> إسلام أباد «الأيام» د.ب.أ :
وقال شهود العيان أن مركبة عبارة عن شاحنة على الأرجح محملة بكمية كبيرة من المتفجرات اقتربت من المدخل الرئيسي للفندق وانفجرت في حوالي الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي (1330 بتوقيت جرينتش)، مما تسبب في إلحاق أضرار بالغة بمبنى الفندق المؤلف من خمسة طوابق حيث كان يقيم فيه مئات الأشخاص.
وأكد رئيس شرطة إسلام أباد أن 50 شخصا لقوا حتفهم فيما أصيب أكثر من 200 آخرين بجروح. وحذر من أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع لأن عددا كبيرا من الجرحى في حالة خطيرة.
وقال صحفي من قناة "داون نيوز" الناطقة باللغة الإنجليزية: "رأينا طفلان يبكيان يطلبان المساعدة من نافذة في الطابق الأعلى. لكن بعد دقائق معدودة وقبل أن تتمكن فرق الإطفاء من الشروع في عملها انتشر الدخان والحريق في كل مكان. ولم نر هذان الطفلان بعد ذلك".
وابتعد الرجل وبعد ذلك بدقائق اصطدمت شاحنة بحاجز أمني. وأثار انفجار صغير على الأرجح المتفجرات التي تسببت فيما بعد في انفجار هائل خلف حفرة بلغ عمقها تسعة أمتار.
وقال مراسل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الانفجار كان قويا حيث تطايرت الكراسي في المباني الواقعة على بعد أكثر من نصف كيلومتر عن الفندق.
رجال أمن ومواطنون باكستانيون يتوافدون لرؤية الحريق الهائل الناتج عن عملية تفجير فندق ماريوت أكبر فنادق إسلام أباد الذي يخشى أن ينهار من قوة الانفجار حيث قتل ما لايقل عن 60 شخصا واصيب حوالي 200 آخرين مساء أمس
وأكدت وزارة الخارجية الألمانية أن ستة ألمان على الأقل أصيبوا بجروح طفيفة في الانفجار، لكنها قالت إنها غير متأكدة من مسألة عدم وجود قتلى ألمان في الحادث.
وأكدت وزارة الخارجية الدنماركية أن احد دبلوماسييها سقط من بين المصابين في الانفجار.
وذكرت الوزارة أن العديد من الدنماركيين يقيمون في الفندق. وصححت مصادر طبية محلية تقارير لوسائل الإعلام الباكستانية وردت في وقت سابق اليوم تفيد بأن دنماركيا واحد من بين القتلى. وذكرت مصادر طبية لوكالة الأنباء الألمانية أن دنماركيا لايزال يتلقى العلاج في مستشفى محلي.
وقال السفير السعودي في باكستان علي عوض العسيري إن 16 سعوديا كانوا في الفندق وقت وقوع الانفجار وفقد أربعة إلى ستة منهم.
وبعد ذلك بحوالي ست ساعات استهدف انفجار على جانب الطريق قافلة عسكرية أخرى في منطقة جنوب وزيرستا المجاورة مما أسفر عن مقتل جنديين.
واشتعلت النيران بأربعة من الطوابق الخمسة بعد أن سمع دوي الانفجار الذي كان قويا على بعد كيلومترات.
وحوصر عدد من الأشخاص في الفندق ووصلت سيارات مكافحة الحرائق إلى مسرح الحادث.
ويقع الفندق الفاخر في منطقة تتمتع بإجراءات أمنية مشددة تقع على بعد حوالي 500 متر من مقري سكن الرئيس ورئيس الوزراء.
وأحدث الانفجار حالة من الرعب في منزل رئيس الوزراء حيث كان يقيم يوسف رضا جيلاني حفل إفطار. وذكرت قناة "داون نيوز" أن الرئيس آصف علي زرداري وقائد الجيش إشفاق برفيز كاياني كانا أيضا من بين الضيوف.
ولم تعلن أي جهة بعد مسئوليتها عن الانفجار لكن مسلحي حركة طالبان بقواعدهم في المناطق القبلية في البلاد الواقعة على طول الحدود الأفغانية نفذوا سلسلة من التفجيرات الانتحارية في مختلف أنحاء باكستان على مدار الثمانية عشر شهرا الماضية.
وقد جاء الانفجار في نفس اليوم الذي تعهد فيه الرئيس زرداري أمام البرلمان "باجتثاث الإرهاب والتطرف".
وقال الجنرال المتقاعد طلعت مسعود إن حركة طالبان أرادت أن تنقل رسالة شديدة الوضوح للحكومة الباكستانية بأن "هذه هي قوتنا. يمكننا أن نصل في أي وقت إلى أي مكان حتى في المناطق الأكثر أمنا".
وقال رحمان مالك المستشار الأمني لرئيس الوزراء الباكستاني للصحفيين في مسرح الحادث "هذا إرهاب وعلينا أن نكافحه معا كشعب". وربط مالك الانفجار بالعملية العسكرية المستمرة وقال إن الهجوم ضد المتمردين سيستمر.
وقال وزير القانون الباكستاني فاروق نائق الذي تعرض مقر إقامته الرسمي أيضا لدمار جزئي بسبب الانفجار: "هذا (الانفجار) هو 9/11 لباكستان ويعد مسعى يائسا لترهيب الناس وقد فقد فيه أناس أبرياء حياتهم".
وذكر بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية الحالية للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي "سيقف أكثر من أي وقت مضى جنبا إلى جنب" مع باكستان في نضالها ضد الإرهاب.