المفلّح في شبام ومدن الوادي

> «الايام» علوي بن سميط:

> المفلح تشديد اللام هو (المسحراتي) ذلك الشخص الذي يوقظ الناس لتناول السحور، أو المعروف عند أهل الوادي بكل مناطقهم بالفلاح. و لا يعرف تحديداً هذا التقليد منذ متى ظهر إلا أنه على أية حال موغل في القدم فإذا كانت الأبيات التي يتغنى بها (المفلح) وخصوصاً في مدينة شبام هي من أشعار الشيخ عمر بامخرمة ومعروف باجمال، فهذا يعني أن تلك الأبيات التي تقال وحتى اليوم لها أكثر من سبعمائة سنة، فبامخرمة وباجمال هما من رجال العلم والتصوف في القرن العاشر الهجري، وقد أكد هذه الأشعار جمعان خراز، الذي قضى قرابة نصف قرن وهو يتغنى بتلك الأبيات وإيقاظ الناس للسحور بشبام .. انقطعت لمدة عادة (المفلح) لتعود منذ ثماني سنوات تقريبا، واليوم ومنذ خمس سنوات مضت يقوم بهذه المهمة في كل من مدينة شبام وسحيل شبام (المفلحون) : صبري جمعان، محفوظ عاشور، صالح سالم، أحمد برك من آل خراز.

وفي منطقة (خمير) إحدى ضواحي مدينة شبام والتي خططت نهاية الثمانينات وبدأ سكناها من بداية التسعينات وجميع سكانها من شبام القديمة يقوم بعملية التفليح فيها المفلّح/ صالح سعيد ودعان، وكذا الحال لمنطقة شقية شرقي شبام وهي منطقة سكنية جديدة وضاحية من ضواحي المدينة القديمة بدأت فيها عملية التفليح العام الماضي من قبل شعبان سعد بن عطيان وهذا يعني أن الارتباط بالعادة هو موروث لهوية المنطقة حتى وإن طغت الأداة العصرية والوسائل الحديثة إلا أن المسحراتي ظل باقياً منذ قرون، وظلت عادة التفليح سواء في سيئون أو في القطن أو هينن وتريم وغيرها باقية إلا أنه ربما تختلف من منطقة لأخرى، ففي مدن يكون المسحراتي ملعقا طبلاً (هاير) على كتفه يدق عليه بدقات موازية للأنشودة وهذا في شبام وفي أحياء القطن منها تستخدم الهاير وأخرى بالدق بواسطة عودين على (طاسة) تعلق في الرقبة وتتدلى حتى منتصف جسد المفلح أي إلى فوق البطن وتتفق بعض الأبيات مع مايقال في شبام وهينن والقطـن.
ومما يقال في مدينة شبام من ترانيم وأناشيد يتفوه بها المفلح هي قريبة للموشحات إذ يغنيها بصوت رتيب.
وتبدأ انطلاقته ليلف شوارع المدينة وأزقتها بدءا من الساحة الكبيرة (سرحة الحصن) وقد كانت في القدم تعتبر ساحة الحكم، إذ يشرف عليها القصران وحتى الآن.. وينشد المفلح قائلا :

رحبوا بشهر رمضان ياصائمينا

رحبت مكة قالت مرحبا بالزائرينا

محمد شفيعي وهو خير الشافعينا

تقال هذه الأبيات في الليالي العشر من رمضان لتتغير بأخرى في العشر الثانية كالآتي :

ياسليمان عاد الله يرد العوايد
عادها تنجلي عنا الهموم والشدائد

بالمسرة تقع أيام سرنا ياسعد
بالرجال لي زانت في صفوف المساجد

وهكذا تستمر عملية التفليح وعند اقتراب الشهر من الانقضاء يودع بالأبيات الآتية من قبل المفلح :

ودعوا شهر رمضان ياصائمينا
شهر رب العالمينا

عاده الله علينا وعليكم أجمعينا

ودعت مكة وأهلها بالزائرينا

وللمسحراتي أو (المفلّح) مذاق خاص ونكهة عبقة بعبق التاريخ حتى وإن طغت وسائل العصر في هذا الزمن.. رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى