> «الأيام» صلاح أبولحيم:

آثار الصدأ وقد أصابت ثلاجة الحفظ
> رشاد علي باصر رئيس جمعية البندر السمكية قال:
«تعتبر جمعية البندر السمكية من أقدم الجمعيات بالجمهورية، حيث ظلت هذه الجمعية تقدم خدمات جليلة للصيادين والمواطنين من أبناء المديريات والمحافظات المجاورة.
وقد مرت الجمعية منذ تأسيسها حتى اليوم بمراحل متعددة ومتقلبة، ويوجد هناك تعاون مشترك بين الجمعية ومكتب الثروة السمكية بالمحافظة وكذلك مكتب الاتحاد التعاوني السمكي بالمحافظة إلا أن هذه العلاقات تشتد حيناً وتتراخى بل قد تموت أحياناً أخرى، فخذ على سبيل المثال نموذج من صور الإهمال والفساد الموجه وهي ثلاجة حفظ الأسماك التي وضع حجر أساسها الرئيس الشهيد سالم ربيع علي (سالمين) في مطلع السبعينات وافتتحها الرئيس علي ناصر محمد في ثمانينيات القرن الماضي، وأغلقت قسراً مع مطلع الوحدة المباركة وبالأحرى عام 90م، حيث أغلقت هذه الثلاجة وهي في أوج ازدهارها وبتوجيهات حكومية ظالمة قضت على الأخضر واليابس، بل الأنكى من ذلك أنها أغلقت وهي تختزن بداخلها ما نسبته 400 كجم من الأسماك والأحياء البحرية التي كان يستعد الصيادون لنقلها إلى المحافظات المجاورة، ولكن نتيجة لتلك التوجيهات القهرية أغلقت الثلاجة حتى لحظة كتابة هذا الاستطلاع وقد تعرضت الثلاجة بكامل أجزئها للأعطال والانتهاء، حيث تحولت مخازنها إلى مأوى للحمير وساحاتها إلى مقايل للقات، وكل هذا بسبب الصمت المطبق من قبل السلطة ومكتبي الثروة السمكية والاتحاد التعاوني السمكي بأبين ووزارة الثروة السمكية، فمكتب الثروة السمكية بأبين هو المسؤول الأول عن الثلاجة وملحقاتها وليس جمعية البندر السمكية، فمكتب الثروة السمكية لا يعطي أي اهتمام بالثلاجة ولا يهتم بشؤون صيادي أحور ولا يسأل عن أحوالهم بمعنى (مغني جنب أصنج).

أحد المخازن وقد تحول إلى مقلب للقمامة
> الأخ سالم بامهيد، الأمين العام لجمعية البندر السمكية بأحور قال:
«نشكر صحيفة «الأيام» وبالأخص الناشرين هشام وتمام باشراحيل، وأشكركم على نزولكم الميداني لتفقد ونقل هموم صيادي مديرية أحور وجمعية البندر السمكية بأحور، ونتوسم خيراً أن يصل صدى صوتنا إلى كل المعنيين من أعلاهم حتى أدناهم، فمعاناة صيادي أحور متعددة ولكنها لم تجد الآذان الصاغية لسماعها فأحور تمتلك شريطا ساحليا كبيرا يمتد على طول وعرض خليج عدن والبحر العربي وتختزن مياهها العديد من الأسماك والأحياء البحرية إلا أن معاناة الصيادين كبيرة فمثلاً عندما يتم تجميع الأسماك وبكميات كبيرة فإنه يتم نقل البعض منها إلى أسواق المحافظات المجاورة وما يتبقى من الأسماك وبكميات كبيرة فإنها تتلف بسبب عدم وجود مصنع للثلج وأيضاً انتهاء عمر ثلاجة حفظ الأسماك التي أجهضت وهي في أوج مجدها وبتوجيهات حكومية ظالمة ناهيك عن انتهاء مصنع الثلج الذي أنشأه المشروع السمكي الرابع، والذي لم يقدم خدمات للصيادين سوى لعام واحد فقط .

جهاز التبريد انتهى عمره الافتراضي بسبب الإهمال
وكذلك لإيجاد حلول ومعالجات لأولئك الصيادين والمؤسسين الأوائل الذين أسسوا جمعية البندر السمكية في أربعينيات القرن الماضي، ونرجو أن يجتث حال الجمعية وصياديها وتحقيق ولو %1 من متطلباتهم العامة التي تتلخص في الوظيفة العامة وإعادة هيكلة ثلاجة حفظ الأسماك وكسر قفل الاحتكار الذي فرضه البعض والتوجيه بالعمل على سفلتة طريق أحور - البندر وتحقيق حلم الصيادين الكبير المتمثل باللسان البحري».
> الوالد داحي حسن خميس، أحد أقدم الصيادين ومن المؤسسين الأوائل لجمعية البندر السمكية بأحور قال: «يعاني صيادو أجور وجمعية البندر السمكية البالغ تعدادهم 400 عضو من الصمت المطبق من كل الحكومات والمسؤولين في البلاد وحالهم لايسر عدوا ولا يفرح حبيبا، فحكاية صيادي أحور أزلية فجمعية البندر بأحور تأسست عام 1944م وهي أول جمعية سمكية بالمحافظة، وكان قوام أعضائها 7 أعضاء وتوسع اليوم ليصل إلى 400 عضو وكانت الجمعية تقدم خدمات لمناطق الشريط الساحلي وبعض محافظات الجمهورية شرقاً من منطق بئر علي وعرقة وغرباً حتى منطقتي مقاطين وشقرة وغيرها من مناطق الشريط الساحلي.
ومع هذا قد لايصدق أحد بأن عدد الموظفين في هذه الجمعية لايتجاوز أصابع اليد الواحدة، بل أن بعض الصيادين قد فارق الحياة وهو يحلم بالوظيفة أو من يستمع إلى همومه وشكواه وقدرهم أن هذا الحال مكتوب بفعل فاعل لكل صيادي أحور، بل أن هناك من قضى على مصدر رزقهم وذلك عن طريق إغلاق ثلاجة حفظ الأسماك ودفنها والصلاة عليها صلاة الميت الغائب، وهي مصدر عيشهم الوحيد الذي تقتات منه أسرهم ولا تزال إلى اليوم وهي معلقة ناهيك عن عدم تبني مكتب الثروة السمكية هموم الصيادين ومعالجتها.

وأصاف:«يوجد لدينا مصنع للثلج وضع كحل أو بمعنى آخر (عمى العيون) لم يستمر سوى عام وفي الأخير انتهى بدون سابق إنذار وحتى اللحظة لم يسأل أحد من المشروع السمكي الرابع أو من مكتبي الثروة السمكية أو الاتحاد التعاوني السمكي عن ذلك الفساد المصطنع والمركب من قبلهم ومنذ عام 1990 عام إغلاق ثلاجة حفظ الأسماك التي كلف إنشاؤها ملايين الدنانير والشلنات، ومنذ ذلك الحين أي عام 90م يأتينا مسؤول ويذهب الآخر وكل مسؤول أول ما يقوم به عند وصوله إلينا هو تشكيل لجنة تقوم بإعداد تقرير طويل وعريض، ولكن نتيجة هذه التقارير لانعلم عنها ولم نلمس منها شيئا.
وهذا هو حالنا مع اللجان والنتيجة صفر والصيادون هم الذين يدفعون الثمن حتى اليوم، ومع كل ذلك إلا أن جميع سكان الشريط الساحلي لا ينسون العمل الخيري الذي قام به السيد محمد علي المشهور، عضو مجلس النواب رئيس جمعية أحور الخيرية الذي قام برصف طريق أحور - البندر، وهو العمل الذي لم تستطع أن تنفذه السلطة ولجانها التي تهل علينا ما بين لحظة وأخرى».