يحبهم ويحبونه

> «الايام» علي بن عبدالله الضمبري:

> من المعلوم المعروف بداهة أن الله {يحب المتقين} آل عمران 76 و?{?لايحب المفسدين} المائدة 64 يحب الصلاح و?{لايحب الفساد} البقرة 205.

لقد (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الروم 41. ومع انتشار الفساد، وتعالي وغطرسة وغرور المفسدين فإن ذلك لابد أن يزول بإذن الله و(بقوم يحبهم ويحبونه) المائدة 54 أهم مواقفهم أنهم يجاهدون الفساد، ويفضحون المفسدين و(لايخافون لومة لائم) المائدة 54،لأن الفساد قد عم وطم واستشرى، وطغى وبغى، والحق جل في علاه خاطب عباده الصالحين المصلحين الذين «يحبهم ويحبونه» بقوله (ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولايصلحون) الشعراء 142. بل حذر أنبياءه صلوات الله عليهم أجمعين من مغبة الفساد المدمرة وعاقبته الوبيلة، فهذا النبي شعيب حذر قومه في أرض مدين (قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم إله غيره، قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) الأعراف 85.. ومازلنا نحن نعاني من أولئك التجار الفجار حقراء النفوس الذين يطففون في «محتويات» المصنوعات، ويبخسون «المستهلكين» حقوقهم!! ويفسدون الأرض بالسموم والمبيدات الصهيونية التي تقتلنا قتلاً بطيئاً!!

نحن في بلاد الإسلام- نعاني ونقاسي ونواجه ونجابه جبروت «العصابات المتنفذة» في كل مجالات الحياة وطغيان الاستبداد في كل صعيد ، ابتداءً من استبداد شرطي المرور «بخمسين ريالاً» وليس انتهاء بفساد «القاضي أو السياسي» الذي يعيش على «الهبر» ولا يخاف من عذاب القبر!! لقد عرض لنا القرآن نموذجاً بغيضاً سيئاً حقيراً غير معروف في قسماته الخلقية، وإن كان معروفاً في سماته السلوكية، هذا «النموذج» يصلح لأن يكون رمزاً لفئة اجتماعية، أو طبقة حاكمة أو مسؤول كذاب، أو شخص مزايد منافق، كلماته معسولة، وشعاراته رنانة طنانة حنانة وأساليبه كاذبة خاطئة، ينتهز الفرص ليستغلها، وينتهب الأموال ليأكلها بالباطل، وينتهك الدماء والأعراض، لا يهمه أن يكون «بائع خمر» أو «تاجر شعارات» أو «مزور مستدات» أو «مختلس عقارات» أو«لص سياسة» أو «سارق شعوب»!! لا يهمه شيء إلا المال الذي مال به عن صراط الله، دون خوف من سوء العاقبة، ولا وجل من عذاب القبر، ولا فزع من المساءلة، ولا جزع من يوم العرض على الله والمقابلة، أو توقع لنهاية مأساوية مرعبة، اقرأ وتأمل ماذا قال الله عن هذا «الصنف (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا، ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لايحب الفساد. وإذا قيل له أتق الله أخذته العزة بالإثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد) البقرة 205. لكن هل يبقى المسلمون مكتوفي الأيدي أمام طاغوت الفساد وجبروته؟ هل يسكت المسلمون عن تعطيل حدود الله كما سكتوا عن العطالة والبطالة التي أصابت أياديهم العاملة بسبب الفساد؟؟ هل سيخذل المسلمون المسجد الأقصى المبارك وشعبه المرابط الصامد في أكناف بيت المقدس كما خذلته أنظمة الفساد وحكومات الجور بسبب سياسات التطبيع مع اليهود و«التجويع» للشعوب و«التركيع» للشرفاء و«الترويع» للمواطنين؟!

لقد تحدث القرآن عن (الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد) الفجر 12 وكان الجواب الإلهي الحازم (فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد) الفجر 14. اللهم كن للفاسدين المفسدين بالمرصاد، واجمع قوانا لنقضي على الفساد..آمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

مدرس بكلية التربية

جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى