> هلسنكي «الأيام» د.ب.أ :
وقال رئيس الوزراء ماتي فانهانين أثناء زيارته لبلدة كاوهايوكي التي تبعد 300 كيلومتر شمال غربي هلسنكي، حيث وقع الحادث إن قوانين حيازة الأسلحة في فنلندا ما زالت رهن المراجعة مشيرا إلى أنه سيتم تشديدها بعد حادث مشابه وقع في مدرسة ثانوية قبل عام تقريبا.
وتعهد فانهانين بإجراء تحقيق شامل في الجريمتين ، كما اقترحت وزيرة الداخلية آن هولملوند تشديد إجراءات منح تراخيص الأسلحة اليدوية.
وتعتقد الشرطة بأنه لا يوجد شريك للمسلح الذي تبين أن اسمه ماتي جوهاني سارى ، وأنه كان يخطط للعملية منذ عام 2002 .
وكان ساري وهو أيضا طالب بالمدرسة توفي في المستشفي متأثرا بالجراح التي أصاب نفسه بها، وضحاياه هم ثماني نساء ورجلان.
وترك ساري رسائل في شقته القريبة من المدرسة (300 كلم شمال غرب هلسنكي) التي شهدت المذبحة. كما بث لقطات مصورة عبر الإنترنت ، من بينها شريط مصور على موقع يوتيوب له أثناء إطلاق النار من مسدس في ميدان للرماية.
وتوحي الرسائل بأن ساري يكره البشرية وأنه كان يخطط لفعلته منذ عام 2002.
ونصت إحدى الرسائل على أن "الحل هو والذر" في إشارة إلى المسدس من طراز والزر عيار 22 ملم.
ودعا بيكا ساوري رئيس "الجمعية المركزية الفنلندية للصحة النفسية" وسائل الإعلام إلى ممارسة ضبط النفس والحيطة عند تغطية حوادث إطلاق النار مثل ما حدث في المدرسة ، وخاصة " تكرار اسم" القاتل وبث أشرطة الفيديو "من حين لآخر".
وحذر ساوري في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من "تأثير التقليد" التي يمكن أن تتسبب فيه وسائل الإعلام ، مشيرا إلى وجود تشابه بين حادث تشرين ثان/نوفمبر 2007 والذي حدث بطريقة "بدا تأثرها بشكل واضح" بالحوادث التي ترتكب في الولايات المتحدة .
وشدد ساوري على أنه لا يحاول الدعوة فرض نوع من الرقابة على عمل وسائل الإعلام.
وتحاول الشرطة الوصول إلى الشخص الذي صور ساري في ميدان للرماية في إحدى اللقطات التي بثها على الانترنت.
وقالت وزيرة الداخلية إن الشرطة راجعت ساري الأسبوع الماضي ثم اتصلت به مجددا أول من أمس الاثنين على خلفية مشهد إطلاق نار على الإنترنت ، لكنها لم تصادر تصريح السلاح الخاص به.
وقال مكتب المدعي العام جورما أيجالا لـ(د.ب.أ) إن الادعاء العام سيطلق "تحقيقا برلمانيا" حول تصرفات الشرطة للوقوف على ما إذا كان ثمة خطأ حدث جراء عدم سحب سلاح الطالب.
وتم نقل جثث الضحايا إلى هلسنكي للتعرف الرسمي عليها حيث تعذر التعرف عليها لأن ساري كان قد أضرم النار في المدرسة ما أدى إلى احتراق عدد من الجثث,كما يحتمل أن تكون وفاة بعض الضحايا نتيجة الاختناق أو تأثرا بالحروق.
ويعتقد بأن تسعة على الأقل من بين القتلى من الطلبة بينما هناك احتمال بأن يكون واحد منهم معلم أو موظف بالمدرسة.
وجميع الضحايا من منطقة كاوهايوكي التي يقطنها أقل من 15 ألف نسمة والمنطقة القريبة لها.
واستقرت اليوم حالة مرأة أصيبت بطلق ناري في الرأس ، وتعالج في مستشفى جامعة تيمباري جنوب كاوهايوكي.
وتوصف مجزرة المدرسة بأنها الأسوأ في تاريخ البلاد وتأتي بعد أقل من عام على مقتل ثمانية أشخاص بينهم ستة طلاب في مدرسة ثانوية بمدينة جوكيلا والتي تبعد 60 كيلومترا شمال هلسنكي.
وأثار الحادث سلسلة تهديدات ضد المدارس في فنلندا وفي جاراتها من الدول الاسكندنافية في الوقت الذي أثارت دعوات بوضع تشريعات صارمة بشأن حيازة الأسلحة,وما تزال هذه التشريعات قيد المراجعة.
على جانب آخر أخلت الشرطة الفنلندية اليوم مدرسة بشرق البلاد بعد تلقي تهديد بوجود قنبلة.
وتقدر وزارة الداخلية عدد الأسلحة المرخصة بنحو 6ر1 مليون سلاح معظمها من المستخدمة في الصيد يملكها نحو 650 ألف شخص.