الحزب الحاكم في جنوب افريقيا يواجه الانقسام بعد اعفاء مبيكي

> جوهانسبرج «الأيام» بول سيماو :

>
ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا
ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا
قال ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا أمس الأحد إنه قدم استقالته من رئاسة الدولة مما أدخل البلاد في حالة من عدم اليقين السياسي.

وأضاف في كلمة في محطة (إس.إيه.بي.سي) التلفزيونية الحكومية إن الاستقالة ستسري اعتبارا من بت برلمان جنوب أفريقيا فيها.

ووافق مبيكي الذي انتهج مسارا داعما للتجارة والأعمال منذ توليه السلطة كرئيس خلفا لنيلسون مانديلا عام 1999 أمس الأول على طلب الحزب الحاكم بتقديم استقالته قبل نهاية ولايته الرئاسية المقررة العام المقبل.

وذكرت صحيفة (صنداي تايمز) الجنوب افريقية اليوم (أمس) أن مؤيدي مبيكي قد ينشقون عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم ويخوضون الانتخابات كحزب منفضل في عام 2009 المقبل بعدما أرغم الرئيس على الاستقالة.

وتهدد هذه الخطوة بتحطيم أسس البناء السياسي في البلاد في فترة ما بعد الاضطهاد العنصري والذي يسيطر عليه حزب المؤتمر الوطني الافريقي كما تهدد بتحويل اكبر اقتصاد في القارة الأفريقية إلى اليسار.

وجاء سقوط مبيكي بعد نحو اسبوع من قول قاض إنه كان هناك تدخلا سياسيا على مستوى عال في قضية الفساد المتهم فيها منافس مبيكي وزعيم الحزب الحاكم جاكوب زوما وهو المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

ورغم أن استقالة مبيكي بدون صراع تعبر عن الانتقال الهادئ للسلطة فإن عددا من الوزراء هددوا بالاستقالة بدلا من أن يعملوا في حكومة يقودها زوما.

ويفكر بعضهم في الخطوة التي لا يمكن تصورها وهي ترك حزب المؤتمر الوطني الافريقي.

وذكرت صحيفة (صندي تايمز) أن وزير الدفاع موسيوا ليكوتا ونائب وزير الدفاع ملوليكي جورج وعدد آخر من الموالين لمبيكي يخططون لانشاء حزب جديد وسيجتمع منظمون خلال الاسبوع الجاري لمناقشة هذه الخطوة.

وقال جورج للصحيفة "لست في موقع يمكنني من مناقشة هذا الأمر في هذه المرحلة لكن في غضون أيام قليلة أو أسبوع سوف تسمعون التفاصيل."

ولم يتسن الوصول للوزراء للحصول على تعليقات منهم في هذا الشأن.

وقالت فومزيلي ملامبو نجكوكا نائبة الرئيس بالفعل إنها تعتزم الاستقالة مع مبيكي وقد يترك آخرون الحزب الحاكم الذي بات تحت سيطرة زوما بعدما تغلب على مبيكي في انتخابات قيادة الحزب في اواخر العام الماضي.

ويحظى زوما بتأييد قوي من النقابات العمالية القوية بالبلاد ومن الحزب الشيوعي الصغير الذي يتمتع بنفوذ قوي. وجناح مبيكي في الحزب الحاكم اكثر توددا للمستثمرين واتبع سياسات احدثت ازدهارا اقتصاديا استمر نحو عقد من الزمان.

وقد يبدأ الوزراء في الاستقالة اعتبارا من أمس الأحد بعد أن يعقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا. ووجه مبيكي خطابا للأمة على الهواء أعلن فيه استقالته وقال إنها ستسري بعدما يقرر البرلمان البت فيها.

ويحاول زوما ومسؤولون بارزون في الحزب الحاكم منع وقوع رحيل جماعي من مجلس الوزراء وهو ما قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة. ولم يكن متوقعا أن تجرى انتخابات في البلاد قبل ابريل نيسان أو مايو أيار من العام المقبل.

وناشد جويدي مانتاشي الامين العام لحزب المؤتمر الوطني الافريقي الوزراء والموظفين المدنيين البقاء في مناصبهم.

ولا يتوقع أن يتولى زوما السلطة على الفور. ومن المحتمل أن يتم اختيار زعيم مؤقت ليحل محل مبيكي والذي من الممكن أن يبقى في المنصب خلال ما تبقى من فترة ولايته. ويرجح أن يكون هذا الزعيم رئيسة البرلمان باليكا مبيتي وهي من الموالين لزوما.

ويقول محللون إن حزبا جديدا سواء كان يقوده مبيكي أو كان مصدر الهام له يمثل تهديدا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يمسك بمقاليد السلطة منذ قيادته الحملة لانهاء حكم الأقلية البيضاء عام 1994.

ويضم الحزب الحاكم مختلف الطوائف وأصحاب المصالح وتمتد قاعدة مؤيديها من اليساريين المتشددين إلى عمالقة الأعمال والتجارة. لكنه يعاني من الأزمات منذ عدة سنوات بسبب الصراع الداخلي بين معسكري زوما ومبيكي.

ووصلت المعركة إلى درجة محمومة منذ نحو أسبوع عندما اسقط قاض قضية فساد ضد زوما وأشار إلى وجود تدخل سياسي على مستوى عال في القضية.

ودفع هذا الحكم وقرار الادعاء بالاستئناف ضده انصار متشددين لزوما بالمطالبة برحيل مبيكي. وقال معسكر زوما بأن مبيكي وكبار مساعديه استخدموا النظام القضائي لتشوية سمعة زوما وعرقلة طموحاته الرئاسية,ونفى مبيكي مرارا هذا الاتهام.

وقال مؤتمر النقابات العمالية بجنوب أفريقيا وهو أكبر اتحاد عمالي في البلاد والحزب الشيوعي الجنوب أفريقي إنهما يدفعان الحزب الحاكم بقيادة زوما إلى القيام بتحول جذري عن سياسات مبيكي الداعمة للتجارة والأعمال.

وترغب الجهتان في أن تصب الحكومة المقبلة تركيزها بصفة أساسية على مكافحة الفقر والبطالة وبذل المزيد لاعادة توزيع الدخل من الأثرياء وتأميم الصناعات الكبرى.

وحاول زوما أن يؤكد للمستثمرين مجددا بأنه لن يكون هناك تغيير اجمالي في السياسة في ظل ادارته. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى