«الأيام» ترصد المشاهد الحية والوقائع المؤلمة بمدينة لودر (3-3)

> «الأيام» الخضر عبدالله محمد:

>
مبنى حكومي مستولى عليه من أحد المتنفذين في المديرية
مبنى حكومي مستولى عليه من أحد المتنفذين في المديرية
استعرضت «الأيام» وعلى مدى حلقتين أوضاع ومآسي مدينة لودر المتمثلة في أزمة المياه وإغلاق الشوارع الرئيسية ودور البلدية وواقع النظافة وضنك العيش وحال الزراعة وإطلاق النار في الأعراس وحمل السلاح وضياع مستقبل الخريجين وأحلام الأطفال التي لاتنتهي .

في هذه الحلقة نواصل استقصاء أوضاع التعليم والصحة وغيرها من المرافق الحكومية في هذه المدينة عسى أن تجد كلماتنا هذه آذاناً صاغية من قبل جهات الاختصاص في المديرية والمحافظة ككل.

ثانوية راجح وضرورة الترميم

ثانوية راجح بمدينة لودر تعد من أقدم المراكز التعليمية بهذه المدينة ومن بين ثناياها تخرج الكثير من أبناء المديرية الذين يشغلون اليوم الكثير من المناصب هنا وهناك. إذ تأسست في العام 1976 بتمويل من دولة الكويت الشقيقة ، يؤمها الطلاب من مختلف القرى المجاورة بل إنها كانت في أوقات سابقة الثانوية التي يؤمها الكثير من أبناء مديريات مكيراس، ودمان، الصعيد، السيلة البيضاء، رحاب، ومديريات جيشان، الخرطة، شرجان ، مروحة، المصيفة وغيرها من المناطق التي أجبرت مشاكل الثأر أهاليها على النزوح إلى مدينة لودر كذلك الكثير من أبناء محافظة البيضاء، هذه الثانوية ذات الكثافة الطلابية يوجد بها قسم داخلي يتسع للمئات من الطلاب لكن إدارة الثانوية تخلت عنه في فترة سابقة لكي يستفاد منه كقاعات دراسية لكلية التربية التي أنشئت في المديرية قبل سنوات.

لكن الأمر لم يعالج بغياب قسم داخلي للطلاب الذي يأتون من مناطق نائية حيث تم استحدث قسم داخلي جديد مكون من ثلاث غرف لكنه لايلبي الغرض حتى هذه اللحظة وذلك لكثافة العدد القادم من هذه المناطق. الشيء الآخر الذي يلاحظه الزائر إلى هذه الثانوية هو أن الحالة العامة لها لا يسر إطلاقاً فالكثير من جدرانها مشققة وحالها سيء للغاية فالأثاث محطم ومتهالك والنوافذ مكسرة أي بما معناه أن الثانوية بحاجة إلى إعادة ترميم شاملة يطالب بها الكثير من أبناء هذه المديرية. المشاكل متعددة هنا لا تقف على الحال العام للثانوية بل أنه يمتد إلى نقص من الكتب المدرسية المعتمدة للثانوية ونقص من مدرسي الكثير من المناهج.

شرطة لودر خارج نطاق التغطية وتحتاج إلى مبنى جديد
شرطة لودر خارج نطاق التغطية وتحتاج إلى مبنى جديد
مستشفى لودر...إلى أين؟

الوضع الصحي في مدينة لودر عامة لا يسر عدوا ولا صديقا فالخدمات الطبية التي تقدم للمواطنين تكاد تكون شبة غائبة إن لم نقل إنها منعدمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فبالرغم من وجود صرح طبي كبير هو مستشفى الشهيد محنف كأكبر مؤسسة صحية عاملة في المنطقة ، الذي يوجد فيه عدد ليس بالهين من الممرضين والكوادر الطبية التي تمتلك خبرات جيدة إلا أن حاله اليوم تؤكد أنه لم يعد إلا مبنى ومجرد اسم ليس له أي مضمون ومحتوى فهو شبه خال وجميع أقسامه تفتقر إلى المعدات الطبية والرعاية الصحية التي يجب أن تكون موجودة. أثناء جولتنا بأقسام وأجنحة المستشفى وجدنا قسم الأطفال كأحد أهم الاقسام التي يجب الاهتمام بها .هذا القسم لم نجد فيه أي معدات طبية تفي بالغرض الذي أوجد لها هذا القسم! غرفة العمليات هي الأخرى تكاد تكون شبه خارجة عن نطاق العمل فثمة أعمال تأهيل تجرى لها ولكنها ظاهراً لاتفي بالحاجة فقسم العمليات يعاني ما تعانيه أقسام المستشفى الأخرى، بل ويعاني نقصاً حاداً من الكادر الطبي المتخصص ويفتقر إلى وجود المعدات والأجهزة الطبية اللازم توافرها. كما يوجد بداخل القسم معدات وأجهزة طبية غير صالحة للاستخدام والأمَر أنها رديئة التصنيع وهي حتى هذه اللحظة خارج إطار العمل نتيجة للأعطاب التي لحقت بها خلال فترة وجيزة من بدء العمل بها، قسم العظام يكاد لا يكون موجودا على الإطلاق فالقسم لا يوجد به طبيب متخصص بالعظام، أما قسم الأشعة فيتكون من غرفة واحدة ويحتوي بداخله على ثلاثة أجهزة خاصة بالأشعة اثنان منها غير صالحين للعمل و الثالث جهاز صغير لايفي بالغرض.

بعض الأجهزة خارج نطاق التغطية رغم حداثة صناعتها
بعض الأجهزة خارج نطاق التغطية رغم حداثة صناعتها
صيدلية المستشفى هي الأخرى تكاد تكون خالية من الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى وهو ما يضطر المريض أن يشتري الأدوية من العيادات الخارجية الخاصة التي غالباً ماتكون أسعارها باهظة الثمن.. يملك المستشفى سيارتي إسعاف إحداهما سيارة حديثة والأخرى متهالكة لكن المشكلة في السيارة الحديثة وهي نوع تويتا، فمن يريد من المرضى استعمالها لنقله بموجب ما تستدعي حالته المرضية إلى عاصمة المحافظة أو إلى محافظة عدن على ذويه أن يدفعوا ثمن البنزين ومن لايملك هذا الثمن لايمكن أن يتم نقل مريضه.

وهنا يثور سؤال كبير جداً ألا يوجد مخصص معتمد للبنزين الخاص بهذه السيارة؟ حيث إن من لايدفع يتم التعذر له بأن السيارة غير صالحة ليصبح المريض في الأخير هو الضحية التي لا ذنب لها إلا سوء الحال.

حمام القاضي بمحكمة لودر الابتدائية كما في الصورة
حمام القاضي بمحكمة لودر الابتدائية كما في الصورة
مجمع حكومي...لماذا الغياب؟

رغم شهرة هذه المدينة وأهميتها ومعرفة القاصي والداني بها إلا أنها تفتقر الى وجود مبنى مجمع حكومي يجمع فيه كافة المكاتب الإدارية للسلطة المحلية المتناثرة هنا وهناك فإدارة ومكتب مدير عام المديرية يقع بمدينة زارة وهي مدينة بعيدة نسبياً عن مديرية لودر بالإضافة إلى أن مكتب مدير عام المديرية يقع بالمبنى نفسه الذي تقع فيه محكمة زارة الابتدائية، يضاف إلى ذلك الكثير من المرافق الحكومية المتناثرة هنا وهناك مبانيها متهالكة وهو ما يلح بشدة على أن يكون هنالك مبنى لمجمع حكومي متكامل.

محكمة زارة وضع لايسر!

يفترض أن يكون مبنى المحكمة مكان مهاب ومحترم ونظيف شكلاً ومضموناً لكننا في محكمة زارة نجده يفتقر إلى أبسط المقومات والمعدات في تسيير أمور العملية القضائية فهي تفتقر إلى آلة تصوير وجهاز كمبيوتر وإلى الكثير من الأثاث والأدوات المكتبية، بل إننا وجدنا أن الكثير من أعمال الأرشفة يقوم بها موظفو المحكمة بجهود خاصة، والمؤلم حقاً أن موظفي المحكمة بمن فيهم رئيسها يعانون الأمرين بسبب هذه الأمور علاوة على سير العمل القضائي.

ويصل الإهمال بحال المحكمة لدرجة أنها تفتقر ألى حمامات عامة والأشد ألماً أن قاعة التقاضي والجلسات ضيقة لاتتسع لعددكبير من الحاضرين .

مبنى مكون من طابقين، الأول يحوي محكمة لودر والثاني يحوي مكتب مدير المديرية والإدارة المالية
مبنى مكون من طابقين، الأول يحوي محكمة لودر والثاني يحوي مكتب مدير المديرية والإدارة المالية
شرطة لودر

القائمون على إدارة مركز الشرطة بمديرية لودر أغلبهم من ذوي الرتب العالية حيث يحمل الكثير منهم شهادات جامعية في مجال تخصصهم لكن مبنى الشرطة صغير جداً ومتواضع ويقع وسط المدينة ويفتقر إلى سور يحيط به يمكن له أن يشكل عامل حماية من أي عمل غير سوي، يضاف إلى ذلك أن المبنى نفسه قديم ومتهالك ويفتقر إلى أبسط المقومات العادية كالحمامات العامة، أما السجن الملحق بمركز الشرطة فيفتقر إلى مقومات السجن العامة فهو دون نوافذ وضيق للغاية ولأن أغلب النزلاء من أصحاب الجرائم والمنازعات البسيطة فهم لايقبعون بداخل هذا السجن حيث يمكثون ساعات فقط ومن ثم يتم نقلهم إلى سجن المديرية بمبنى الأمن.

إشارات سريعة

يتدفق على مدينة لودر مئات اللاجئين من القرن الأفريقي حيث يقوم بعضهم بالعمل في المدينة بينما يتخذ آخرون من هذه المدينة محطة مؤقتة قبل الانتقال إلى مدن اليمن الأخرى، غير أن وجودهم اليومي دون رقابة أمنية وصحية يشكل خطراً وتهديداً للوضع الأمني والصحي في المدينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى