حجفات أرض الأحرار .. تعيش ليلا بلا نهار !!

> «الأيام» محمد العزعزي:

>
حجفات
حجفات
منطقة (العزاعز) بتعز تعز علينا جميعا باعتبارها الرافد الحقيقي للعطاء المتجدد الذي لاينضب.. وهي التاج المرصع بدراري الوفاء والإباء.. إنها الأنموذج الصداع بأناشيد العمل والنضال .. ومنجبة الرجال ..الرجال .. لقد أعطت البلاد طولاً وعرضاً ..شمالا وجنوباً أروع وأبدع كل شيء دون أن تأخذ أي شيء ..عدى عرفان الناس وشكرهم لأبنائهم المبثوثون في كل أنحاء وأرجاء البلاد .

من ترى ينصفها ويأخذ بيدها ويمنحها حقها الشرعي المسلوب في هذا الزمن الجاحد؟ .. إنها بحاجة إلى قطرة الماء النظيفة في زمن الجفاف الضارب أطنانا في أعماق هذه الأرض الممهورة بدماء وعرق أبنائها .. من ترى يضمد جرحها النازف .. ويخرجها من توجعها وأنينها الدائم والحزين ؟.. إنها نبض وقلب الحجرية التي أعطت في كل زمان ومكان .. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!!.

معجم الأسماء :

العزاعز : من العز والعزة بمعنى الرفعة والمنعة والشدة والغلبة (المحكم) وتعني الأنفة وشمخ أنفه إذا رفعه (العين). وعزا بزا أي لامحالة وعزته وقويته (المحيط) وعزا حق وأشد وصبر والعزة الجماعة والجميع رفع رأسه عاليا كالجبل الشامخ الطويل (التهذيب). وعزا ..عز : إذا فهر والمثل السائر من عزيز وكل شيء صلب فقد استعز وبه سمى وعزاعز أرض طينية صلبة لاتبلغ الحجارة (جمهرة اللغة). وعز علي أمره إذا غلبه (أساس البلاغة). وعزا ..عز قهر الأعداء وشدة الشراسة وعز.. شرف وكرم وإذا عز عليه فهو في أمن (تاج العروس). وعزا .. عز قوة بعد ذلة وصار عزيزا والعزة لله (التـهذيب). والعز خـلاف الذل (لـسان العرب) .

حجفات : أرض منخفضة بين الجبال وحجف اتقاء بحجفة وهي ترس من مطارق وجاءوا بالخراب والحجف وأقبلوا محاجفين (أساس البلاغة)

القرية : معناها

النجد : عكس الغور وكل شرف استوى ظهره وهي أرض مرتفعة وجبلية صلبة (العين). البرحة : الشدة والناقة خيار الإبل (الصحاح) وقال الشاعر :

أجدك هذا عمرك الله كلما

دعاك لهوى برح لعينيك بارح

دعباش : بياض وحسن الوجه (المحيط) الحزان : أرض صخرية وموضع كثرت حجارته وغلظت (المحيط في اللغة) .

المقمدي : القوي الشديد الصلابة والإباء والغليظ والسمين (المحيط). الخمري : لون الخمر وخمرتها وخمارها ما خالط من سكرها وألمها اذاها (المحيط). الكباش: السوق والحث والغنيمة والجمع والكسب وكدشه دفعه بعنف (المحكم المحيط الأعظم). الصيبة : الحية السوداء والصيب ماء ورق السمسم ولون مائه أحمر يعلوه سواد (الصحاح). الحافة : الناحية والجانب وتحوف الشيء وحافة ثور والحوف ركب للنساء ليس بهودج ولا رحل (المحيط المحكم والمحيط الأعظم). دار الهيجة :هاج به الدم وهاج به الغبار فمل يجد محيطا وهاجت الدار الشوق والنزوع إلى الوطن (أساس البلاغة). ذا الراجز : ارتجز الرعد تدارك صوته وكثرة الماء (البلاغة) .

الظهرة : ظهره على الأعداء وجاء بظهرته أي في عشيرته وظاهر عليه أعان واستظهر بالأمر (أساس البلاغة) الرمادة : خبز مضروب بعصا ونفض الغبار والتراب وضرب الرجل الناقة (الصحاح) زرا : مكان صار إليه وأوى (العين) قحبات : سعال لخيل والأبل (الصحاح) وفي أساس البلاغة شيخ وفرس وكلب وهو السعال. مشيرعات : قال ابن الكلبي قبائل ذي الكلاع وبيت مشرع معظم ومرتفع (الصحاح). دار السوق : ساق النعم وتسوق القوم اتخذوا سوقا والسوق غير الملوك (الصحاح). الجند: مكان جمع العسكر والجيش (العين). السويداء تصغير سوداء وتحليق الطائر في كبد السماء (الصحاح). يمين : يمين الرجل ومجون وتيمن خبر وبركة ويمين الكعبة وأيمن ويمين عكس الشمال (البلاغة). العان : الاسم القديم أرعن ويعني جبل طويل وأنف شامخ ونسبة لمليكه ذورعين (البلاغة). الكديرة : شهادة الإخلاص وتربة بيضاء (الصحاح). الخُدة: حفرة وبها تدفع كربة كل مكروب (الصحاح). الجرف : ماجرفته السيول وأكلته من الأرض وجرف الطين ومن سميت المجرفة (الصحاح). المقابر: مكان دفن الموتى(العين). المعسي: أقدم أسرة سكنت العزاعز وتعني الرجل المقدام في الحرب وكنيته الشجاعة (الصحاح). الموسنة: قضاء الحاجة والحمض يسن على الإبل الخلة (أساس البلاغة) منجرة: مكان نجارة الخشب (أساس البلاغة). النجد الأحمر محبن: رجل أحبن منفتح البطن (أساس البلاغة) .

الرعي
الرعي
التضاريس :

قال القاضي عبدالرحيم محمد حزام: «حجفات جزء من العزاعز أكبر عزل الشمايتين وتقع غربها ويحدها من الشمال قرى الوسطى وجنوبا جبل المقارمة وشرقا جبل يمين والزكيرة وغربا جبل أرعن والمشايا الغربية في بني شيبة وتتكون من عدة قرى جبلية بعضها مرتفعة في أحضان جبل يمين جهة الغرب وتنتشر التلال والآكام وتتدرج الأرض بالارتفاع من ثلاث جهات والمنطقة بصفة عامة منخفضة ومنبسطة وتحفها الجبال العالية من كل الجهات تقريبا وتربتها خصبة ومتنوعة وتخترقها المسيلات المائية المنحدرة من الجبال وأهمها سائلة الضاربة والدحيمة والموسنة والحجر أما الصخور متنوعة : نارية (بازلتية) سوداء ورسوبية رملية فاتحة اللون ومتحولة ذات ألوان متعددة وتكون حجفات مركزا انتخابيا (26) يكون الناخبين %70 من العزاعز و%30 من قرى نفضان والجند والحبينت في بني شيبة كما يتبع مركز حجفات الدائرة 62 في الانتخابات النيابية. وأبرز معالم جبل يمين الذي يرتفع 3000 متر فوق سطح البحر وفي قمته توجد سقايات وسدود ومدافن أثرية وهو عبارة عن حصن قديم كان مركزا للحامية العثمانية وبه حيد الجرف يقال أنه من آثار الحميريين مخروق على شكل متاهة وتساقطت الأحجار وانسد الباب بعوامل التعرية وتتواجد القرى الأثرية فيه وأهمها : دار سنان وسوق الثلاثاء ودار الليل والغريقة وأزيلت معظم الآثار» .

المناخ :

قال محمد محمد سيف أحمد:«سطح الأرض في حجفات ليس منتظما ومتباينا في ارتفاعاته من كل مكان وبشكل عام فالمنطقة منخفضة لما جاورها ومحمية بالجبال فترتفع الحرارة صيفا وتنخفض شتاء والأماكن العالية معتدلة ويقل الضغط الجوي بالارتفاع والأمطار موسمية صيفية وقلت في السنوات الماضية فتأثرت الزراعة سلبا هذا العام والرياح ساكنة ويتحكم المناخ بصورة الغطاء النباتي كما ونوعا».

النبات:

قال وهيب عبدالرزاق:« النباتات الطبيعية انعكاس لكمية الأمطار، والمناخ سيد العوامل المؤثرة في حجم وتوزيع النباتات ويحدد نوعه وكثافته، وأصيبت المنطقة أخيرا بموجة جفاف واختل التوازن البيئي لقلة الأمطار من ناحية وجفاف المياه السطحية أدى إلى فقدان الماء وموت الأشجار الضخمة في الجرف وزرا والأمطار الموسمية تتحكم في نمو النباتات الطبيعية وأهم الأشجار العلب والطلح والعسق والقرض والخدش والسقام والأثل، وتقل الأشجار في أعالي الجبال نظرا لقلة عمق التربة وتنتشر الشجيرات القصيرة ويعتمد عليها الإنسان في رعي الحيوان في عروض الجبال المحيطة وتتعرض التربة لعوامل الجرف والانهيار وتحتاج المنطقة إلى إعادة تشجير ووضع قوانين لتنظيم ماتبقى من النبات الطبيعي ويستخدم الفقراء تحطيب جائر وقطعها لإنتاج الأخشاب».

السكان:

قال عبدالرحمن حيدر:«في عام 1986م بلغ عدد سكان العزاعز 14000 نسمة وكان سكان حجفات 2800 نسمة، أما حاليا فيقدر العدد بـ 10 ألف نسمة أغلبهم مهاجرون».

وقال الأستاذ عبدالواحد الخديري:«توالت القرون وتتابعت الأجيال وحجفات كما هي على حالها وبعض أهلها الطيبين يعيشون كما كان أجدادهم القدامى في بيوت أقرب إلى الأكواخ المظلمة تأوي الإنسان والحيوان جنباً إلى جنب ويدل هذا على شظف العيش وقسوة الحياة..هياكل الفلاحين المحطمة حينما تنحدر إلى الحقول والمزارع يدل على البساطة وحب الأرض وتواكل مستديم .. الحياة في هذه الحجفة كلها بؤس وشقاء وسيطر عليهم الجهل والفقر والمرض ومايثير النفس ويدعو إلى الشكوى أن يدفع هؤلاء أشكال الجبايات والأتاوات ولايحصلون على خدمات مقابل ذلك ..صورة الإنسان بهذه العزلة مخزٍ وكأنهم عبيد الأرض والحكام ..الصورة الحزينة تبعث اليأس ولم تصل الثورة وخيراتها إلى العزلة المنسية المهمورة بالعرق والشقاء والبؤس».

وأضاف:«حجفات بحاجة إلى مشروع (مارشال) لإعادة البناء والقضاء على مظاهرة التخلف البغيض في النواحي العمرانية والصحية والاقتصادية والعلمية والثقافية والطرق والمواصلات والكهرباء والماء وشتى مناحي الحياة، وهي أمور تمس حياة المواطن وتؤثر في حياة المجتمع، وعبر «الأيام» نطلق الأنات.. فهل تسمع الحكومة وتلبي النداء ؟!».

مساكن الفلاحين
مساكن الفلاحين
الزراعة:

قال شادي محمد علي:«الزراعة حرفة متوارثة منذ القدم وهي مورد لتأمين جزء من معاش الناس، وبسبب تفتت الأرض الزراعية بالوراثة قلت الخيارات وهي بدائية تعتمد على أدوات بسيطة وجهد الإنسان والحيوان، والإنتاج لا يكفي حاجة المزارعين ويلجأون إلى القمح المستورد. وتتأثر الزراعة بالأمطار، وهي المصدر الأساس، وتسقط صيفا وتتأثر المحاصيل الزراعية بكميته فإن نقصت يصاب المزارع بكارثة وخسارة فادحة، وإن زاد سقوطها وقت الحصاد تأثر الإنتاج وتزيد الأضرار.

إذا سقطت على شكل برد تتوقف طريقة استغلال الإنسان لأرضه الزراعية وفقا لإمكانياته المادية وتنعدم الآلات والمياه للتحكم في الإنتاج، كما ونوعا، ومازال يتبع الوسائل القديمة وتنعدم مراكز الإرشاد الزراعي لتزويده بالبذور ونشرات التوعية، ويزاول الفلاح حرفته بالتوارث، وتمثل المرأة جزءا أساسيا في قوة العمل بالحقل والمنزل في تربية الأبناء والعناية بالحيوان وأهم المنتجات الزراعية:(الذرة الصفراء، الغرب، الدخن، الدجر، الكشري، والذرة الشامية) في الشتاء، واختفت زراعة (الجزر والبطاطا والحلبة والشعير) لاختفاء المياه السطحية التي كانت جارية إلى عهد قريب، كما توجد عدد من المزارع المروية بالمياه الجوفية وتنتج الخضار بأنواعها والمانجو والجوافة والقات وهي ذات إنتاج بسيط لايكفي الحاجة المحلية ويباع معظم إنتاجها مباشرة للمستهلكين في القرى المجاورة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى