يحبهم ويحبونه

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً قال: يارسول الله، إني أحب هذه السورة «قل هو الله أحد» فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«إن حبها أدخلك الجنة» رواه الترمذي 20903 والبخاري تعليقاً 774 .

«سورة الإخلاص» سميت كذلك لأن الله تعالى أخلصها لنفسه فلم يذكر فيها شيئاً سوى أسمائه الحسني وصفاته العظمى، ومن قرأها مؤمناً بمقتضاها معتقداً بمحتواها ومستواها فإنه يكون من عباد الله المخلصين. ومن أجل محتواها العقدي التوحيدي، ومستواها العالي المخلص قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إنها تعدل ثلث القرآن» صحيح مسلم 812 . ولذلك قال النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن في ليلة؟» فشق ذلك عليهم وصعب، وقالوا: أينا يطيق ذلك يارسول الله ، فقال:«قل هو الله أحد» تعدل ثلث القرآن، رواه البخاري 5015. قال ابن تيمية (ت728) «معناه أنزل القرآن على ثلاثة أقسام: ثلث منها وعد ووعيد، وثلث منها الأسماء والصفات، وثلت منها الأحكام، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات» راجع (جواب أهل العلم والإيمان ص 113). ويقول الشيخ ابن عثيمين في (شرح رياض الصالحين) 3/309:«يعني أجرها كأجر ثلث القرآن، لكن لاتجزئ عن القرآن، ولهذا لو قرأها الإنسان ثلاث مرات بدل سورة الفاتحة في الصلاة لاتجزئ، لأن هناك فرقاً بين المعادلة في الأجر والمعادلة في الإجزاء، قد يكون الشيء معادلاً لغيره في الأجر ولكنه لايعادله في الإجزاء» وهذا القول مأخوذ من كتاب ابن تيمية السابق صفحة 133.

وفي صحيح البخاري رقم 5013 أن رجلاً كان يتقالّها - يراها قليلة لصغرها- فقال النبي الأعظم:«والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن» رواه أبو داود 1461 والنسائى 2/171. وعن أبي هريرة قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسمع رجلاً يقرأ «قل هو الله أحد» فقال النبي: وجبت، فسألته: ماذا يارسول الله؟ قال: الجنة» رواه ابن ماجه والنسائي والترمذي والحاكم وصححاه.. أي أن الجنة وجبت لكل مسلم ومسلمة يحب هذه السورة، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«من قرأ سورة الإخلاص حتى يختمهما عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة» فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:إذن نستكثر يارسول الله، فقال له النبي:الله أكثر وأطيب» رواه أحمد في مسنده من حديث معاذ بن أنس الجهني..(راجع كتاب - تمام المنّة ببيان الخصال الموجبة للجنة - لأبي الفضل عبدالله بن محمد بن الصديق الحسني الإدريسي من علماء المغرب).

وقد ألف تقي الدين أحمد بن عبدالحليم بن تيمية (ت728هـ) كتابا سماه (تفسير سورة الإخلاص) طبعته الدار السلفية في مومباي بالهند سنة 1408هـ، وهو كتاب قيم جيد رائع فليقرأ فإن فيه أبكار الأفكار وفرائد الفوائد.

وقد جاء في كتاب «الوسائل الشافعة في الأذكار النافعة» صفحة 325 للإمام المحدث محمد بن علي خرد العلوي (ت 960هـ) أن أنساً رضى الله عنه قال:نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يامحمد، مات معاوية بن معاوية المزني، أتحب أن تصلي عليه؟ فقال النبي: نعم، فضرب جبريل بجناحيه، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت، ورفع له سريره حتى نظر إليه فصلى عليه، وصلى عليه صفان من الملائكة كل صف سبعون ألفاً، فقال النبي لجبريل: بِمَ بلغ هذه المنزلة من الله تعالى؟ فقال جبريل: إنه كان يحب «قل هو الله أحد» قال: وقراءته إياها جائيا وذاهبا، وقائما وقاعدا، وعلى كل حال»..اللهم أرزقنا حب الإخلاص، واجعله سبب الخلاص يوم لا مناص.. آمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

مدرس بكلية التربية /جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى