الصين تعلن وفاة ثاني رضيع في فضيحة حليب ملوث

> بكين «الأيام» كريس باكلي :

> أعلنت الصين أمس الإثنين وفاة رضيع ثان بسبب حليب مجفف ملوث في فضيحة يتسع نطاقها مع إصابة مئات آخرين بالمرض لكنها لم تؤد سوى إلى سحب المنتج من الأسواق بعد أن دقت حكومة نيوزيلندا ناقوس الخطر.

وقالت الشرطة اليوم إن تاجرين اعتقلا لبيع ما يصل إلى ثلاثة أطنان من الحليب الملوث يوميا.

وقالت وكالة الصين الجديدة الرسمية للأنباء (شينخوا) إن أحدث وفاة ألقي باللوم فيها على الحليب المجفف من إنتاج مجموعة سانلو جاءت في إقليم جانسو الفقير بشمال غرب البلاد الذي أعلنت فيه أول حالة وفاة مرتبطة بالحليب الملوث بمادة كيماوية.

وقال وانج يو المسؤول بوزارة الصحة في مؤتمر صحفي إن أحد الرضيعين ذكر في الشهر الخامس من عمره وتوفي في مايو آيار وإن الحالة الأخرى أنثى في الشهر الثامن توفيت في يوليو تموز بعد أن أخرجها والداها من المستشفى.

وقال وانج دون ذكر السبب "رفضت الأسرة إجراء عملية لإدخال قسطرة وتخلت عن العلاج."

وقال ما جياو وي نائب وزير الصحة في المؤتمر الصحفي إنه بحلول صباح أمس الإثنين شخصت 1253 حالة مرضية مرتبطة بالحليب المجفف بين الأطفال وما زال 340 طفلا في المستشفيات و53 أخرون حالتهم "خطيرة نسبيا".

وكان مسؤولون قد ذكروا في مطلع الأسبوع أن 432 طفلا أصيبوا بالمرض بسبب الحليب المجفف.

وأوقفت سانلو التي تملك مجموعة فونتيرا النيوزيلندية العملاقة لمنتجات الألبان حصة فيها نسبتها 43 في المئة الإنتاج الأسبوع الماضي بعد أن اكتشف محققون مركب الميلامين الكيميائي في الحليب المجفف الذي تنتجه والذي يؤدي إلى تكون حصوات في الكلى ومضاعفات لدى الرضع.

وتهدد هذه الفضيحة بإلحاق الضرر بصورة الصين فيما يتعلق بسجلها المضطرب في مجال سلامة المنتجات وذلك بعد قليل من النجاح الإعلامي الذي حققته دورة الألعاب الأولمبية في بكين وفي أعقاب سلسلة من المخاوف العام الماضي.

وقال جوان أنبينج المحامي في بكين والمسؤول التجاري السابق الذي تعامل من قبل مع قطاع الألبان "قطاع الألبان الصيني تتراكم فيه المشاكل طبقة فوق أخرى.. تكنولوجية.. إدارية.. تجارية. حاولت الحكومة تعزيز حماية المستهلك لكن إلى أن تعالج المشاكل عميقة الجذور.. فلن تحلها زيادة عدد المفتشين إلى 20 ضعفا... الجمهور يجب أن يكون له دور مباشر بدرجة أكبر وأكثر نشاطا."

والصين هي ثاني أكبر سوق لحليب الأطفال المجفف في العالم ويحتمل أن تتزايد المخاوف بخصوص الصحة والاستياء الشعبي.

وذكر موقع سانلو أن منتجات الشركة كانت الأكثر مبيعا في القطاع الصيني على مدى 15 عاما متتالية وبلغت نسبة مبيعاتها 18.3 في المئة في 2007.

وذكرت شينخوا في تقرير أن جانج جينلينج نائب رئيس سانلو قدم اعتذارا خلال إفادة صحفية في شيجيانجوانج عاصمة إقليم هيبي.

وقال "حادث السلامة الخطير المرتبط بمركب سانلو من الحليب المجفف سبب ضررا بالغا للعديد من الرضع المرضى وأسرهم."

وقالت الشرطة في إقليم هيبي بشمال الصين حيث مقر سانلو لشينخوا اليوم (أمس) إن شقيقين اسم عائلتهما جنج ألقي القبض عليهما "لإنتاج وبيع مواد غذائية سامة وخطيرة".

وأضاف تقرير الوكالة أن الشقيقين يضيفان الميلامين منذ أواخر العام الماضي إلى ثلاثة أطنان من الحليب يبيعانها يوميا بعد شرائها من المزارعين.

وتابع التقرير "كان جنج يفعل ذلك لأنه تكبد خسائر بعد أن رفضت مجموعة سانلو عدة مرات الحليب الذي تنتجه محطته."

وربما يكون المزارعون أو التجار قد خففوا الحليب بالماء وأضافوا إليه الميلامين الذي يستخدم في صناعة البلاستيك لجعل مستوى البروتين فيه يبدو أكبر من الحقيقة,والميلامين غني بالنيتروجين العنصر الذي يستخدم غالبا في تحديد نسبة البروتين.

وقالت شينخوا نقلا عن محلل ذكر أن المنافسة الشديدة "زادت مخاطر مراقبة الجودة" قوله إن وزارة الزراعة أطلقت حملة تفتيش لقطاع الألبان في كل أنحاء البلاد.

وقالت هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا اليوم إن المسؤولين المحليين في الصين لم يتحركوا إلا بعد اتصال حكومتها ببكين.

وقالت كلارك لقناة (تي.في.ان.زد) التلفزيونية "حاولت فونتيرا على مدى أسابيع التوصل إلى سحب رسمي والسلطات المحلية في الصين لم تفعل ذلك... اعتقد ان الاتجاه الأول كان محاولة التستر على الأمر والتعامل معه دون سحب رسمي."

وكان الإعلام الصيني أعلن لأول مرة في العاشر من سبتمبر أيلول أن رضع مرضوا بعد تناول الحليب المجفف وقررت سانلو يوم 11 سبتمبر أيلول سحب أي منتج صنع قبل السادس من أغسطس آب.

وقال أندرو فيريير الرئيس التنفيذي لفرونتيرا للصحفيين في اتصال بالفيديو عن طريق الأقمار الصناعية من سنغافورة إن سانلو بدأت في الثاني من أغسطس آب إجراءات خاصة بها لسحب المنتجات من الموردين وأرادت اتخاذ خطوات سريعة لكنها كانت مضطرة لاتباع قواعد الحكومة.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها أسر صينية فقيرة مشكلة مع حليب الأطفال المجفف. ففي عام 2004 توفي ما لا يقل عن 13 رضيعا في إقليم انهوي بشرق البلاد بعد أن تناولوا حليبا مجففا مزيفا لا يحتوي على عناصر غذائية.

(شارك في التغطية جايلز بيكفورد في ولنجتون ورالف جينيجز في تايبه) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى