زاردارى ..من سجن باكستاني الى قصر الرئاسة

> إسلام أباد «الأيام» نديم ساروار :

>
كان آصف علي زارداري يعاني من مرض السكر واعتلال في العمود الفقري عندما أطلق سراحه بعد قضاء فترة سجن طويلة قبل اربع سنوات,وأصبح حاليا يمارس رياضة الجري حول منزل رئيس الوزراء الباكستاني حيث ينزل ضيفا عليه وبانتظار الاسبوع القادم عندما سينتقل للاقامة في القصر الرئاسي للسنوات الخمس القادمة.

ولاتزال الحياة السياسية والشخصية لزارداري /52 عاما/ ملطخة بالفضائح والتناقضات ، ولكن من المتوقع ان يفوز بانتخابات الرئاسة التي ستجرى اليوم السبت.

ويستعد زارداري لملء الفراغ الذي خلفه الرئيس الباكستاني السابق برفيز مشرف الذي اضطر للاستقالة بسبب ضغوط من زارداري وحليفه السابق فى الائتلاف الحاكم رئيس الوزراء السابق نواز شريف.

ويرى كثيرون أن الحظ وحده هو الذي سيجعل من زارداري رئيسا لباكستان حيث انه لو لم تقتل زوجته رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو في هجوم انتحاري في كانون اول/ديسمبر 2007 ، فإن الوظيفة الوحيدة التي كان سينالها هي رعاية أطفالهما الثلاثة ، ولد وابنتان.

ولقد أبعدت بوتو زوجها زارداري عن الساحة السياسية خلال الحملة الانتخابية لانتخابات 18 شباط/فبراير 2007 باعتباره يمثل عائقا لها ، ويعود ذلك بشكل رئيسي الى سمعته حيث يطلق عليه لقب "السيد 10 في المئة" في اشارة الى النسبة التي يزعم أنه حصل عليها كعمولة في التسعينيات عندما تولت زوجته مرتين منصب رئيس الوزراء.

ولكن بعض الفضل يجب ان ينسب الى زارداري فيما يتعلق بالمكان الذي وصل اليه حاليا - على وشك أن يصبح الرئيس القادم لباكستان المسلحة نوويا وحليفا مهما للغرب في الحرب الدولية على الارهاب.

فلقد شدد زارداري قبضته على حزب الشعب الباكستاني بعد اغتيال زوجته بحيث أصبح الرئيس الفعلي للحزب برغم ان نجله بيلاوال بوتو زارداري عين رئيسا للحزب.

ولاتزال وصية بنظير بوتو ، التى قدمها زارداري لتبرير حقه في قيادة الحزب ، تحت التدقيق والمراجعة فيما يزعم البعض انها تحمل توقيعا مزورا لبوتو.

ووسط لا مبالاته ازاء النقد الموجه له وعدم تمتعه بالشعبية بين الرأي العام ، قام زارداري بعدد من الخطوات التي تتسم بالدهاء السياسي بعدما قاد حزبه موجة التعاطف اثر اغتيال بوتو وفاز بالانتخابات العامة التي اجريت في شباط/فبراير الماضي.

ولقد أقام تحالفا مع عدوه القديم نواز شريف ، الذي كانت حكومته أول من وضع زارداري في السجن ، لتشكيل حكومة ائتلافية بناء على وعد باعادة نحو 60 قاضيا أقالهم الرئيس السابق عندما فرض حالة الطواريء على البلاد في 3 تشرين ثان/نوفمبر 2007,ولكنه لم يف أبدا بوعده.


ولد آصف في 21 تموز/يوليو 1956 لحكيم علي زارداري وهو صاحب قطعة ارض صغيرة ومالك دار عرض سينمائي في اقليم السند. وتلقى آصف معظم تعليمه في مدرسة سانت باتريك في كراتشي.

وكان زواجه عام 1987 من بنظير بوتو ابنة رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو الذي شنق على يد الديكتاتوري العسكري ضياء الحق عام 1979 بمثابة الفوز بتذكرة يانصيب لرجل كل ما حققه من نجاح في الثلاثينيات من عمره هو وصفه بأنه شخص مستهتر منغمس في الملذات.

وفي غضون اشهر بعد أن أصبحت بوتو رئيسة للوزراء عام 1988 ، اتهم زارداري بالفساد.

وابعدت بعدها زوجته عن الحكومة عام 1990 ، واعتقل لقيامه بوضع قنبلة يتحكم فيها عن بعد في ساق رجل أعمال بريطاني يتخذ من باكستان مقرا لها وهو مرتضى بخاري واجباره على سحب أمواله من حسابه المصرفي.

وفي عام 1996 اتهم زارداري بقتل مير مرتضى بوتو ، شقيق زوجته ، الذي كان المنافس الرئيسي لها على قيادة حزب بوتو الاب والذي تحول الى أحد كبار منتقدي سياسات بنظير بوتو.

وفي وقت لاحق أدين زارداري وزوجته في عدة قضايا من بينها الحصول على عمولات وغسيل الاموال. وينفي زارداري صحة تلك الاتهامات بالقول إنها ذات دوافع سياسية وأنه لم تتم ادانته رسميا.

وبعد أن قضى 11 عاما من عقوبته في السجن أطلق سراحه عام 2004 تردد ان ذلك حدث وفق صفقة سريةبين مشرف ، الذي تولى الحكم في انقلاب عسكري ابيض عام 1999 ، ومنافسته السياسية بوتو.

وبمقتضى الاتفاق ، اسقطت الاتهامات ضد الزوجين بأمر رئاسي مثير للجدل أصدره مشرف عام 2007. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى