من صوت الجبهة القومية إلى إذاعة سيئون .. إذاعة سيئون.. البداية.. النمو.. لمحة تاريخية منذ 35 عاما

> «الأيام» علوي بن سميط

>
يصادف هذا الشهر الكريم وتحديدا 26 رمضان/ سبتمبر 2008م ذكرى تأسيس إذاعة سيئون الخامسة والثلاثين، التي اعتبر 26 سبتمبر 1973م تاريخ انطلاقتها، إلا أن العمل الإذاعي الإعلامي بوادي حضرموت بسيئون بدأ بدقة عقب قيام الجبهة القومية بالاستيلاء على السلطنة الكثيرية في بداية أكتوبر 1967م، آنذاك أنشئت اللجنة الشعبية (صوت الجبهة القومية) من مكتب الجبهة بشرق سيئون والمعروف بمحطة التأجير للآليات الزراعية فيما بعد وكانت تبث الإذاعة بجهاز صغير على نطاق محدود جدا على مدى ساعتين وسخرت رسالتها الإعلامية لبث مستجدات وبيانات الأوضاع بوادي حضرموت وكذا قراءة نشرة (الزحف) التي تصدر كلسان حال مكتب الجبهة بالمنطقة.

وفي البداية الأولى لهذه الإذاعة التي اعتبرها نواة تأسيس إذاعة سيئون وإن كان حدد 1973م نشوء الإذاعة عموما، كان المشاركون في إذاعة صوت الجبهة القومية الذي استمر نحو 4-3 سنوات بسيئون كل من (يونس صقران، محمد زين الكاف، علي سالم بامخرمة، وآخرين)..

ظلت تجربة الجبهة القومية بالتعريف بالانتقال الجديد للمجتمع وفقا وأهداف الجبهة أو النظام الجديد عقب دولتي - سلطنتي - حضرموت، أعقب ذلك وفي 15 يوليو 1972م أن قام الاتحاد الوطني العام لطلبة اليمن بإنشاء محطة إذاعية جديدة امتدادا لما قبلها.

وتفيد وثائق من بينها ورقة أعدت بعنوان (تأسيس الإذاعة ومراحل تطورها وأوضاعها الإدارية والمالية وتجربة العمل الطوعي) قدمت في الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس الإذاعة، بأن من قيادات الطلبة الذين ساهموا في إنشاء الإذاعة هم: عبدالله باعوافي، غالب صالح الحامد، عبدالحافظ باحشوان، سبيت صالح الصيعري، عبدالهادي الزبيدي، علي سالم السقاف.

تجربة هذه الإذاعة لم تدم طويلا، لأن الجهاز الذي كان يستخدم يتبع إدارة البريد وخاص بالتلغرافات تم تحويله في 1973م لخدمة التعداد السكاني العام لمدة شهر من الثانية حتى الخامسة يوميا (مايو1973م) وقام بهذا العمل الأخوة جعفر محمد السقاف، أبوبكر محسن الحامد، هشام علي السقاف، قيس عمر باصالح.

26 سبتمبر 1973م

الإذاعة تبث من قصر سيئون

كانت التجربة الأولى للجبهة القومية ثم لاتحاد الطلبة بعدئذ مع إنجاز أول مهمة وطنية للتعداد السكاني هذه التجارب الثلاث73-67م التقطها عدد من المثقفين وبدأ التفكير بإنشاء محطة شبه متكاملة من حيث الاستديوهات عبارة عن غرف عادية، ومد البث إلى أكبر مساحة يمكن الوصول إليها، تم إيجاد الموقع وهو الطابق العلوي بقصر السلطان الكثيري الذي سمى بعد 1967م بقصر الثورة بسيئون، وكانت تبث بجهاز إرسال (كولنس) إنجليزي وفرته إدارة البريد ويشحن ببطاريات من الشرطة، إذ كانت أيضا تعمل في الطوابق السفلى من القصر أجهزة الأمن.

بدأت الإذاعة في 26 سبتمبر بإشراف الاتحاد العام لنقابات عمال جمهورية اليمن الديمقراطية - سيئون- وشكلت للإذاعة هيئة لإدارتها من كل الأخوة: هادي عوض عبد هود، سالم عوض العامري، عبدالحافظ باحشوان، عبدالله باعواني، سبيت الصيعري، ووفرت هذه اللجنة أو الهيئة أجهزة تسجيل وأشرطة وأجهزة الصوت، وكل ذلك مبادرات طوعية انضم فيما بعد وخلال ذلك العام إلى طاقم الإذاعة المساهم،ن معدو برامج ومذيعون مثل: أبوبكر محسن الحامد، جعفر محمد السقاف، هشام علي السقاف وبعدهم محمد جواس وآخرون.

من عام 1973م اعتبر هذا الوقت البدء الفعلي لإعلان ميلاد إذاعة سيئون، إذ انتشرت إلى عدد من مديريات وادي حضرموت.

ومن جهة أخرى فكانت أيضا في القطن وشبام إذاعات محلية تبث في زمن قصير يوميا لا يتعدى ساعتين، وتغطي نطاقا ضيقا، وتعتمد على إرسالها بواسطة أجهزة اللاسلكي التابعة للشرطة الشعبية بشبام والقطن.

بقيت إذاعة سيئون في بثها الإذاعي معتمدة على شباب مبدعين متطوعين، وانتقل الإشراف عليها من اتحاد النقابات لتصبح في 1975م تحت إدارة التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية.

شهدت الإذاعة نموا في برامج الأدب والثقافة والشعر واللمحات التاريخية حيث أعد عدد من الشخصيات المعروفة في هذا الجانب والاهتمام هذه البرامج منهم الأساتذة: سالم زين باحميد، محفوظ باحشوان، محمد علي باحميد، جعفر السقاف، محمد بانقيل، كما أعد عدد من الجهات والمنظمات الجماهيرية حينها برامج قطاعات كالصحة، الإرشاد الزراعي، الرياضية، المليشيا الشعبية، الشرطة الشعبية، التربية والتعليم.

وللحقيقة ظلت إذاعة سيئون تعتمد على الطوعية وخبرة المبدعين، وظهرت أصوات جيدة في الإلقاء ومع نهاية السبعينات وبدايات الثمانينات بدأت تجربة إنتاج دراما محلية كتمثيليات لعل أبرزها (محاكمة العيد) و(الناس أفلام والدنيا مسارح) للأستاذ محمد سالم اليزيدي- فضيلة القاضي المعروف حاليا- وكذا برامج عن (المشاكل الاجتماعية) للزميل هشام السقاف و(صور من الواقع) للزميل صالح عمير و(عندما طلع الصباح) للأستاذ عمر أحمد بن ثعلب.

الصوت أو الحضور النسائي بإذاعة سيئون

عادة ما يواجه العمل الإعلامي عموما بكل ألوانه حضور الوجه النسائي لإشكاليات عديدة وتقاليد مجتمعية، ومع هذا فإنني أرى أن إذاعة سيئون استطاعت في ظروف صعبة أن تجذب إلى ميكروفاناتها وبرامجها الحضور النسائي حتى وإن كان لفترات متقطعة.

وتذكر ورقة بحثية بعنوان (برامج الإذاعة.. التجربة والإخفاقات) التي قدمت في الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس إذاعة سيئون - مطبوعة بالاستنسل- حسب النسخة الموجودة لدي: بدأت أول مشاركة نسائية في الإذاعة المحلية عام 1974م من قبل المدرسات الفلسطينيات اللواتي كن يعملن بمدارس سيئون حينها، حيث قدمت الفلسطينيات برامج عدت ناجحة (مجلة الأسرة) و(ركن الأطفال) وهن المدرسات: باكزة الجمل، سهام عبدالفتاح، أعقبتهن مدرسات من عدن والساحل وكذا في قطاعات أخرى ومنهن السيدات: أحلام مبجر، أسماء باشكيل، أنيسة باعثمان خلال عامي 76-75م، وفي عام 77م قدمت سيدات أخريات من حضرموت برامج كبرنامج المرأة منهن: زكية باحشوان ثم في عام 79م هالة باوادي وأسماء باوزير.

استمرت الإذاعة بتحسين برامجها وأدائها والتفكير بخبرات محلية لخوض تجربة مباشرة على الهواء لنقل فعاليات من خارج دار الإذاعة - القصر- أو فيما بعد حيث تحول مبنى الإذاعة إلى مبنى يطل على شارع الجزائر بسيئون، فكانت هذه المهمة الشاقة في نقل مباشر، إذ عمل الفنيون (أيضا المتطوعون) على ابتكار طريقة هي تكييف أحد أجهزة التسجيل القديمة للقيام بمهمة الاستلام من الخارج واستغلال الخطوط الهاتفية لتنفيذ الإرسال من موقع النقل إلى الاستديو (وبالطبع فهو استديو متواضع) وعلى أية حال نجحت التجربة في نقل وقائع جلسات المؤتمر الأول للمرأة اليمنية في يوليو 1974م من دار سينما سيئون على الهواء مباشرة، ثم مؤتمر الحركة التعاونية.

ثم استحدثت الإذاعة وعلى مدى عامين متتاليين يوميا عملية نقل خطبتي وصلاة الجمعة من مسجد طه بسيئون وصلاة العشاء في شهر رمضان من المسجد ذاته خلال عامي 1975/74م، وحتى عندما انتقل موقع الإذاعة من قصر الكثيري إلى مبنى آخر (يتبع آل الكاف) على شارع الجزائر بسيئون في عام 1977م نقلت الإذاعة يوميا في شهر رمضان أذان المغرب، أما عن النقل المباشر للمباريات الرياضية من ملعب جواس بسيئون فإن أول تجربة كانت عام 1981م .

واستمرت في النقل إلى عام 1985م لكل وقائع الأنشطة والمباريات الرياضية، ولا يعني أنها توقفت عند 1985م، ولكنها استمرت وحتى اليوم مع فارق الإمكانات والتجهيزات الفنية.

وأفرزت تجربة النقل الرياضي المباشر إضافة إعلامية لاسيما بظهور معلقين رياضيين بالوادي على الهواء مباشرة ومنهم سقاف أحمد السقاف، سعيد بلعجم، سليمان مطران، محمد جواس من أوائل الثمانينات.

تلكم شذرات من تاريخ إذاعة سيئون في بداياتها في ظروف ومتغيرات في وقفة أخرى نستكمل ما بدأناه كتوثيق تاريخي من الأمس إلى اليوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى