يحبهم ويحبونه

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله» هكذا تعلمنا هذه القيمة الإيمانية من معلمنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، الذي جاء معلما وهاديا وشاهدا حضاريا، ومبشرا إنسانيا، ونذيرا ربانيا، وداعيا أخلاقيا، وقائدا سياسيا.
وهذا يعني أننا يجب أن نحب ما أحبه الله، ونبغض ما أبغضه الله.. ولقد عرفنا أن الله «يحب التوابين ويحب المتطهرين» البقرة (222) و«يحب المتقين» (آل عمران 76) والصابرين والمتوكلين والمقسطين، و«الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص» (الصف 4).. ولنرَ الآن ما لايحبه الله:

«إن الله لايحب الكافرين» (آل عمران 32) «والله لايحب الظالمين» (آل عمران 57 و140) «والله لايحب الفساد» (البقرة 205) «والله لايحب المفسدين» (المائدة 64) و«إن الله لايحب المفسدين» (القصص 77)و«إن الله لايحب المعتدين» (البقرة 190)و(المائدة 87) و(الأعراف 55) و«إنه لايحب المسرفين» (الأنعام 141) و(الأعراف 31) و«إن الله لايحب الخائنين» (الأنفال 58) و«إنه لايحب المستكبرين» (النحل 23) و«إن الله لايحب من كان مختالا فخورا» (النساء 36) و«إن الله لايحب من كان خوانا أثيما» (النساء 107) و«إن الله لايحب الخائنين» (الأنفال - 58) و«لايحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم» (النساء 148).

أفبعد هذه النذر الإلهية يمكن للمؤمنين أن يحبوا أو يوالوا (الكافرين) الذين «يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا» (الأعراف 45) «واتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا» (الأعراف 51)؟. لقد حذرنا الله منهم ومن دسائسهم ومؤامراتهم، فقال لنا منذرا محذرا «ها أنتم أولاء تحبونهم ولايحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله، وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ، قل موتوا بغيظكم» (آل عمران 119).

أيجوز لنا أن نحب (الظالمين) الذين لعنهم الله وأبغضهم «لعنة الله على الظالمين» (الأعراف 44). مهما يكن هذا الظلم صغيرا وحقيرا ويسيرا، ولو كان قضيبا من أراك، أو (دبوسا) في مرفق حكومي، أو ذرة من تراب أوقاف.

أفيمكن لعباد الله المؤمنين الذين (يحبهم ويحبونه) أن يهادنوا الفساد، ويداهنون الفاسدين الذين «يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا» (النور 19)، سواء أكانت الفاحشة أخلاقية مثل العري والعهر والفجور والخمور والرشوة والمحسوبية، أم اجتماعية مثل إثارة النعرات العصبية، وأكل أموال اليتامى وصولا إلى الحرب الثأرية، وسفك الدماء البريئة الطاهرة بالوكالة عن الذين «كلما أوقدوا نارا للحرب أطفاها الله، ويسعون في الأرض فسادا، والله لايحب المفسدين» (المائدة 64).

ولاينبغي لمؤمن يحب الله ورسوله أن (يحب المعتدين) الذين طغوا وبغوا، وتعدوا وجاروا، وأثموا وظلموا، فلا يمكن أن يعتدوا على عرض مسلم أو دمه أو ماله، ولايعتدوا على أهل القبلة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم تكفيرا وتضليلا وتبديعا وتفسيقا على قضايا خلافية منذ عصر خير القرون، بل يجب أن يوجهوا جهودهم ضد (المسرفين) و(الخائنين) و(المستكبرين) الذين أسرفوا في سرقة أموال الشعوب، وخانوا الله ورسوله والمؤمنين، واستكبروا على جماهير المستضعفين المظلومين، وأغرقوا الأمة في الغلاء والفساد وأموال الربا، وفرقوا الناس شيعا متنافرة، وأحزابا متناحرة وقبائل متصارعة، ومجموعات متنازعة، وجلبوا القواعد العسكرية لمعسكر الكفر العالمي لتعتدي على المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان بحجة (الاتفاقيات الأمنية)!!.

فيا أعزائي القراء.. هذه هي رسالة الله، بينت ما لايحبه الله حتى تبغضوا ما يبغضه، ولكي تكرهوا ما يكرهه، وحسبي أنني قد «أبلغتكم رسالة ربي، ونصحت لكم، ولكن لاتحبون الناصحين» (الأعراف)!. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

مدرس بكلية التربية

جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى