معاناة مرضى السرطان في عدن :اقتراح باستقطاع مائة ريال من كل موظف شهرياً لصالح مرضى السرطان .. وهيب هائل: نستقبل التبرعات على حساب بنك التضامن الإسلامي رقم (5000)

> «الأيام» خديجة بن بريك - فردوس العلمي:

>
وحدة الأمل قبل الإصلاح
وحدة الأمل قبل الإصلاح
ما أشد ألم السرطان!، ولكن الإيمان بالله أقوى.. فعلى الرغم من الألم الذي يعانيه مرضى السرطان إلا أنك تجد في وجوههم ابتسامة رضا بما كتبه الله لهم، فلسان حالهم يقول: « الحمد لله على كل حال».. رضا بقدر الله وإيمان منقطع النظير، لا تذمر ولا حزن، فهذا قضاء وقدر من رب البشر كتب عليهم.

ولكن من يشاهد معاناتهم من بشر مثلهم أمر لا يقبله عقل ولا دين.. فما أشد معاناة مرضى السرطان وهم يتابعون لاستخراج تقرير يوصي بعلاجهم للخارج، فانتظار قرار اللجنة الطبية العليا لاستخرج التقرير لهم متابعات طويلة، وفي الأخير تبقى التذاكر والتقارير ذكرى لمن رحل!.. فالغالب أن تذاكر السفر والتقرير الطبي لا يخرجان إلا وقد قابل المريض وجه ربه الكريم!.

أهالي المرضى يقتلهم الحزن حين يرون فردا منهم يصارع المرض، وهم لا حول لهم ولا قوة تجاهه، وأشد ما يؤلمهم أن لا يجدوا مستشفى نظيفا يتلقى مرضاهم فيه العلاج، فمستشفياتنا هي أيضا مصابة بالسرطان المتفشي في جميع أجزائها!، فهي أيضا بحاجة للعلاج لتكون قادرة على استيعاب المرضى.

> وفي وحدة الأمل التقينا الدكتورة منال محمد عبدالله رئيسة الأقسام الداخلية في الوحدة وقالت لنا: «نستقبل المرضى في العيادة الخارجية ويتم هناك تشخيص المرض وإجراء الفحوصات، وبعدها يتم نقل المريض إلى الوحدة، وفيها عشرون سريرا، وهناك يتم إعطاء المرضى الجرعة الكيماوية، وبعدها يذهب المريض إلى المنزل، هذا بالنسبة للمرضى الذين لهم جرعات بين فترات متفاوتة، أما المرضى الذين يحتاجون العلاج والجرعات في أيام مستمرة فإنهم يبقون في الوحدة».

وأضافت: «لا نستطيع تمديد المرضى لكون السعة السريريه قليلة، وكذا عدم توفر الأجهزة، لذا نقوم بتحويلهم إلى مسشتفى الجمهورية بخورمكسر».

> سامي أحمد محمد (ممرض في مستشفى الوحدة) التقيناه في قسم تمديد الأطفال في قسم السرطان وقال لنا: «هذا القسم غير مؤهل لأن يكون قسم تمديد مرضى السرطان وخاصة الأطفال، وذلك بسبب أن المريض بدلاً أن يتعالج يصاب بمرض بسبب البعوض، كما يتم فيه تمديد مرضى ذوي أمراض أخرى غير سرطانية، بالإضافة إلى وجود القطط وانتشار الروائح الكريهة فيه».

وأضاف:«وفي الليل يتحول المكان إلى حديقة حيوانات من الفئران والقطط وكذلك الحشرات، والمشكلة التي تواجهنا هي الطبيب المناوب، فالطبيب المناوب هنا ليس اختصاصيا، فإذا انتكست حالة المريض يبقى أربع ساعات حتى يأتي الطبيب المختص، كما أن الممرضين أيضا ليس لهم أية خبرة وليسوا مؤهلين أيضاً، وخاصة أن هؤلاء الأطفال لديهم جرع كيماوي».

> الأخ وهيب هائل مدير المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان - فرع عدن قال:«أهم إنجازات المؤسسة افتتاح وحدة الأمل التي عملت على تخفيف العبء على المرضى، فكان المريض يذهب إلى صنعاء لتلقي العلاج، والآن - الحمدلله - الوضع أفضل».

وأضاف: «كان القسم الموجود في مستشفى الجمهورية ليس بالشكل المطلوب لمرضى السرطان، على الرغم من الجهود التي كان يبذلها الأطباء، فافتتاح وحدة الأمل ساعد كثيرا، وأصبح المريض لديه حاضن يحتضنه، فهو يستطيع أن يأتي إلى الوحدة على مدار أربع وعشرين ساعة.. ولدينا في الوحدة طاقم طبي وتمريضي ذو كفاءة، ولن تبقى هناك مشكلة، فمن خلال تكاتف جهود الجميع ستذلل كل الصعوبات التي من أهمها النقص الحاصل في الأدوية نتيجة ازدياد عدد المرضى في الوحدة، لذا يجب توفير الأدوية في الوحدة، على سبيل المثال السوائل الوريدية استهلاكها بكثرة نتيجة للعدد المتزايد في المرضى، وعلى الرغم من أن مكتب الصحة يقدم ما يستطيع إلا أننا نتمنى أن تزيد كمية السوائل الوريدية».

وتابع يقول: «كما إننا قمنا بالتنسيق مع جميع المستشفيات لتوفير السوائل الوريدية لنا، ولكن هذا ليس حلا، فالحل هو أن تخصص السوائل الوريدية للوحدة مثلها مثل أي مركز صحي في المحافظة، وهذا بدوره سيساعد كثيرا في أن يكون للمرضى مخصص سنوي.. ونحن نشكر مدير عام مكتب الصحة في المحافظة الذي يقف معنا دائماً ولديه بصمات واضحة في الوحدة، بالإضافة إلى محافظ عدن أيضاً، وهناك نقص في علاج الأورام السرطانية منها الجرعات الكيماوية، وهذا يجعل المرضى يتوجهون إلى صنعاء لإحضار الجرعة، وهو ما يشكل عبئا على المريض، فبعض المرضى لايمتلكون قوت يومهم، فكيف سيذهبون إلى صنعاء لإحضار الجرعة من مركز الأورام؟!».

وأضاف: «هناك متابعة من قبل المؤسسة ممثلة بالحاج عبدالواسع هائل سعيد الذي وجه رسالة إلى وزير الصحة بضرورة تعاون مركز الأورام بتسليم المخصصات التي وجهها رئيس الجمهورية لوحدات الأمل التي أنشئت في المحافظة، وقد تم التوجيه بذلك في تسليم المخصصات لكل من (عدن، لحج، أبين، الضالع) لوحدة الأمل في عدن، باعتبارها وحدة إقليمية.. فبعض العلاجات مبالغها بسيطة لاتتجاوز الخمسمائة ريال، ولا يأتى بها في وزارة الصحة، فنحن نطمح في توسيع الوحدة، ونتمنى أن يكون هناك موقف من محافظ عدن، خاصة أنه رأى كل شيء وشاهد الأرضية، ونتمنى منه إيجاد إضافات جديدة في الوحدة، حيث نتمنى أن يكون هناك مركز إحصاء سرطاني في الوحدة، ومركز للدراسات والبحوث، وهذا سيساعد كثيراً في التقليص من الحالات، وأيضا عدد السعة السريرية التي هي الآن عشرون سريرا، كما تحتاج الوحدة إلى توسعة، لكون عدد المرضى متزايدا حيث يأتون إلينا من عدد من المحافظات".

وتابع: «بالإضافة إلى ذلك لدى المؤسسة مشروع إقامة مركز أورام في عدن، وبهذا نحتاج توسيع الأرضية التي نحن موعودون بها.. وأثناء زيارة الفنانة حنان ترك لليمن التقت بالمحافظ وقد وعدنا المحافظ في توسيع مساحة الأرضية إلى عشرين ألف متر مربع، وذلك لإقامة مركز أنموذجي للتخفيف من معاناة المرضى في سفرهم إلى صنعاء».

واستطرد قائلاً: «هناك أدوية قيمتها تصل إلى ثلاثة آلاف دولار، والمؤسسة لا تستطيع أن تتحملها، باعتبار أن المؤسسة تريد أن تستمر، لهذا نحن نشرك جميع الجهات معنا مثل الجهات الحكومية وأهل الخير والبيوت التجارية.. فهناك بعض العلاجات تصل قيمتها إلى 650 ألفا من قيمة مجموعة جرعات يحتاجها المريض، وهذا مبلغ مهول».

واختتم حديثه قائلا:ً «نحن هنا نقول للجميع علينا أن نتعاون معا لمساعدة هؤلاء المرضى، فنحن عندنا مشروع الاستقطاع الشهري، وهو أن يتم استقطاع مائة ريال شهرياً من كل موظف في الدولة لصالح مرضى السرطان، وسيساعدهم ذلك كثيراً، وذلك من خلال إجراء الفحوصات، وسنقيم مركزا للفحص المبكر الذي سيستفيد منه أيضا هؤلاء الذين سيدفعون المائة الريال، ويجب أن يكون الفحص المبكر ثقافة شائعة لدى الجميع، ويجب أن تكون هناك توعية للجميع بهذا المرض، ونحن نريد تعاون الجميع وتبرعاتهم لدعم المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان - عدن، على حساب بنك التضامن الإسلامي رقم (5000)».

وحدة الأمل بعد الإصلاح
وحدة الأمل بعد الإصلاح
لايمكن الإنكار بأن السرطان ينتشر بشكل مخيف للغاية في الإطار المحلي، حيث تشير إحدى الإحصائيات الطبية الحديثة، التي نشرها موقع الموسوعة الصحية إلى أن حالات الإصابة بمرض السرطان ترتفع بمعدل 22 ألف حالة إصابة سنويا، مخلفاً مأساة على أسرهم وذويهم.. كما تشير الإحصائيات أيضا إلى أن %40 من المرضى يتمكنون من التشافي، في حين %60 منهم يلقون حتفهم.

وتعد أرقام الإصابة بالسرطان مهولة، وعلى الرغم من ضخامتها إلا أنها أقل بكثير من الحقيقة، إذا ما أدركنا أن المجتمع اليمني ريفي بتكوينه، يخيم عليه الجهل والفقر، وأن عددا من الريفيين يموتون بعيدا عن أروقة المستشفيات، إضافة إلى ذلك أن هذه الأرقام لم تسجل إلا بعد أن تم إنشاء المركز الوطني للأورام في 2004م.

كما ذكرت الموسوعة «أن الأورام السرطانية تتنوع وتتعدد أسبابها ومسبباتها، القلة منها أصبحت معروفة للأطباء، والأكثر ماتزال غامضة ويصعب الكشف عنها، نظرا لضعف وسائل التشخيص».. ويكشف تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان «أن سرطان الدم يمثل في اليمن ما نسبته %9.8، يليه سرطانات الجهاز الهضمي بنسبة %8.13، ثم سرطان الفم واللثة بنسبة %7.10، وهذا النوع ينتشر في محافظة الحديدة التي يقبل أبناؤها على تعاطي الشمة (التبغ المطحون)، يأتي بعد ذلك سرطان الغدة اللمفاوية بنسبة %5.7، وسرطان الثدي بنسبة %4.10».من المعلوم أن السرطان أنواعه مختلفة تصيب أعضاء وأنسجة مختلفة من الجسم، ومن ضمن هذه الأنواع المختلفة ما يسمى بـ (سرطان الدم) وهو مرض خبيث يصيب الخلايا المكونة للدم والموجودة في النخاع العظمي، وهو بحد ذاته ينقسم إلى أربعة أنواع أساسية تختلف في وسائل علاجها وأيضا مقدار استجابتها للعلاج.. إلى جانب ذلك هناك الأورام الليمفاوية التي يمكن اعتبارها أيضا سرطانات مرتبطة بالدم، حيث إن الخلايا الليمفاوية والعقد الليمفاوية تمثل وحدة واحدة من خلايا الدم والنخاع العظمي (المنتج للدم)، وبدورها الأورام الليمفاوية تنقسم إلى أمراض مختلفة، ويمكن اعتبارها بشكل مبسط مكونة من ثلاثة أمراض أو مجموعات مرضية هي مرض (هودجكن -Hodgkin's disease - الورم الليمفاوي) من نوع غير هودجكن Non- Hodgkin's lymphoma , الورم النخاعي أو النقوى المتعدد)، وعلى الرغم من هذا التقسيم نلاحظ فوارق بيولوجية وعلاجية بين الأنواع الدقيقة المختلفة، خاصة تلك التي تجتمع تحت ما يسمى بالأورام الليمفاوية من نوع غير هودجكن. إلى هنا نكون قد انتهينا من سطور هذا التحقيق، ولكن عهداً علينا أن نواصل نقل معاناة مرضى السرطان، وأن نستمر في تقديم تحقيقات أخرى في ما يخص هذا المرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى