ياوزير الكهرباء .. الشمايتين تحت جنح الظلام !! .. أيام وليال بين فكي التردد والانقطاع الطويل

> «الأيام» محمد العزعزي:

>
مصدر الطاقة
مصدر الطاقة
تحظى الشمايتين بتعز بنصيب وافر من الظلمات بشكل غير مسبوق ويعاني الإنسان من ترد خدمي مخيف في كل المجالات ومنها تكدس النفايات في الشوارع والحارات وانقطاع التيار الكهربائي ليلا ونهارا بمظاهر قاسية من الحرمان والقهر ، وبرزت مشكلة الظلام بوضوح في أحاديث الناس بلا استثناء، ويرى الكثيرون أن العجز الدائم والمستمر فضيحة أسقطت بريق الكهرباء بالانقطاعات المتكررة وتعطيل الحرفيين عن أعمالهم وأعطاب الأجهزة المنزلية حتى تعالت الأصوات من المآذن عبر مكبرات الصوت تدعو على القائمين والمسؤولين بالويل والثبور فيما آخرون اعتبرها استلابا لحرياتهم وأموالهم بوصفها ركيزة اقتصادية أداة نور وتنوير وتغيير.. ومع ازدياد صيحات الاستنكار رصدت «الأيام» معاناة الأهالي لإيصالها إلى الجهات المسؤولة .. فهل ترى النور للحد من نشر الظلام في شهر العتق رحمة بالغلابى !

خيبة أمل :

>صبري عبدالرحمن الحناني (مقهى انترنت) قال لـ«الأيام»: «عند انقطاع الكهرباء يعني هذا قطع أرزاق الناس وعطب الأجهزة وزعل الزبائن لانقطاع تواصلهم بذويهم فنشعر بخيبة الأمل ونتعرض لخسائر متعددة منها : التزامات سداد فواتير الهاتف والانترنت والكهرباء وشراء وقود مولد الكهرباء وإصلاح الأعطاب»، وأضاف: «لامانع من الترشيد أسوة بالمدن لفترة قصيرة، لكن العيب الانقطاع أربع مرات لكل منها ثلاث ساعات وهذا يفقدنا الصواب وتخسر البلد سمعتها عند ارتياد الإخوة العرب والأجانب للمقهى» .

تضررت محال الحرف اليدوية بشكل كبير وفي هذا الصدد قال سلطان عبدالله المقطري (ورشة نجارة): «انقطاع التيار الكهربائي يسبب خسارة فادحة فيتعطل العمل ونتحمل أجور العمال وتتأخر الأعمال التي نستلمها ما يؤدي إلى إشكاليات مع الزبائن .. وتردد التيار يتلف المعدات والمكائن والمناشير التي تعمل بطاقة عالية ولم أستطع شراء موتور كهرباء فسعره باهظ الثمن».

> وفي هذا الصدد قال عبدالرحمن الأديمي (سمكري سيارات): «تكرار الانقطاعات الكهربائية يعني قطع أرزاقنا ونحرم أطفالنا شفوت رمضان إلى جانب تأخير العمل فندخل بمهاترات مع مرتادي الورشة وأطالب وزارة الكهرباء بحلول عملية كونها المسؤولة عما نحن فيه من الشتات وجرح الصيام».

> إلى ذلك تحدث بائعو الملابس الجاهزة بألم وحسرة فقال سلطان الزريقي: «تكرار الانقطاع ليلا في رمضان عدة ساعات سبب كثرة المشاكل للباعة أهمها : إتلاف مصابيح الضوء واستبدالها بجديدة وعندما نستخدم مولدا صغيرا للإضاءة نخسر قيمة بترول 600 ريال يومياً فالانطفاء ليلا غير مناسب وتصاب النساء بالخوف من الشوارع المظلمة وتقل المبيعات». واستطرد قائلا : «ماجدوى إمداد القرى بمصابيح الإضاءة والتربة ماتزال غير مكتفية بالطاقة والشوارع تضاء أعمدتها نهارا بسبب تلف الخلايا الضوئية وتنطفئ ليلا لانعدام التيار».

>وأضاف عبدالحكيم عبدالله (لحام حديد) قائلا: «الكهرباء نمر من ورق .. تمارس كتم الأنفاس وحرمان الناس من نعمة الطاقة وتسبب لأرباب المحال إحراجاً مع الزبائن فلا تنجز الأعمال بمواعيدها المحدودة والعجيب أن ندفع فاتورة الكهرباء بحدها الأدنى 1500 ريال وقيمة الاستهلاك حدث ولاحرج ورسوم نظافة وتحسين في المشمش ومع المعاناة اضطررت لشراء مولد كهربائي زادت عليه الحمولة فأصيب بالعطب وإصلاحه يحتاج مبلغاً كبيراً فمن يعوضنا ياوزير الكهرباء أنت الخصم والحكم».

> وزاد سليمان جميل (خياط) بقوله : «تنطفئ (النووي) فنتعطل وتتوقف مكائن الخياطة (وتتلخبط) المواعيد وغريب رمضان هذا العام كثرة الانقطاعات في موسم انتظرناه بفارغ الصبر، لكن الكهرباء أصابتنا بخسارة عظيمة وعلينا التزامات أسرية وإيجارات وديون لتجار الأقمشة وهذه مشكلة المشاكل».

البرق والمحولات في القرى :

«الأيام» انتقلت إلى عزلة العزاعز فقال المواطن مازن ردمان حميد : «تفرض مؤسسة الكهرباء اشتراكات كبيرة على المواطنين بلغت 45 ألف ريال مع الأسلاك فلا يستطيع الفقراء دفعها وتعاني القرى التي وصل لها التيار من الانقطاع المتواصل للكهرباء ليلا ونهارا وبالتوسع العمراني في العزل والقرى فالمحولات الصغيرة لا طاقة لها بتحمل أعباء الزيادة فزاد الانطفاء وعند احتراق المحولات جراء البرق تظل على ماهي عليه فترة طويلة نتيجة الإهمال وعدم الصيانة، ويتحمل الأهالي تكاليف الإصلاح وهذا الشأن يخص المؤسسة ولا دخل لنا فيه، كما إن عدداً كبيراً من قرى العزاعز مازالت محرومة من الكهرباء رغم العناء».

وفي استطلاع لـ«الأيام» مع أرباب البقالات أكد جميعهم أن عملية انطفاء الكهرباء لساعات طويلة «تؤدي إلى خسائر مادية فادحة منها عطب بعض المواد الاستهلاكية المجمدة التي يجب أن تحفظ باردة مالم فإنها تتلف وهذا يكلف بحد ذاته الاستغناء عنها نظرا لعدم صلاحيتها فمن المسؤول عن ذلك ».. من جهة أخرى شكا أصحاب الصيدليات قائلين :«لقد تضررت الأدوية وتحديداً ماتحفظ في ثلاجات التبريد لحفظها كالأنسولين واللقاحات وما إلى ذلك فإنها تفسد فهل من حلول وإلى متى سيستمر هذا العبث بمقدرات ومكتسبات وأرزاق الناس فمتى نفهم !».

حوش الكهرباء
حوش الكهرباء
الصلاة ومكبرات الصوت :

بعض المساجد مزودة بأماكن للنساء لأداء الصلاة وعند انطفاء الكهرباء ينقطع الصوت والضوء عنهن فيحرمن من أداء هذه الشعيرة ويشعرن بالخوف أثناء عودتهن إلى المنازل ويزيد سخط ربات البيوت عند انعدام الضوء أوقات الفطور والسحور وبين المغرب والعشاء.

دعاء المساجد :

عند كل انقطاع للتيار الكهربائي تتعالى الأصوات من مآذن المساجد عبر مكبرات الصوت التي تعمل بالبطاريات بالدعاء والويل والثبور وعظائم الأمور على القائمين والموظفين بالكهرباء كقول أحدهم: «اللهم أهلك إدارة الكهرباء واقطع أيدي المسؤولين يا أبناء الشمايتين حاكموهم الى متى الصمت » .. كما علمت «الأيام» أن 30 مواطناً في التربة ينوون مقاضاة مؤسسة الكهرباء بعد عيد الفطر لإتلافها أجهزتهم .

غضب عارم :

بدت النظرة سوداوية تجاه الكهرباء بوضوح فاختفى بريقها لدى عامة أرباب المحال التجارية خاصة وفي هذا الصدد قال علي محمد سعيد (حلاق):«الكهرباء أصبحت جرحا لا يندمل ومشكلة بلا حل .. أشعر بالحرج مع الزبون إذا انطفأت أثناء حلاقته وباختصار الانطفاء قطع أرزاق.. ويعلم الله كيف سيكون الحال مع قرب العيد .. أرجو من مؤسسة الكهرباء مراعاة المواطنين الغلابى». .

وفي سياق متصل أردف عبدالباري عبدالله (بائع عطور) قائلا : «يؤدي انقطاع التيار الكهربائي إلى مشاكل عظيمة منها خوف النساء إذا خرجن إلى الأسواق ليلا وينعكس سلباً على محلات العطور وأدوات التجميل فاضطر لتشغيل مولد وأهدر يومياً 500 ريال بترول ويعتبر رمضان شهر تغطية مصاريف العام». وأضاف : «إنا لله وإنا إليه راجعون فالشكوى لغير الله مذلة».

ومضة عيدية :

يستمد الإنسان الضوء من الكهرباء ليلا فهي المصدر الأول وليس الأخير ويظل المسكين بين فكي رحى التردد والانقطاع الطويل ومن المتوقع استمرار المعاناة حاضرا ومستقبلا في ظل تزايد الطلب عليها لإحداث تنمية فعلية في البلاد.

وعلى وزارة الكهرباء إيجاد حلول عاجلة لسد احتياجات المواطنين من أجل التقدم المنشود، لكن الظلمة تلقي بنفسها على الواقع الأليم فلا يرى الأهالي بارقة أمل للاستفادة من هذه النعمة، فالآمال مشروعة وعلى المسؤولين إيجاد البدائل لكي نلحق بالعصر أو نبقى في خسر ونظل في دائرة الظلمة وندفع فاتورة الظلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى