علاج الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك

> «الايام» د.أحلام هبة الله:

> رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير. نواصل معكم أعزائي القراء الحديث عن علاج الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك، الذي كنا قد تناولنا الجزء الأول منه وركزنا فيه على العلاج المبكر بالصفيحة الأكريلية والعلاج الجراحي. وبما أن العلاج، كما أسلفنا، لهذا النوع من التشوهات لايقتصر على ما ذكرناه بل هو علاج متعدد الجوانب، يحتاج إلى جهود فريق من الاختصاصيين نذكرهم فيما يلي مع شرح دورهم في علاج المصابين بالشفة الأرنبية وشق قبة الحنك:

1- اختصاصي النطق:

يعتبر اختصاصي النطق أحد أهم أعضاء الفريق العلاجي، وتبدأ جلسات علاج النطق مع بداية اكتساب الطفل للغة والنطق في السنة الثانية من عمره.

يستطيع من خلالها الاختصاصي مساعدة الطفل على النطق السليم وإطلاق الحروف من مخارجها بشكل صحيح خصوصا لدى الأطفال الذين لديهم شق في سقف الحنك لما يجدونه من صعوبة في إخراج الحروف ونطقها النطق الصحيح، فهم عادة يخرجون الأحرف من الأنف وهو ما يعرف بالخنف أو الطفل الأخنف.

ويسبب وجود الشق في الحنك تسربا للهواء المصاحب للكلام من الفم إلى الأنف وهنا تبرز أهمية وضع الصفيحة الأكريلية السادة لشق الحنك في منع تسرب الهواء أثناء الكلام.

ومشاكل السمع المصاحبة لهذا النوع من العيوب الخلقية تعيق الطفل عن النطق الصحيح وعادة ما يعاني الأطفال المصابون بهذا الشق من نقص جزئي إلى كلي في السمع، يحتاج معه الطفل إلى استعمال سماعات الأذن، وهنا يأتي دور اختصاصي السمع واختصاصي الأنف والأذن والحنجرة في مراقبة حالة الطفل وتقييم درجة السمع لديه.

2- اختصاصي تقويم الأسنان:

اختصاصي تقويم الأسنان يواصل عمله في المرحلة المختلطة للأسنان وهي المرحلة التي تجتمع فيها الأسنان اللبنية والدائمة، وفي بعض الحالات قد يبدأ العلاج التقويمي للأسنان في مرحلة الأسنان اللبنية لتصحيح شذوذ العلاقة الجانبية للفكين، أوعندما يتقدم الفك السفلي على الفك العلوي الذي يتعرض غالبا للإعاقة في نموه نتيجة لتكون الندبة الناتجة من عملية إغلاق الحنك جراحيا في سن مبكرة (قبل عمر السنتين). ويهدف العلاج التقويمي للأسنان إلى تصحيح علاقة الأسنان العلوية بالسفلية إضافة إلى رصف الأسنان في مكانها الطبيعي وتصحيح أوضاعها، كما قد يلجأ اختصاصي التقويم إلى الجراحة التقويمية في الحالات التي يكون فيها الفك العلوي متقدما ويصعب إرجاعه بطرق التقويم الاعتيادية، ويستعين اختصاصي التقويم بالجراح لتصحيح بعض الخلل في الحنك العلوي بأخذ أجزاء من عظم الطفل وزراعتها في الفك العلوي لدعم الأسنان الموجودة في منطقة الشق بعد سن الثانية عشرة.

أما اختصاصي علاج عصب الأسنان فيقوم بعلاج أعصاب الأسنان الموجودة في منطقة الشق خصوصا الثنيتين اللتين عادة ما يصاحبهما بعض الالتهابات والخراجات.

3- اختصاصي التركيبات:

اختصاصي التركيبات يقوم بصناعة التركيبات التي يحتاجها المصابون بالشفة الأرنبية وشق قبة الحنك والتي قد يحتوي بعضها على الأسنان البلاستيكية لمساعدة الأطفال الذين لديهم نقص خلقي في عدد الأسنان، وتعتبر هذه التركيبات المتحركة عاملا مهما في العلاج لأهميتها في تحسين نطق الطفل وكذلك مظهره لأن بعض هذه التركيبات تلعب دورا تجميليا بدعمها للشفة وتعويضها للأسنان المفقودة خلقيا، ويجب التأكيد على ضرورة الاهتمام بنظافة مثل هذه التركيبات والعناية بها لأنها من الممكن أن تكون مكانا لتجمع البكتيريا والفطريات، وقد يؤدي عدم تنظيفها إلى حدوث التهابات بكتيرية وفطرية داخل فم الطفل وإلى انبعاث رائحة كريهة من فم الطفل نتيجة تحلل بقايا الطعام المتراكمة عليها.

4-الدعم من الاختصاصي الاجتماعي والنفسي:

عادة ما يحتاج الوالدان لبعض الدعم من الاختصاصي الاجتماعي خصوصا بعد معرفتهما بأن الطفل الذي ظلا ينتظران قدومه بفارغ الصبر لديه عيب خلقي، كما أن الطفل المصاب يحتاج إلى الكثير من الدعم النفسي والاجتماعي عن طريق الاختصاصيين، لما يتعرض له من ضغوط نفسية واجتماعية بسبب التشوهات الخلقية في وجهه وما يصاحبها من مشاكل في النطق والسمع والتي تعتبر من أهم العقبات التي تواجهه وتعيقه عن الاندماج في المجتمع بشكل صحيح.

5- اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة:

الأطفال المصابون بالشفة الأرنبية وشق الحنك يعانون عادة مشاكل في منطقة الحلق والبلعوم، واختلالا في وظيفة قناة استاكيوس الموصلة بين الأذن الوسطى والبلعوم، التي تعتبر أيضا قناة التهوية للأذن الوسطى، و يؤدي هذا الاختلال في عمل قناة استاكيوس إلى تجمع السوائل في الأذن الوسطى وضعف السمع المصاحب.

ومن خلال المتابعة الطبية وقياس السمع للطفل يمكن معرفة وجود هذه المشكلة، التي تستدعي أحيانا التدخل الجراحي من قبل اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة لإجراء عملية لوضع أنبوب تهوية صناعية من خلال طبلة الأذن، التي عادة ما تسقط من تلقاء نفسها خلال 6-9 أشهر، ومع استمرار الحالة فقد يحتاج الأمر إلى وضع أنبوب التهوية مرة أخرى، ومتابعتها.

6- اختصاصي أمراض الأطفال:

هو الاختصاصي الذي يقوم بالإشراف على حالة المصابين الصحية وعلاجهم منذ الولادة وإلى أن يصبحوا كبارا. فنتيجة لشق الشفة والحنك يكون المصابون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، كالزكام والتهابات الحلق والحنجرة والرئتين ولذلك فهم بحاجة إلى البقاء تحت إشراف طبيب بشكل مستمر.

المضاعفات المصاحبة لمثل هذه التشوهات:

اختلال في وظيفة نفير أوستاك (قناة أوستاكيوس) الموصلة بين الأذن الوسطى والبلعوم، مما يسبب التهابات متكررة في الأذن الوسطى إضافة إلى نقص واضح في درجة السمع.

وجود شق في الحنك الرخو يؤدي إلى وجود عجز وشلل في حركة الحنك البلعومي مما يؤثر في قدرة جدار البلعوم والحنك الرخو على التلامس أثناء عملية البلع أو الكلام مما يمنع عملية الإغلاق العضلي المحكم بين البلعوم الأنفي والفمي، وهذا يؤدي إلى خروج الكلام ومخارج الحروف من الأنف فيصبح الكلام غير واضح.

يصاحب شق الشفة والحنك اضطراب وخلل في عدد وحجم وشكل وتكون الأسنان إضافة إلى اضطراب في بزوغ الأسنان اللبنية والدائمة، كما أن الأسنان الرباعية العلوية عادة ما تكون مفقودة أو مشوهة في الأسنان اللبنية أو الدائمة كجزء من العيب الخلقي لأن مكان تكونها وبزوغها يكون عادة في مكان الشق، كما تكثر معه نسبة الإصابة بنقص تصنع الميناء في الأسنان إضافة إلى صغر حجم الأسنان أو كبرها عن الحجم الطبيعي، كما يحدث في بعض الحالات وجود بعض الأسنان الزائدة أو اندماج والتحام أسنان مع بعضها البعض خصوصا في الأسنان الأمامية مما يجعلها تبدو كأنها سن واحد كبير.

قد تظهر عاهات جسدية أخرى على 5% من المصابين بشق الشفة والحنك مثل وجود عيوب خلقية في القلب، كما قد يظهر شق الشفة والحنك لدى المصابين بمتلازمة (ستيكلر) ومتلازمة (ابيرت) ومتلازمة (كروزون).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى