> «الأيام» د. أحلام هبة اللـــه علي :

التغذية :الغذاء أساسي لحياة الطفل بشكل عام والطفل المصاب بالشفة الأرنبية بشكل خاص، لأنها المشكلة الأولى والكبرى التي تواجه القائمين على رعايته في المستشفى وفي المنزل، ودرجة حدتها تختلف من حالة لأخرى، ففي حالة الشفة الارنبية الجزئية أو شق الحنك الرخو البسيط قد لا يكون هناك صعوبة في إمساك حلمة الأم أو المرضعة أو الرضاعة، ولكن المشكلة تظهر في حالة شق الحنك الكامل، حيث تكون هناك فتحة كبيرة بين الفم والأنف، مما يؤدي لعدم المقدرة الكاملة على الإمساك بالحلمة، وعدم القدرة على المص والبلع، كما قد تؤدي عملية الرضاعة إلى دخول الحليب والسوائل إلى منطقة الأنف وفي بعض الأحيان رجوع الحليب من الأنف، تلك المشاكل يمكن التغلب عليها أو الإقلال من تأثيراتها من خلال اتباع بعض أساليب التغذية والنصائح التالية :

1- استخدام الصفيحة الأكريلية للمصابين بشق الحنك التي ستساعد الطفل على الرضاعة وستمنع خروج الحليب والسوائل من الأنف لأنها تشكل عازلا بين فتحتي الأنف والفم.

2- الصبر والتروي عند إرضاع الطفل وفي الوقت نفسه عدم زيادة مدة الرضعة الواحدة عن 30 دقيقة لأنه يؤدي إلى إجهاد الرضيع.

3- التدريب الجيد للأم سوف يساعد على تغذية الطفل.

الرضاعة:

عزيزتي الأم ، الرضاعة هي السلوك الأول للوليد ، إذ إن نشاطات المص والبلع هي نتيجة لتنسيق حركات الشفتين واللسان والخد والحنك، ويكون الاكتساب المبكر لحركات التغذية الفعالة والمتناغمة هذه مهما ليس لنمو الجسم فقط، ولكنه مهم أيضا لتطوير المهارات الفمية التي تعد مهمة لتطور وظيفة الفم والكلام في وقت لاحق. تعلمي قدر ما تستطيعين عن الشق حتى يمكنك التخلص من أية مخاوف وهموم غير ضرورية ، لا تقلقي بشأن إلحاق الأذى بالشفتين واللثة، فالشق ليس جرحا ، كما أنه غير مؤلم لدى اللمس ، وهذا ضروري إذ إن الأم المسترخية ستطعم طفلا مسترخيا، وتحتاج كل طريقة للرضاعة إلى إرشاد وإشراف دقيقين .

الإرضاع من الثدي:

يمكن لكثير من الأمهات اللواتي رزقن بأطفال يعانون من شقوق أن يرضعن أطفالهن بصورة ناجحة ، ومن المهم تشجيع الرضاعة من الثدي كمسألة مبدئية ، كما أن من المهم منح الأمهات المهيئات للإرضاع فرصة القيام بذلك بعد الولادة مباشرة، ومساندتهن بعد ذلك أيضا .

إن الأطفال الذين يعانون من الشقوق قادرون على التعلم ؛ فهم يتعلمون خلال بضعة أيام أو أسابيع مص الثدي للحصول على الحليب باستخدام عضلات اللسان التي تتزايد قوتها باستمرار ، وكذلك باستخدام وظيفة اللثة والحنك .

لتعلمي عزيزتي الأم بأن الرضاعة الطبيعية من الثدي لها الكثير من الفوائد والمميزات لك ولطفلك، منها:

1- توفير المناعة ضد الالتهابات التي عادة ما يصاب بها طفلك نتيجة للشق الموجود.

2- الأجسام المضادة التي تنتقل إلى طفلك عن طريق الرضاعة الطبيعية تساعده كثيرا في تحمل العمليات الجراحية التي يحتاجها لعلاجه.

3- حليب الأم لا يسبب أية تهيجات أو تحسس للغشاء المخاطي للفم والأنف عند خروجه منهما على عكس الحليب البديل.

4- الرضاعة الطبيعية تؤدي الى تقوية عضلات الوجه والفم الأمر الذي يجعل نموهما طبيعيا في المستقبل.

5- ثدي الأم أكثر مرونة من أية قنينة ويتشكل على الفم والشفتين. ويستطيع طفلك أثناء الرضاعة منه التحكم والسيطرة على مجرى الحليب حتى لا يخرج من الفم.

الإرضاع من القنينة :

إذا لم تستطيعي عزيزتي الأم إرضاع طفلك رضاعة طبيعية واخترت الإرضاع من القنينة فإننا نشجعك على إرضاع طفلك بهذه الطريقة في أسرع وقت ممكن والإرضاع الصحيح هو بصفة أساسية مماثل لإرضاع اي طفل آخر، والمشكلة الوحيدة هي الصبر والتروي ، ويجب أن تكون عادات الأكل لدى طفلك هي عادات الأكل نفسها لدى أي طفل آخر ، ويمكن في مرحلة لاحقة تغذية طفلك بواسطة الملعقة.

كما ننصح الأمهات بشفط حليب الثدي وإرضاع الطفل من القنينة خلال الأشهر الأولى بعد الولادة حيث يستفيد الطفل صحيا من الإرضاع من الثدي لأن حليب الأم يعطي الطفل المناعة ا للازمة لمحاربة الالتهابات التي تصيب الأذن مثلا ونزلات البرد، أما الأمهات غير القادرات على ذلك ، فيمكنهن استخدام أي نوع من بدائل الحليب لإرضاع الطفل.

الوضع الجسماني للطفل والأم أثناء الرضاعة :

يجب حمل الطفل بحيث يكون رأسه مرفوعا ، احمليه بحب ولطف وصبر .

1- قد يستغرق إرضاع الطفل وقتا أطول قليلا بالمقارنة مع إرضاع طفل لا يعاني من الشق، ويوصى باستخدام حلمة خاصة كبيرة وطرية مع قنينة بلاستيكية طرية حتى يمكن ضغط القنينة وإدخال الحليب في فم الطفل ، ويجب ألا تكون فتحة الحلمة كبيرة إلى درجة كبيرة تجعل الحليب يستمر بالتدفق بسرعة عند قلب القنينة .

2- يجب حمل الطفل بشكل رأسي وبميلان 45-75 درجة، فذلك سوف يساعد على تقليل خروج الحليب إلى الأنف، كما يساعد على تقليل الترجيع المعدي.

3- حاولي أن يكون رأس الطفل منحنيا إلى الأمام، أي أن يكون الذقن أقرب للصدر، فذلك يساعد على سهولة المص ويقلل كمية الهواء التي يبلعها الطفل.

2- ضعي الحلمة على السطح الداخلي للخد باتجاه مؤخرة اللسان .

3- سيحاول الطفل مضغ الحلمة لإخراج الحليب من القنينة .

4- قللي كمية الحليب في الفم حتى يتمكن الطفل من التنفس والبلع، ويجب عليك الاستماع إلى الطفل ارضعيه بسرعة كافية حتى لا يتعب كثيرا .

4- احملي طفلك في وضع رأسي واربتي على ظهره لإخراج الهواء من معدته ، إذ إنه يبلع الكثير من الهواء نتيجة للصعوبة التي يواجهها في المص ، ولذا يوصى بالتوقف المتكرر أثناء الرضاعة لإراحة الطفل .

6- إذا ما دخل الحليب في الأنف عبر شق مفتوح في الحنك ، فيجب عليك إبطاء الرضاعة ، علما بأن الحليب الذي يدخل الأنف لا يلحق أذى بالطفل.

7- توقعي خروج الحليب من الأنف أو الفم خلال الرضاعة، ولا تفزعي من ذلك، وأعطي الطفل الفرصة للكحة أو العطس لإبعاد الحليب، قومي بتنظيف الفم والأنف بالمنديل، ثم أكملي الرضاعة مرة أخرى.

8- زيادة الوزن أسبوعيا هو المؤشر الحقيقي لحصول الطفل على ما يحتاجه من غذاء، الوزن المتوقع زيادته 10 جم يوميا (ما عدا الأسبوع الأول بعد الولادة).

إذا ما شرق الطفل (أي دخل الحليب في المجرى التنفسي) ، لا تقلقي ولا داعي للذعر واتبعي الآتي :

أ - أوقفي الرضاعة وضعي الطفل في وضعية الجلوس .

ب- امسحي الحليب عن أنف الطفل وابدئي بإرضاعه من جديد .

ج - أرضعي الطفل ببطء هذه المرة ، وتأكدي من أن الحليب لا يصطدم بمؤخر الحنجرة ، أما إذا ما استمرت المشكلة ، فيجب تبديل الحلمة بحلمة ذات فتحة أصغر .

نقاط مهمة يجدر تذكرها :

دائما شجعي طفلك على الشعور بأنه لا يختلف عن أي طفل آخر في الأسرة ، ولذلك لا تفرطي في تغذيته أو حمايته ، ولا تعامليه بصورة مختلفة عن أطفالك الآخرين ، وقد لا يكون لرغبة طفلك في عدم الأكل علاقة بالشق، إذ إن أذواق وعادات الأكل عند الأطفال تتغير مع تقدمهم في العمر ، لا تجبري طفلك على الأكل، فهو سيأكل حين يشعر بالجوع، استعملي دائما وجبات غذائية جيدة ومتوازنة .

وختاما عزيزتي الأم ننصحك بالتوجه إلى مركز الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك الواقع في كلية الطب والعلوم الصحية- فرع طب الأسنان منذ اليوم الأول لولادة طفلك كي تحصلي على العلاج المجاني الكامل لطفلك والإرشادات الصحية التي ستساعدك على تغذيته والتعامل معه والمحافظة على صحته كما ستحصلين على الإجابة المقنعة لكل الأسئلة التي تتبادر إلى ذهنك حول رعاية طفلك .

كما يود المركز هنا أن يعلن بأنه من ضمن النشاطات السنوية له سيصل الفريق الطبي الجراحي الألماني وللسنة الرابعة على التوالي إلى عدن في تاريخ 3 /11/2008 وحتى 18/11/2008 وذلك لإجراء العمليات الجراحية المجانية لكل المصابين بالشفة الأرنبية وشق قبة الحنك من مختلف الأعمار، وعليه يدعو المركز كل المصابين بهذه التشوهات التوجه إلى المركز للتسجيل وإجراء الفحوصات اللازمة للتحضير للعمليات الجراحية وذلك في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر 2008.

* رئيسة مركز الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك