الأعمال وليست الأقوال هي التي توصل أصحابها إلى عقول الناس

> «الأيام الريــاضـي» أحمد راجح سعيد:

> القواعد المتبعة في نظام المنافسات ولاسيما تلك التي تصنف على المستويين المحلي والدولي بالمواسم الكروية وتعتمد أساساً على النفس الطويل أو القصير كما هو الحال في بلادنا..هذه المواسم بمجاميعها الأساسية أو المبتكرة ما إن ينتهي مفعولها ويهدأ طنينها الإعلامي،ونكتشف بالفعل بأن الحصيلة النهائية لهذه المواسم لصالح الكرة اليمنية«محلك سر» مباشرة تلي ذلك الفترة الزمنية المحددة للراحة أو التقاط الأنفاس هذا النظام طبعاً معمول به في كل دول العالم، ولسنا نحن الذين فصلناه خصيصاً على نظامنا الكروي.

غير أن نقطة الخلاف فيما بيننا وبينهم تكمن في فهمنا المغلوط لجدوى هذه المواسم الكروية، وأيضاً لأهمية المحطة الفاصلة والتي يفترض ألا تفوت على قيادات الأندية بهذه البساطة، حيث تعتبرها وكأنها نزهة أو «قيلولة» ليس إلا.

مع أنها في كل المقاييس فرصة ذهبية لكي تستغل وتوظف لصالح تقويم المستوى المتعثر الذي لازم الفرق الكروية في منافسات المواسم الماضية وبالتالي الخروج باستخلاصات للحلول والمعالجات واعتبارها بمثابة مشروع عمل يهتدى به في مواجهة استحقاقات المواسم القادمة وحتى لا تظل سلبيات الماضي تسحب نفسها على «الرائح والجاي».

وفي نفس الوقت لا يكفي أن نسمع عن الدور الرائد لقيادات أندية عدن وقد توقف عند حدود كذا ندوة أو اجتماع لمعالجة أوضاع الكرة في المحافظة مالم يعزز هذا العمل بخطوات أخرى ويترجم إلى حقائق ونتائج ملموسة تعيد الدور الريادي الحقيقي لكرة محافظة عدن والوطن اليمني بشكل عام،وذلك من خلال الدعم اللازم الذي يتوجب على السلطة المحلية تقديمه للأندية، وكذا الأطراف الأخرى المشاركة في العملية الرياضية فعدن في الوقت الحاضر بحاجة ماسة إلى جهود أبنائها المخلصين الغيورين.

أقول والحبل على الجرار بأن المعطيات التي أفرزتها المواسم الكروية الماضية قد أكدت بوضوح حقيقة التراجع الذي حل بمستوى الكرة في محافظة عدن، خاصة بعد أن طال فرقاً كبيرة وعريقة ما كان لها أن تنزلق إلى هذا المنحدر لولا غياب العقلية القيادية الفاهمة والمستوعبة للمتغيرات التي طرأت على الواقع الرياضي والتعاطي مع مستجداته بروح من الحرص والجدية والتأثير الفاعل في أوساط الأطراف المشاركة ولا سيما تلك التي يعول عليها في تسيير دفة النشاط الميداني متعدد الجوانب.

وبالمناسبة فإن بلادنا مقبلة على استضافة خليجي (20)، ومن الأهمية بمكان التذكير مرة أخرى بأن متطلبات هذا الحدث الكبير وما سوف يترتب عنها من معطيات منتظرة لا تقتصر على حسن التنظيم وكرم الإقامة وإنشاء الفنادق والصالات والملاعب الرياضية، بل يتطلب إلى جانب ذلك العمل الجاد على استنهاض واقع الألعاب الرياضية التي ستمثل بلادنا في هذا المحفل الرياضي الكبير،وخاصة لعبة كرة القدم الواجهة الأولى والتي يفترض أن تحتل مساحة كبيرة من اهتمامات المتخصصين والقيادة الرياضية.

ولقد قلنا في مواضيع سابقة حول الأهمية من هذه المسابقات اللافتة، ونعيد القول للتذكير فقط بأن المقياس الحقيقي هو ما سوف تحققه الدولة المضيفة من نتائج على مستوى ألعابها المختلفة، لا أن تكون السباقة إلى توديع استحقاقاتها وأين في ملاعبها وبين جماهيرها.

فهل آن لقيادتنا الرياضية أن تجعل من أقوالها أعمالاً تصل بها إلى قلوب الرياضيين وعقولهم؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى