الفهيم: استعراضي عنيد.. طموح .. ويواجه ثلاثة تحديات مع مانشستر سيتي

> «الأيام الرياضي» متابعات:

>
من هو سليمان الفهيم المالك الجديد لمانشستر سيتي؟ هل هو شاب فاحش الثراء يتطلع إلى النجاح في مجالات غير مطروقة للعرب أم باحث عن الشهرة من خلال التواجد مع نجوم الكرة والسينما؟

بالتأكيد هو هذا وذاك،ولكنه يواجه ثلاثة تحديات أساسية في طريقه لوضع سيتي بين عمالقة اللعبة في انجلترا وأوروبا.

ويوصف الفهيم في وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية بأنه«آلة دعاية متحركة لإمارة أبو ظبي».. وهو لا يجد حرجا في تأكيد هذا الوصف.

وكان الشاب الثلاثيني واضحا في إجابته عن سؤال وجهته له صحيفة «تايمز» حول أسباب اختياره لناد في الدوري الإنجليزي الممتاز.. فقال الفهيم:«دعاية كبيرة لمجموعة أبو ظبي المتحدة وللإمارة بشكل عام».

وأضاف:«نريد أن تكون أبو ظبي عاصمة الثقافة والرياضة في الشرق الأوسط، نطمح في أن نصبح أرض كل الأحداث الكبيرة في المنطقة».

ويرى مات ديكنسون الناقد الرياضي في الصحيفة نفسها أن الصفقة لا تخلو أيضا من رغبة شخصية من الفهيم في اكتساب مزيد من الشهرة والاهتمام الإعلامي.

ويوضح:«من كان يعرف رومان إبراموفيتش قبل شرائه تشيلسي أو عائلة جليزر قبل اقتناص مانشستر يونايتد؟ وبعد ساعات من الاستحواذ الأخير، أصبح العالم كله يدرك بصورة أفضل من هو سليمان الفهيم».

ويكتسب الفهيم شهرة ضخمة في الخليج بسبب ترؤسه لمجلس إدارة شركة «هيدرا» العقارية التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها وتولت مشاريع تزيد قيمتها على ثلاثة مليارات دولار أمريكي في السنوات الثلاث الماضية.

وحصل الفهيم – اللاعب الماهر في الشطرنج والذي يترأس أيضا الاتحاد الإماراتي له - على درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن يبدأ إدارة «هيدرا» بأسلوب مختلف على مجال التنمية العقارية على الرغم من تحذير كثيرين من فشل هذا التوجه.

ويوضح الفهيم:«كنا نرغب في أن تكون كل وحدة عقارية نبنيها مختلفة ومتفردة، حذرني كثيرون من أن هذا التوجه يحتاج أموالا ضخمة ومصيره الفشل .. ولكنني أصر على فعل ما أراه صوابا حتى إذا قال لي آخرون إنه خطأ».

وبمهارة لاعب الشطرنج، يكشف فهيم أن النجاح في مجال ما يتطلب الإلمام بكل تفاصيله الدقيقة بل وإجادته بصورة كاملة.

ويقول:«كثيرون يرغبون في العمل في مجال التنمية العقارية على الرغم من عدم إلمامهم بكامل تفاصيل هذا العمل .. يجب أن تكون ماهرا في كل تفاصيله».

ولكن الفهيم يبدو أنه لا يطبق هذه المقولة خارج مجال العقارات، إذ يبدي اهتماما واضحا بالاستثمار في مجالي الرياضة والسينما على الرغم من خبراته المحدودة في المجالين، ما يعيده إلى مربع الثري صاحب النزعة الاستعراضية مرة أخرى.

ويعرف الفهيم في الإمارات بأنه دونالد ترامب «أبو ظبي»، نسبة إلى الملياردير الأمريكي وقطب الإعلام الشهير، بسبب ولعه بالظهور ومرافقة نجوم السينما.

ونقلت وسائل الإعلام العالمية في الشهور الماضية وقائع لقاء الفهيم مع النجم ليوناردو دي كابريو في عشاء فاخر في أحد مطاعم غرب هوليوود.. لماذا؟ «لمناقشة دور الأفراد والمجتمعات في الحفاظ على البيئة»!

وبالطبع تناقلت المجلات المختلفة ومواقع الإنترنت صورا للفهيم مع دي كابريو، لا يظهر فيها الأول بشكل مختلف عن أي معجم حينما يلقى نجمه المفضل صدفة في أحد الأماكن.

ولم تختف نظرة المعجب من على وجه الفهيم حينما يظهر في صور أخرى مع روزلين سانشيز أو أشتون كوتشر وآخرين التقاهم في حفل ضخم آخر في أغسطس الماضي، تحدث فيه معهم عن أبو ظبي كعادته في الترويج لبلاده.

وربطت تقارير بينه وبين الممثلة الأمريكية الشقراء باميلا أندرسون، مؤكدة أن الثنائي في طريقه إلى الزواج قريبا!

وبخلاف كل ذلك، يمتلك الفهيم برنامج «هيدرا للمديرين التنفيذيين» وهو أحد برامج تليفزيون الواقع يستضيف فيه 16 من المديرين التنفيذيين ينقسمون إلى فريقين ويتنافسون لإنجاز مهام يكون الحكم فيها الفهيم نفسه، وتبلغ جائزته مليون دولار أمريكي إضافة إلى شركة للإنتاج السينمائي تعمل في هوليوود.

اللمحة السابقة عن حياة الرجل، تؤكد أن الرجل يمتلك طموحا ضخما للنجاح، وشخصية وفكرا إداريا، إضافة إلى أموال لا تنتهي باعتباره مدعوما من الأسرة الحاكمة في أبو ظبي والتي تتجاوز ثروتها 100 مليار جنيه استرليني .. ولكن هل يكفي ذلك لنجاح مانشستر سيتي في أن يصبح «أكبر ناد في العالم» مثلما يريد الفهيم؟

النجاح ممكن إذا نجح الفهيم ومجموعته في تخطي ثلاثة تحديات أساسية على الطريق.

أولا: إقناع النجوم

سيتي ناد كبير في إنجلترا وله داخل مدينة مانشستر جماهير ربما تفوق عددا جماهير مانشستر يونايتد نفسه، على الرغم من التفوق الجماهيري الكاسح ليونايتد خارج إنجلترا وسيطرة الشياطين الحمر على المشهد المحلي في السنوات الـ15 الأخيرة.

ولكن على المستوى الأوروبي، هل يمكن لنجوم الكرة العالميين، الذين لايزالون في مقتبل العمر أن ينضموا إلى سيتي بدلا من أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة ويونايتد ويوفنتوس وميلان بسبب وفرة الأموال؟

صفقة انتقال روبينيو إلى سيتي ليست مقياسا، خاصة بعدما قوبلت بعاصفة من الاستهجان في البرازيل بسبب ترك اللاعب للنادي الملكي والانضمام إلى ناد متوسط من أجل النقود.

ربما يمكن لسيتي أن يضم لاعبين في بداية الثلاثينات مثل تييري هنري ورود فان نيستلروي أو من هم أكبر مثل الأسطورة البرازيلية رونالدو بسبب ارتفاع العروض المالية للنادي وهبوط قيمة هؤلاء النجوم مع تقدم العمر، ولكن الأمر نفسه قد لا ينطبق على كريستيانو رونالدو وسيسك فابريجاس وفرناندو توريس.

ثانيا: إزاحة أحد الأربعة الكبار

حجر الزاوية في نجاح تجربة سيتي هو قدرة الفريق على إزاحة أحد الأربعة الكبار عن مراكزهم بنهاية الموسم المقبل.

الفريق لن يصبح عملاقا قبل أن يشارك في دوري أبطال أوروبا، والسبيل الوحيد لدخول هذه البطولة هو الإطاحة بواحد من يونايتد وأرسنال وليفربول وتشيلسي.

كثير من اللاعبين الكبار ربما يرحبون بالانتقال إلى سيتي في حال اشتراك الفريق باستمرار في دوري الأبطال وهو أمر يحتاج ثلاث سنوات على الأقل لتحقيقه، ويجبر الفهيم وإدارته على محاولة العثور على سؤال هام: كيف سيصل أصلا الفريق إلى المربع الذهبي خلال هذه الفترة من دون الاستعانة بنجوم من العيار الثقيل؟

ثم من هو الضحية؟ تبدو الإطاحة بمانشستر يونايتد أو تشيلسي بعيدة المنال بسبب قوة الفريقين البشرية والمالية على مستوى اللاعبين والإدارة والجماهير.

أرسنال أو ليفربول سيكونا الأقرب لمغادرة الأربعة الكبار..وهو أمر ليس سهلا أيضا، إذ يمتلك ليفربول إدارة سخية ومشجعين متحمسين دائما وأبدا، ويتمتع أرسنال أيضا بجماهير صاخبة ومدرب يستطيع تقديم فريق جديد كل سنة ينافس على الدوري الإنجليزي.

ثالثا: تدخل الإدارة

النظرة على أسلوب إدارة الفهيم لكافة استثماراته تؤكد رغبة الرجل الدائمة في الوجود في دائرة الضوء، وظهر ذلك واضحا في التعاقد مع روبينيو بعد دقائق من إتمام صفقة الاستحواذ، وهي الصفقة التي لم يرجع فيها للمدير الفني مارك هيوز، الذي كان يلعب الجولف في ذلك الوقت، بحسب (بي. بي. سي.).

ولم يكتف الفهيم بذلك، بل صرح للصحافة الإنجليزية بالحد الأدنى للاعبين الذين يريد التعاقد معهم، محددا إياهم بـ18، إضافة إلى تحديد بعض الأسماء مثل فابريجاس، وتوريس، وبيا وهنري ورونالدينيو وغيرهم.

وعلى الرغم من أن الفهيم تدارك الأمر، وأكد أن كافة التعاقدات ستتم وفقا لاحتياجات الفريق وطلبات هيوز، فإن البداية تؤكد أن الرجل سيسعى خلف النجوم في كل مكان لتكوين فريق خاص ذي طابع استثماري واستعراضي، وهو ما يتناسب مع شخصيته في الأساس.

الأمر نفسه أدى في تشيلسي إلى انهيار علاقة رومان إبراموفيتش مالك النادي وجوزيه مورينيو صانع مجد الزرق الحديث، بسبب رغبة الملياردير الروسي الدائمة في التواجد في الصورة واختيار اللاعبين .. بكلمات أخرى يريد الاستمتاع بالأضواء التي تجلبها الأموال التي ينفقها.

وربما يكون هذا هو التحدي الأصعب للفهيم ومانشستر سيتي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى