في منتدى الباهيصمي الثقافي.. رامي نبيه فنان أصيل يتألق بفنه وعطائه الجميل

> «الأيام» مختار مقطري:

> مساء الخميس الماضي 9/4 نظم منتدى (الباهيصمي) الثقافي الفني بالمنصورة فعالية خاصة للاحتفاء بالفنان القدير رامي نبيه، حضرها عدد غير قليل من مثقفي وأدباء وفناني عدن، وشارك بالحديث عن التجربة الفنية لرامي نبيه كل من الأستاذين عبدالرحمن إبراهيم وأحمد السعيد، وكاتب هذه السطور، وفي كلمته الترحيبية بالحضور قال الشاعر محمد سالم الباهيصمي رئيس المنتدى : «أول خميس من شهر رمضان المبارك خصصناه للفنان الجميل رامي نبيه، الذي نتمنى أن نلم بتفاصيل تجربته الفنية لنوثقها فناً وتاريخاً»، داعياً رامي نبيه للاهتمام وتبني الموهبة الشابة أيمن الجيلاني، وهو فعلا موهبة فنية بحاجة للرعاية والتوجيه .

وتحدث كاتب هذه السطور عن ما يحدث في الأجهزة الرسمية المرئية والمسموعة من تشويه للتراث باسم المحافظة عليه وتوثيقه مؤكداً أن التراث موثق بعزف وأداء جيل الرواد وأن هذا الثرات هو تراث المرحلة الفنية الراهنة، ولكننا بحاجة إلى الاهتمام بتراث مرحلة فنية قادمة صنعه كبار الفنانين في الخمسينات والستينات ثم جيل السبعينات والثمانينات ومنهم رامي نبيه، فما قدموه من أغنية حديثة ومتطورة محافظة على التراث هو اليوم تراث خاص بكل واحد منهم وسوف يكون هو التراث للمرحلة الفنية القادمة، لكن أجهزة الإعلام الرسمية لاتفكر على هذا النحو وتعتبر التراث الحالي صالحاً لكل المراحل الفنية القادمة ولو إلى مابعد مائة عام، داعيا الفنان رامي نبيه إلى عدم الإحباط جراء التجاهل الإعلامي له ولغيره من الفنانين المحترمين لفنهم وجمهورهم .

وقال الأستاذ عبدالرحمن إبراهيم : «سعادتنا كبيرة بهذا الاحتفاء بفنان بدأ بداية جادة وهو رامي نبيه، الذي اعتمد على موهبته منذ البداية وأصّلها بالدراسة.

وهناك فنانون كبار لم يدرسوا الموسيقى، ولكنهم استفادوا من الاحتكاك والممارسة وصاروا عمالقة، ولكن هذا الجيل يكاد يتلاشى فالتاريخ يتغير والواقع يفرض الجديد الذي لايكون نسخة من القديم، والجديد يصبح رائداً في المستقبل، ومن هنا لايمكن تجاهل جيل الثمانينات ومنهم رامي نبيه الذي عمق موهبته بالدراسة والاستفادة من الفنانين الكبار الذين احتضنوه منذ البداية وهم بذلك لم يراهنوا على مهر خاسر، ولكن استنادا لموهبته الحقيقية».

وقال الأستاذ أحمد السعيد: «إن في اليمن ظاهرة فنية هي أن الفنان بعد أن يغني أغنية أو اثنتين يبدأ بكتابة الكلام والتلحين لنفسه وقلة هم الذين تفرغوا للتلحين مثل المحسني وأحمد محمد ناجي، ورامي نبيه صاحب صوت قوي ومعبر وجميل بدأ مع أحمد قاسم، لكنه لم يقلده وفي ألحانه شخصية فنية مستقلة»، مقترحاً عليه أن يتفرغ للتلحين أو الجمع بين التلحين والغناء وفي كلا الحالتين فإن الجمهور هو المستفيد .

ورامي نبيه من مواليد عام 1966م، وقد تحدث في البداية عن مشواره الفني منذ أن كان في السابعة، وبداية تعلمه العزف على العود في سن 12 عاماً وكان من شجعه في البداية الزيدي وأحمد بومهدي، وفي برنامج تلفزيوني للهواة غنى بوجود أحمد قاسم أغنية (يا دنيا) فقال له: (برافو)، مؤكداً أن هذه الكلمة من أحمد قاسم تعد بداية مشواره الفني، وكان من الجميل أن يذكر رامي نبيه الفضل لكل من استفاد منهم ووقفوا إلى جانبه مثل الزيدي وأحمد بومهدي وأحمد قاسم وأحمد بن غودل وعبدالرحمن إبراهيم وغيرهم، ورامي نبيه درس الموسيقى في معهد الفنون والثقافة بطشقند في الفترة (1994-1989) وحصل على الماجستير، وكان مساعداً لبن غودل وعضوا في لجنة الاحتفالات بمكتب الثقافة بعدن وحالياً مدير عام قاعة فلسطين للمؤتمرات الدولية بعدن، ولا ينسى رامي نبيه أن يذكر عدداً آخر من الفنانين الذين استفاد منهم مثل المرشدي ومحمد سعد، وقد غنى رامي للوطن والحب والطفولة والرياضة أيضا ولحن الأوبريت وله عدة مقطوعات موسيقية ومؤخراً تفرغ للمشاركات الخارجية بمتابعة خاصة من قبله غير مكترث لتجاهل وزارة الثقافة له ولغيره من الفنانين ذوي المواهب الحقيقية والمتميزة .

ثم غنى رامي نبيه .. غنى فأجاد وأطرب بأسلوبه الراقي في العزف على العود وصوته القوي والمعبر والجميل .. غنى ثلاث أغنيات من ألحانه للشعراء مقبل علي صالح وعبدالرحمن إبراهيم وشمس الدين البكيلي فكان رائعاً عزفاً وتلحيناً وأداءً، ثم غنى لأحمد قاسم وسيد مكاوي وزكريا أحمد، فصفق له الحضور تصفيقاً حاراً وهم في حالة نشوة من تأثير الطرب الأصيل .

رامي نبيه فنان أصيل يتألق بفنه وعطائه الجميل ولايتحدث عن نفسه كثيراً ولايدعي أنه واحد من الفنانين الكبار، بل يكتفي بذكر فضلهم عليه واحداً واحداً بدون استثناء، وهذا ماينبغي أن يفعله كل فنان حقيقي ليراه الآخرون كبيراً بين الكبار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى