> «الأيام»علوي بن سميط:

الطيالة في شبام أول أيام العيد
الزينة وتجمع الناس في موكب واحد موحد في أكبر ساحات شبام في مظهر قلما نراه إلا في يومين من كل عام.
أول أيام عيد الفطر وأول يوم من أيام عيد الأضحى.. الجموع تجتمع عقب صلاة العيد بمسجد جامع شبام، فيما تنتظر فرقة (الطيالة) تحت المسجد، أما الفتية والكبار وكل الذين أدوا صلاة العيد في الجامع أو خارج أسوار المدينة التاريخية.. فإنهم يسيرون خلف الطيالة، وهي تدق على أدواتها بإيقاعات ظلت كما هي من سالف الزمان.
الموكب مهيب والألوان الزاهية لثياب العيد وزغاريد النسوة والروائح الزكية تعبق الشوارع وتلونها، تمرق الجموع لتحتضنهم سرحة الحصن، وتبدو البيوت الطينية العالية التي تطل على هذه المواكب مبتسمة بهذا الجمع.

ساحة الحصن في العيد عام 1937
هذه العادة القديمة ظلت بالنكهة ذاتها والفرحة تغمر الجميع، ولكن الطيالة منذ ما يزيد على الربع قرن ونيف، تقود الناس ولم يعد يتقدمهم الحاكم أو السلطان.. في الساحة تتوقف الطيالة وتشرع في دقات رقصة البرع اليافعية، وتؤدى إلى اليوم بفقرات قصيرة ولكن من دون جنابي.
من العام الماضي شكل مجموعة من الشباب المتطوعين فرقة أخرى تمثل (عسكر زمان) محاكاة لماض ذهب، وهو الجند الذي يتقدم الحاكم أو السلطان كل عيد عند ذهابه لأداء الصلاة في الجامع.
هذه الفرقة أعادت مظهرا آخر من زينة العيد ومشاهد زمان، فارتدوا ما كان يرتديه الأسبقون، وساروا من تحت الجامع وحتى ساحة القصر- الحصن- على دقات شبه عسكرية، ووضعت البنادق القديمة على أكتافهم.

ساحة الحصن في العيد عام 2008
فرقة اليوم التي تحاكي الأمس لا تطلق النار إلا أنها تصور مشهدا لمن لم يروه.. بعد كل هذا ينفض الناس ويتوجهون فرادى وجماعات إلى بيوت المدينة التي لا توصد أبوابها أمام المعايدين والمهنئين بعيد الفطر المبارك في مظهر آخر يسمى (العواد)، وترحب البيوت بزائريها ويهدى للأطفال عيديتهم.

الفرقة العسكرية المقلدة يحيط بها الأهالي
في أحد الطرقات قعد أحد كبار السن على دكة بمدخل منزل ليأخذ قسطا من الراحة بعد أن صعد أكثر من 225 (رقده) عبارة عن درجة من درجات السلالم أو الرقاد باللهجة العامية كي يعاود في عدة منازل جلس ليعاود مرة أخرى، وقد يصعد أكثر من هذا العدد حتى يقدم تهانيه، ومع هذا يقول إنه يشعر براحة تامة، وهو يصعد منازل أقاربه العالية.

الأهالي بساحة الحصن أول أيام العيد