رجال دين سعوديون يثيرون جدلا بشأن برامج ومسلسلات رمضانية

> الرياض «الأيام» أندرو هاموند :

>
يشهد شهر رمضان العام الحالي جدلا في العالم العربي بشأن بعض البرامج والمسلسلات التلفزيونية غير اللائقة التي دفعت بعض رجال الدين في المملكة العربية السعودية للحديث عن عقوبة الاعدام التي يجب أن تواجه ملاك قنوات تلفزيونية عربية.

وتشكو المؤسسة الدينية في السعودية منذ سنوات من هجمات ضدها وضد الإسلام من جانب ليبراليين يهيمنون على وسائل الإعلام العربية.

وأسس أفراد من الأسرة الحاكمة السعودية ورجال أعمال على صلة وثيقة بهم قنوات تلفزيونية إخبارية وترفيهية خارج السعودية تهدف جزئيا إلى التأثير على السياسة الداخلية بالسعودية,ويدور جدال بين الليبراليين والمحافظين بشأن مستقبل السعودية الحليف الوثيق للولايات المتحدة وأكبر مصدر للنفط في العالم.

ولكن التلفزيون هذا العام أثار استياء بعض رجال الدين بسبب مسلسلات رومانسية تعرض أسلوب حياة متحرر ومسلسلات تؤجج نيران الكراهية القبلية القديمة وأعمال هزلية رخيصة.

ورمضان شهر يفترض فيه التركيز على العبادة إلا أن منتقدي مثل هذه الأعمال والمسلسلات يقولون إنه تحول لشهر ينغمس فيه الناس في شتى أنحاء العالم العربي في تناول الطعام ومشاهدة التلفزيون بعد الافطار.

وقال الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية في تصريحات نشرت أمس الأول أشار فيها إلى ملاك قنوات تلفزيونية "موقف المسلم وموقف ولاة الأمر من هذه القنوات هو مناصحتهم ومناصحة ملاك هذه القنوات الفضائية والالحاح في النصيحة فقط وفي حال استمرار بث الخلاعة والمجون في القنوات الفضائية فانه يبعد عن هذا المكان ويؤتى بغيره."

وأشار إلى أن السحرة الذين يظهرون على القنوات التلفزيونية الفضائية العربية ينبغي ان يواجهوا عقوبة الاعدام. وكان الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى طالب الأسبوع الماضي بمحاكمة ملاك قنوات تلفزيونية عربية وأن يواجهوا عقوبة الاعدام بسبب بعض البرامج التي يبثونها,ولكن المنتجين بالتلفزيونات العربية لا يشعرون بالرضا..

وقال عبد الخالق الغانم منتج أحد البرامج الكوميدية في القناة السعودية الأولى المملوكة للدولة إنه لم ير أي شيء يقترب من الخلاعة مضيفا أن هناك رقصا وغير ذلك ولكنها أمور موجودة منذ فترة طويلة وليست جديدة,وتابع أن بعض المسلسلات ناقشت التطرف القبلي ولكن ليست هناك خلاعة.

وكانت الإمارات العربية المتحدة أوقفت عرض مسلسل (سعدون العواجي) السوري بعد أن شكا زعماء قبائل سعوديون من أنه يؤجج صراعا قبليا قديما.

وهاجم منتقدون ما وصفوها بلغة غير لائقة استخدمت في مسلسلين كوميديين سعود يين يذاعان على القناة الأولى بمركز تلفزيون الشرق الأوسط (إم.بي.سي) بعد صلاة المغرب.

وقال عدوان الأحمدي الذي يكتب في صحيفة الوطن اليومية إن القنوات الدينية هي التي تثير رجال الدين لمهاجمة القنوات الترفيهية التي تجذب عددا أكبر من المشاهدين.

وقال إن برامج الفتاوى هي التي تحاول إثارة مشاكل مع القنوات الترفيهية بطرح مثل هذه الأسئلة. وأضاف أن رجل الدين يجد نفسه ملزما بأن يقول إن مثل هذه البرامج آثمة.

وأثارت مسلسلات تركية مدبلجة بالعربية واكتسبت شعبية كبيرة عاصفة غضب بين المحافظين السعوديين الذين يخشون انتشار الثقافة العلمانية. ويرون أن تركيا هي الطابور الخامس للغرب في العالم الإسلامي.

وتثير هذه الانتقادات دهشة كثيرين لأن ملاك القنوات التلفزيونية الترفيهية العربية بما في ذلك مركز تلفزيون الشرق الأوسط (إم.بي.سي) وراديو وتلفزيون العرب (إيه.أر.تي) وأوربت وروتانا والمؤسسة اللبنانية للإرسال (إل.بي.سي) من أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية أو رجال أعمال على صلة وثيقة بهم.

وقال مسؤول تلفزيوني طلب عدم نشر إسمه إن المحافظين لا يمكنهم صد تيار القنوات الترفيهية العربية التي تهتم بالتقاليد الاجتماعية والدينية. وأضاف "لا يمكنك اعادة المتفرج ثانية إلى الصندوق."

وتشير الاحصاءات التي جرى جمعها لصالح (إم.بي.سي) إلى أن 85 مليون متفرج نصفهم من النساء تابعوا حلقة واحدة من مسلسل (نور) التركي في أوائل أغسطس آب. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى