17 قتيلا في انفجار سيارة مفخخة في دمشق ..مقتل عميد في الجيش وابنه وانباء ان المنفذ عراقي

> دمشق/بيروت «الأيام» أ.ف.ب/د.ب.أ:

>
اثنان من الجرحى المدنيين السوريين في المستشفى أمس
اثنان من الجرحى المدنيين السوريين في المستشفى أمس
قتل 17 شخصا واصيب 14 اخرون بجروح في اعتداء نفذ بواسطة سيارة مفخخة صباح امس في دمشق في اعنف هجوم تشهده سوريا منذ ثمانينات القرن الماضي.

وقال مصدر اعلامي مسؤول نقلت تصريحه وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان «سيارة مفخخة انفجرت في الساعة 45،8 صباحا في شارع المحلق الجنوبي لمدينة دمشق في منطقة مزدحمة بالمدنيين المارة قرب مفرق السيدة زينب ما ادى الى وفاة 17 شخصا من المدنيين وجرح 14 اخرين».

واضاف المصدر ان «كمية المتفجرات في السيارة يقدر وزنها بـ 200 كغ» موضحا ان «وحدة مكافحة الارهاب المركزية تولت التحقيقات للتوصل الى هوية الفاعلين».

وقال شهود عيان ان الانفجار وقع قرب مركز امني عند مفترق يؤدي الى مطار دمشق الدولي وضاحية السيدة زينب.

ولم يعرف على الفور من كان مستهدفا من وراء الاعتداء.

وصرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم لقناة (العربية) الفضائية من نيويورك انه «عمل ارهابي اجرامي (...) جرى في منطقة مكتظة بالسكان».

واضاف «مثل هذه الاعمال الارهابية اصبح اكثر انتشارا ويصيب كل دول العالم (... ) ندين دائما هذا الارهاب ونطالب بمعالجة اسبابه»، مؤكدا انه «بعد سنوات من الحرب الاميركية على الارهاب اصبح الارهاب اكثر انتشارا».

وشدد المعلم على ان «الامن في سوريا سيبقى ساهرا على امن المواطنين».

وكان وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد قال في تصريح تلفزيوني ان انفجار السيارة المفخخة هو «عملية ارهابية» من دون اتهام اية جهة معينة.

واضاف عبد المجيد «واضح انها عملية ارهابية استهدفت منطقة مزدحمة، والمكان المستهدف طريق عام بين مطار دمشق وتحديدا مفرق السيدة زينب ومنطقة القزازين، وهناك عدد كبير من القادمين والمغادرين، وللاسف الضحايا كلهم مدنيون»، وتابع «لانستطيع ان نشير الى جهة معينة، لكن التحقيقات ستوصلنا للفاعلين»، موضحا ان السلطات الامنية «بصدد التحقيق، وتقوم به الآن وحدة مكافحة الارهاب لايجاد الفاعلين».

وهذا الاعتداء هو الاكثر دموية في سوريا منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث كان الاخوان المسلمون ينفذون اعتداءات دامية.

وشهدت سوريا في الاشهر الاخيرة عمليات اغتيال وحوادث امنية.

ففي اغسطس الماضي اغتيل العميد محمد سليمان المسؤول الامني لمركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا.

واكدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد ان تحقيقا فتح في الاغتيال.

واتى اغتياله بعد ستة اشهر على اغتيال عماد مغنية احد كبار قادة حزب الله اللبناني العسكريين في 12 فبراير في دمشق في انفجار سيارة مفخخة.

الاضرار التي لحقت بالسيارات جراء الانفجار
الاضرار التي لحقت بالسيارات جراء الانفجار
واتهم حزب الله اسرائيل باغتياله الامر الذي نفته الاخيرة.

الانفجار كان بسبب سيارة ملغمة بـ 200 كيلو غرام من مادة الديناميت

وقالت صحيفة «الخليج» الصادرة اليوم الاحد «ان الانفجار كان بسبب سيارة ملغمة بـ 200 كيلو غرام من مادة الديناميت في العاصمة السورية دمشق.

وأوضحت مصادر أمنية سورية أن الدلائل تشير إلى أن الإرهابيين كانوا يستهدفون إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا بين صفوف المدنيين، ما أكده عدد من سكان المنطقة الذين التقتهم «الخليج»، حيث أجمعوا على أن ما حاولت بعض وسائل الإعلام ترويجه عن أن المستهدف كان مركزا أمنيا عار عن الصحة، لأن المركز الأمني يقع على الجهة المقابلة، على بعد مئات الأمتار من مكان وقوع التفجير، وهو محصن جيدا ويصعب الوصول إليه.

وأوضح عدد من شهود العيان أن المنطقة التي وقع فيها التفجير يتجمع فيها كل صباح عدد كبير من العمال بانتظار الحافلات التي تقلهم إلى أعمالهم، كما توجد العديد من المعامل والمنشآت الاقتصادية والتجارية الكبيرة.

وذكر شاهد رافضا ذكر اسمه أن قريبا له هو عميد في الجيش العربي السوري وابنه تصادف مرورهما في المكان قتلا في الانفجار.

من جهة أخرى، استنكر المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا علي صدر الدين البيانوني التفجير، معتبرا انه «اعتداء على أبرياء لايمكن تبريره».

ودان المرصد السوري لحقوق الإنسان الانفجار، مطالبا السلطات السورية بالتعاون مع كل القوى الديمقراطية للتصدي لأي «مخطط إجرامي يستهدف سوريا».

وفي ردود الفعل، دان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعتداء دمشق.

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية ان «رئيس الجمهورية يدين بحزم الاعتداء الوحشي والاعمى الذي وقع أمس في جنوب دمشق واسفر عن اكثر من 17 ضحية مدنية».

واوضح البيان ان «رئيس البلاد يؤكد لسوريا تضامن فرنسا الكامل في مكافحتها الارهاب.

ويذكر بالتزامه الحازم من اجل السلام والاستقرار في الشرق الاوسط».

وفي نيويورك، دانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الانفجار، معتبرة انه «يثير القلق».

المحلات التجارية بعد الانفجار أمس
المحلات التجارية بعد الانفجار أمس
وقالت رايس قبيل لقائها في نيويورك الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي «علمت هذا الصباح (أمس) بوقوع اعتداء في سوريا».

واكدت ان «اي عمل متطرف من الطبيعي ان يثير القلق»، موضحة انها تجهل تفاصيل الاعتداء.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية غوردن دوغويد اعلن في وقت سابق ان بلاده تدين الانفجار، موضحا انه تم اغلاق القسم القنصلي في السفارة الاميركية في دمشق حتى 30 سبتمبر امام الجمهور، مع استمرار «تقديم الخدمات الطارئة الى المواطنين الاميركيين».

ودان مجلس الامن الدولي أمس الاعتداء وطالب باحالة المسؤولين عنه الى القضاء.

واعلن سفير بوركينا فاسو ميشال كافاندو رئيس المجلس لهذا الشهر للصحافيين ان الدول الاعضاء الخمس عشرة «دانت باشد التعابير» هذا الاعتداء.

من جهته، دان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند «من دون تحفظ» الاعتداء في سوريا، مشددا على ان ليس له ما يبرره.

وقال الوزير البريطاني في بيان ان «الهجمات بالقنبلة اليوم (أمس) في دمشق تشكل تذكيرا مأساويا بسيادة الارهاب وبتصميم البعض على قتل اناس ابرياء لتحقيق اهدافهم».

وفي بروكسل، دانت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي «بشدة» انفجار دمشق، ودعت في بيان الى «كشف ملابسات هذا العمل الارهابي وملاحقة منفذيه واحالتهم للقضاء».

وفي مدريد، قالت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان ان «حكومة اسبانيا تدين بشدة الاعتداء الارهابي هذا الصباح (أمس) قرب دمشق وتعرب (...) عن تضامن اسبانيا مع السلطات والشعب الصديق في سوريا».

وفي روما، قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في برقية تعزية بعث بها الى المعلم «مع تكرار تصميمنا على تعزيز الالتزام المشترك بالتصدي للارهاب، اود ان اعبر عن ادانتي الشديدة لهذا العمل العنفي غير المبرر وعن تضامننا مع الشعب السوري».

وفي عمان، اكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني «تضامن الاردن مع سوريا لتجاوز آثار هذا المصاب الاليم».

وفي بيروت، عبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن استنكاره للانفجار، مبديا تضامنه معه «في مواجهة الارهاب».

ودانت الامارات العربية المتحدة والكويت ومنظمة المؤتمر الاسلامي «العمل الارهابي» الذي استهدف صباح أمس العاصمة السورية، واكدت تضامنها مع سوريا وتعاطفها مع الضحايا.

وتحدثت طهران عن عمل «ارهابي ولا انساني» وقدمت تعازيها.

وفي لندن، طالب المرصد السوري لحقوق الانسان الحكومة السورية بـ«الانفتاح على كل القوى الديمقراطية في سوريا من اجل الوقوف في وجه اي مخطط اجرامي يستهدف البلد (...) وبتقديم الجناة الى محاكمة علنية امام الشعب السوري».

تقرير: منفذ تفجير دمشق انتحاري عراقي

وذكر موقع إخباري لبناني أن تفجير السيارة الذي وقع في العاصمة السورية دمشق أمس نفذه انتحاري عراقي ينتمي لتنظيم القاعدة.

ونقل موقع (لبنان الآن) على الانترنت عن مصادر سورية مطلعة قولها إن الانفجار الذي هز العاصمة السورية أمس «نفذه انتحاري عراقي يعتقد أنه من عناصر (تنظيم) القاعدة».

وأضافت المصادر أن «المعلومات تفيد بأن الانتحاري كان قد دخل الأراضي السورية منذ فترة بسيطة وأجرى سلسلة اتصالات بعناصر القاعدة الموجودين في سوريا».

وأكدت المصادر تكهنات سابقة بأن الهجوم كان يستهدف منشأة أمنية تقع على الطريق المؤدي إلى مطار دمشق.

ونقل الموقع الإخباري الذي يعتقد أنه قريب من الأغلبية اللبنانية المناهضة لسوريا عن المصادر أن «الهجوم الذي كان يستهدف مقرا أمنيا موجودا في المنطقة التي وقع فيها الانفجار، إنما هو رسالة موجهة إلى السلطات السورية التي تمارس ضغطا كبيرا في الآونة الأخيرة على شبكات القاعدة في سوريا، خصوصا بعد الانفتاح السوري الأخير على الغرب، وفي مقدمته فرنسا، بالتزامن مع المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة، إضافة إلى التجاوب السوري مع الدولة العراقية وقرار دمشق فتح سفارة لها في بغداد».

وأضافت المصادر أن «هذه العملية الانتحارية تنبئ بأن تنظيم القاعدة حول الأراضي السورية من أرض نصرة إلى أرض جهاد».

وقال الموقع مستندا إلى المصادر إن «أجهزة الأمن السورية باشرت بعد الهجوم مباشرة حملة دهم واعتقالات، ألقي القبض خلالها على أكثر من خمسة وثلاثين شخصا معظمهم من الجنسية السورية وبعضهم من جنسيات عربية».

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن القنبلة، التي انفجرت بالقرب من مبنى للأجهزة السرية، كانت تستهدف مسئولا رفيع المستوى بالمخابرات كان في المبني وقت وقوع الانفجار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى