> «الأيام» خديجة بن بريك - فردوس العلمي:

الطفلة مودة توزع الهدايا على أطفال مرضى السرطان
أهالي المرضى يقتلهم الحزن حين يرون فردا منهم يصارع المرض، وهم لا حول لهم ولا قوة، لكي يخفف عنهم وأشد ما يؤلمهم أن لا يجدوا مستشفى نظيفا يتلقون فيه العلاج، فمستشفياتنا هي أيضا مصابة بالسرطان المتفشي في جميع أجزائها، فهي أيضا بحاجة للعلاج لتكون قادرة على استيعاب المرضى.
صرخة من على صفحات «الأيام» وهي تفتح ملف السرطان، مصحوبة بآهات ألم مما شاهدنا.
> عبدالله صالح سلام قال: «اسم ولدي صالح، وعمره خمس سنوات، كان في البداية يقول الأطباء إنه مريض بسبب اللوز، وكان دمه في تناقص مستمر، وعندما نركب له الدم ينقص مرة أخرى، وبعدها أحضرته إلى عيادة خاصة وأخذوا منه عينة من الدم من العمود، وقال لي الأطباء بعد الفحص إن ولدي مصاب بسرطان الدم، وأحضرته إلى مستشفى الوحدة، ونحن على هذه الحال منذ شهر ونصف الشهر، فظروفنا صعبة، وخاصة أن أدوية هذا المرض مكلفة على الرغم من أننا نجد تعاونا كبيرا من قبل المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بعدن، حيث تقوم بدفع نصف المبلغ وتكفل الأطباء بالنصف الآخر، وقد تقرر إعطاء ولدي جرعات كيماوي».
> عبداللطيف سعيد علي يقول: «ولدي كان لديه التهابات بالغدد وإسهال ودم مع المخروج، ولا نعلم إلى الآن ما به، فمازلنا نقوم بعمل الفحوصات له، والأطباء قد يكونون متحفظين لشيء ما لا نعلمه!».
> مختار حسن نجاشي (من سكان عدن) قال: «والدتي مصابة بسرطان الدم، وحالتنا صعبة جدا، وقد أجرينا لها عملية جراحية وكلفتنا مبلغ 65 ألف ريال، وبعد فحص العينة ظهر له أنها مصابة بالسرطان، والعلاجات مكلفة وليس بأيدينا شيء»، ولكن بسبب تأثره الشديد وحشرجة صوته وعينيه المليئتين بالدمع وكان يصارعها حتى لا تسقط الدموع اضطررت أن أوقف المقابلة معه، ولم أستطع أن أكمل معه الحديث، حيث خانتني دموعي في تلك اللحظات، وحتى لا أزيد عليه عبء الألم.
> وبحسرة وألم يقوم عادل أمبريس: «أصيبت زوجتي - رحمة الله عليها - في عام 2005 بمرض السرطان، وكان بالإمكان أن نعالجها إن تم اكتشاف المرض مبكراً، ولكن اقتضى قدر الله وتوفيت، حيث أصيبت زوجتي بسرطان الثدي وانتشر بعدها إلى العظام، ففي بداية المرض شعرت زوجتي بألم في الظهر، وعندما ذهبنا إلى المستشفى بعد الفحوصات قال الأطباء إنها تعاني من هشاشة في العظام، وزادت الآلام، وللأسف لم يكن هناك التشخيص المبكر، فعلى مدار ثلاثة أشهر كنت أعالج زوجتي من مرض هشاشة العظام، بينما قال لي أطباء آخرون إنها تعاني من (عضى) في الظهر ويجب أن تعمل لها تدليك طبيعي، ولكن كانت زوجتي تعاني من مرض السرطان بشكل متأخر، وللأسف أنه من خلال الفحوصات السريرية والدم لم يتم اكتشافه، فلم أعرف ماذا أعمل!، فقررت أن أعمل لها الرنين المغناطيسي في المستشفى العسكري في صنعاء، وكانت الصدمة لي بأن زوجتي مصابة بالسرطان وهو منتشر في العظام، وصدمتي كانت بسبب أني موظف بسيط وإمكانياتي المادية بسيطة، وهذا المرض يحتاج للمال والجهد، بعدها تابعت في استخراج تقرير طبي من أجل نقلها إلى الخارج وهذا كان في عام 2005، وهي في حالة متأخرة، وتم تحديد عام 2008م السماح لها في العلاج خارج اليمن».

الطفل فضل علي عبداللطيف سعيد
وأضاف: «قدمت من أجل أن أستخرج التذاكر في شهر أكتوبر عام 2005، ولكن أخبروني أنها سوف تخرج في 2008م، وتوفيت زوجتي في مارس عام 2007م، أي أن تذاكر السفر للعلاج في الخارج خرجت بعد ثلاث سنوات بالإضافة إلى مبلغ تسعين ألف ريال فقط، وزجتي موظفة وأنا موظف فكان يجب أن يكون هناك تأمين صحي لنا، فماذا سأعمل بالتذاكر الآن بعد وفاتها؟!.
أما بالنسبة لابنتي فقد عانت مع أمها وعمرها سنتين ونصف، وكانت تبقى مع أمها حيث كانت تقدم لها الدواء وتبقى إلى جانبها على الرغم من حداثة عمرها وهي الآن أصغر عضو في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، كما أنني أيضا عضو فيها، ونتمنى أن نساعد كل مريض من مرضى السرطان.
فأنا أتمنى أن يكون هناك مركز للتشخيص المبكر للسرطان، وفيه أطباء اختصاصيون في الأورام السرطانية وليس أطباء عموم، فهذا سيساعد الكثيرين على علاج هذا المرض، والمؤسف أن عملية إعطاء الدواء والجرعات تتم بشكل خاطئ، وما لاحظته في الهند أن الجرعات الكيماوية يتم تحضيرها للمريض قبل وبعد الجرعة، بعكس عندنا هنا في اليمن حيث تعطى الجرعة للمريض بشكل عشوائي، وبهذا يكونون قد قتلوا الآدمية، وما أنهكني أيضا هو الذهاب إلى صنعاء وإحضار جرعات الكيماوي، وهذا تسبب في إهدار وقتي وتعطيلي عن عملي، وهنا نريد لفتة كريمة من رئيس الجمهورية بإعطاء أمر للفروع بإعطاء مخصصات الأدوية، ومع احترامي للطاقم الطبي في صنعاء فهو غير متعاون، فعندما تذهب يقولون احضر الأنبول الفارغ حتى نعطيك الجرعة الأخرى.. فمن أين سأحضرها، وأنا هنا أشيد بطاقم المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بعدن لدورها وكفاءتها».

الطفل صالح عمر