي يميز بها الإنسان بين الجميل والأقل جمالا والقبيح في كل ركن من أركان الحياة، وكلما ارتقى الإنسان تمكن من الاستمتاع بالقيم الرفيعة في الحياة المنعكسة في سائر الفنون، وفي الخبرات البشرية المتكاملة بوجه عام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى