يحبهم ويحبونه

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص) الصف 4، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، قيل : ثم ماذا؟ قال بر الوالدين، قيل:ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) البخاري 527 ومسلم 85. ونلاحظ في الحديث أن النبي المعلم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله قد رتب الأعمال ترتيباً تصاعدياً، بدأ بالأساس والأصل وهو (الصلاة على وقتها) كونها من أحب الأعمال إلى الله، لأن من ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، ثم ارتفع إلى «بر الوالدين» كونه جهاداً اجتماعياً أسرياً يدل على تواصل الأجيال، وتوارث الخير، والحفاظ على منظومة القيم الإسلامية من التلاشي والذوبان والانحلال بسبب العقوق الأسري، والفسوق الاجتماعي.. ثم ركز صاعداً على «ذروة سنام الأعمال» التي يحبها الله ويحب أصحابها الله إنه «الجهاد في سبيل الله» الذي يدل على (بذل الجهد في مكافحة العدو) كما عرفه الأمام النووي في كتابة القيم الطيب (رياض الصالحين).

والجهاد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

أولاً: جهاد النفس: وتزكيتها وتحليتها بالفضائل ، وتنقيتها من الرذائل، ودفعها إلى السير القويم في الصراط المستقيم اتباعاً للنبي الرؤوف الرحيم صاحب الخل العظيم في يقين وصبر وثبات وصدق وإخلاص، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه»، لأن هذه الكلمة هي أساس ومنبع ومنبت «شعب الإيمان» جميعاً، وقيم الأخلاق كلها من صبر وبر وأمانة، وحسن خلق، ورباطة جأش، وسلامة صدر، وصدق يقين، وحسن ظن، وكرم أدب.

ثانياً: جهاد المنافقين: الذين قال الله عنهم (هم العدو فاحذرهم) المنافقون 4، لأنهم (إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون) البقرة 14.. وهؤلاء «المنافقون» هم الذين يتاجرون بالمبادئ والقيم وحتى بالدين «وفي كل عرس لهم قرص» وهم «يدورون مع الزجاجة حيث تجري»، كما قال العلامة البيحاني رحمه الله.. إنهم سرطان الشعوب، وسبب الأزمات، وفئران المجتمعات من متنفذين فاسدين، ومرتشين ملعونين، ولصوص ماكرين.. لكن الشعوب تعرفهم من «لحن القول» وفي كذب اللهجة ، وتدجيل السياسة، وعبادة المال، راجع كتاب (المسلمون في مجتمعات الذلة.. بين سياسة الدجل وعبادة العجل) للمفكر الإسلامي أبي بكر بن علي المشهور.

ثالثاً: جهاد الكفار المحاربين: أي الجهاد ضد الكافر الحربي المستبيح للأرض، المحتل للمقدسات، المشرد للمسلمين، كما هو الحال في فلسطين والعراق وأفغانستان، وأعود أستدرك لأقول: إن الجهاد الآن أصبح مثل (مسمار جحا) عند بعض التيارات المشبوهة والجماعات المدسوسة ممن قال عنهم النبي الأعظم «قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا تعرف منهم وتنكر».. فكل من يمد يده أو يساهم في قتل امرئ مسلم أو امرأة مسلمة، فقد جاء مكتوبا بين عينيه «آيس من رحمة الله» فماذا سيقول (لصوص النصوص) الذين يتلون الآيات الواردة في المشركين الكافرين ويردونها ويحولونها على المسلمين!! وهنا لابد من تحية شعب الجهاد والرباط، والصمود والاستشهاد في فلسطين، وأهيب بكل مسلم ومسلمة ليدعموا أولئك المحاصرين في فلسطين كلاً بالدعاء والمال والتأييد، لأن (الجهاد بالمال) شعبة من شعب الجهاد في سبيل الله وحده لا شريك له، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

مدرس بكلية التربية

جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى