صائم.. لم يصم!

> «الأيام» عارفين صالح الداهية - يافع

> رمضان شهر الطاعة والمغفرة والرضوان، شهر ندعى فيه جميعا إلى ضيافة الرحمن، فهو الفرصة الذهبية للاتصال بالخالق جل جلاله وتجديد عهد العبودية له.

وكم يحز في النفس أن نرى من المسلمين من يدخل عليهم شهر رمضان ويخرج ونفوسهم لم تتغيير أو تتبدل، ومنهم من يجوع ويعطش وقلبه ومعاصيه هي معاصيه، فيركع ويسجد ويتعب، وحاله هي حاله، ولسانه هي لسانه في أذية إخوانه المسلمين، والعجب كل العجب أن تجد صائما يكذب ويقول الزور ويسعى بالنميمة ويأكل لحم إخوانه المسلمين.. ثم يدعي أنه صائم!.

ومن المسلمين في رمضان من إذا قصرت الزوجة أو الأخت أو الأم في طهو الطعام أو تنظيف البيت وغيرها من الأعمال قام يسبها ويعيرها ويهددها، متفوها بألفاظ بذيئة، يتبرأ منها كل صائم تقي، فيملأ البيت صراخا وضجيجا، وربما أدى الأمر للإقدام على عمل يندم عليه.. ثم يدعي أنه صائم!.

وكم من إنسان صائم لم يمنعه شهر الرحمة من افتعال مشكلة مع زميله في العمل أو صديقه أو صاحبه وربما جاره على أتفه الأمور. ومنهم في هذا الشهر من يضرب ويغش ويبطش ويظلم ويسرق ويتتبع العورات والشهوات وينظر إلى المحرمات.. ثم يدعي أنه صائم!.

القنوات الفضائية التي يزيد رواجها واشتعالها في رمضان وما تبثه من المنكرات التي لاتليق بالمسلم الصائم في النظر والمتابعة لها، من أفلام ومسلسلات تنقل ثقافات تهدد دين الفرد وعقيدته وأخلاقه بل وأسرته ومجتمعه ككل.. وكم من الصائمين من يمسي ويسهر على مثل هذا.

فكم من الناس من ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش، ومن ليس لهم من صلاتهم وقيامهم إلا السهر والتعب، فيا خسارة من خرج عليه رمضان ولم يستزد فيه من الصالحات، وكل التعاسة لنفوس لم يهذبها الجوع ولم يربها السـجود ولا الركوع.

هذه رسالة لبعض المضيعين والمفرطين، قال الله تعالى في الحديث القدسي: «يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك ولا أبالي». فلنحرص جميعا على أن نجعل هذا الشهر نقطة محاسبة وتقويم لأعمالنا وتصحيح ومراجعة لحياتنا.

فشهر رمضان شهر عبادة وعمل، وليس شهر نوم وكسل، فلنتغير نحو الأفضل ولانسرف ونسهر على ما يفسد الصيام، ولنحافظ على الصلاة والذكر والطاعة والإحسان وتلاوة القرآن وحسن الأخلاق ووصل الأرحام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى