اونغ سان سو تشي تواجه وحدها الجنرالات بعد عام على تمرد الرهبان البوذيين

> بانكوك «الأيام» رونيه سلامة :

> بعد عام على قمع المسيرات المناهضة للحكومة البورمية التي اطلقها الرهبان البوذيون، لا يزال المجلس العسكري يستفيد من الانقسامات على الساحة الدولية والامم المتحدة عاجزة عن التحرك ما يترك المعارضة اونغ سان سو تشي وحدها في مواجهة الجنرالات.

ومع اقتراب الذكرى الاولى لاطلاق هذه التظاهرات التي تثير توترا في صفوف الجيش، ضاعفت سو تشي (63 عاما) حائزة جائزة نوبل السلام الموضوعة في الاقامة الجبرية منذ سنوات، بوادر لاحتجاج للتنديد بدولة اللاقانون التي يحكمها العسكريون منذ 46 سنة.

وقاطعت زعيمة الرابطة الوطنية للديموقراطية الموضوعة في الاقامة الجبرية، لاول مرة في آب/اغسطس لقاء مقررا مع الموفد الخاص للامم المتحدة في بورما ابراهيم غمبري.

وتلقت زعيمة المعارضة البورمية الاحد الماضي زيارة من طبيبها الشخصي لاكثر من اربع ساعات في وقت يثير وضعها الصحي مخاوف اثر ورود معلومات مفادها انها ترفض تناول الطعام.

وقبل عام خرجت اونغ سان سو تشي وهي تبكي من منزلها الذي قضت فيه القسم الاكبر من السنوات ال19 الاخيرة في الاقامة الجبرية للترحيب بالرهبان البوذيين الذين كانوا يتظاهرون ضد المجلس العسكري في رانغون.

وكان حجم التظاهرات احتجاجا على الارتفاع المفاجىء للاسعار والتعرض للرهبان بالضرب، اتسع مع نزول اكثر من مئة الف شخص الى الشوارع. وقمعت قوات الامن هذه المسيرات بدءا من 26 ايلول/سبتمبر.

والحصيلة كانت 31 قتيلا بينهم صحافي ياباني و74 مفقودا واعتقال الاف الاشخاص بحسب محقق للامم المتحدة.

وتحت الضغط الدولي خصوصا من قبل الصين قدم النظام البورمي بعض التنازلات خصوصا في تشرين الاول/اكتوبر عندما عين ضابط ارتباط كلف اجراء اتصالات مع المعارضة البورمية.

وبدءا من تشرين الثاني/نوفمبر اعربت اونغ سان سو تشي عن رغبتها في اجراء مفاوضات على مستوى اعلى.

وقال المحلل البورمي اونغ نينغ او الذي لجأ الى تايلاند ان "القادة العسكريين غير مستعدين للعمل مع اونغ سان سو تشي لانهم يعتبرون انها لا تزال تطرح تهديدا".

ووصلت جهود الامم المتحدة لاطلاق هذا الحوار الى طريق مسدود وهناك اليوم عدد اكبر من السجناء السياسيين (اكثر من الفين بحسب منظمة العفو الدولية) قبل "ثورة الزعفران".

وما زالت الاسرة الدولية منقسمة حول بورما. فمن جهة الدول الغربية التي تريد فرض عقوبات وتستخدم خطابات شديدة اللهجة ومن جهة اخرى الصين وروسيا والهند ودول اسيوية اخرى تتعامل مع المجلس العسكري وتدعو الى "عدم التدخل في شؤون البلاد".

وقال دبلوماسي غربي ان "الاحداث في التيبت حملت الصين على التفكير وهي اصبحت اقل استعدادا اليوم لممارسة ضغوط على بورما".

واضاف ان الهند "دولة برغماتية ولها كل مصلحة في اقامة تعاون جيد" مع نظام الجنرالات للسيطرة على المتمردين في شمال شرق اراضيها.

وتستخدم روسيا التي عادت الى الواجهة على الساحة الدولية، بورما للتأكيد ان "الغرب لم يعد يضع القوانين".

وفي ايار/مايو الماضي لم يتردد نظام الجنرال ثان شوي (75 عاما) في المصادقة على دستور يدعم الجيش في حين ضرب اعصار مدمر جنوب البلاد وادى الى مقتل اكثر من 138 الف شخص وتشريد 4،2 مليونا.

ومضى اسبوعان قبل ان يقبل المجلس العسكري بالتعاون بشكل محدود مع الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة. ولم تفض محاولات غمبري "لتوسيع هذا التعاون الى المجال السياسي" الى نتيجة ملموسة.

وبعد عام على ثورة الرهبان البوذيين تحول غضب قسم كبير من الشعب البورمي الى نوع من الاستسلام. وقال جون فيرغو من مجموعة الازمات الدولية ان "الجيش لا يزال محكما سيطرته على البلاد في حين لم يعد للمعارضة سوى اوراق محدودة لتلعبها". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى