ما هي منظمة (أطباء بلاحدود)؟

> «الأيام» الفونسوبير دو بيريز:

>
(أطباء بلا حدود) هي منظمة طبية لحالات الطوارئ، تعمل في أكثر من 70 بلدا من دول العالم، وتساعد ضحايا الحرب والعنف والأوبئة والكوارث الطبيعية، مثل اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وضحايا المجاعة في البلدان الأفريقية.

(أطباء بلا حدود) منظمة إنسانية محايدة نزيهة ومستقلة، وعملها ليس له دخل في السياسة أو الدين أو القبيلة، وهدفنا الرئيس هو مساعدة الناس بالطريقة الصحيحة.. ومنظمة (أطباء بلا حدود) ليست جزءا من الأمم المتحدة، وكذلك ليست جزءا من أية حكومة، وجميع القرارت التي تتخذها المنظمة تتم داخل المنظمة نفسها، دون أي ضغط خارجي.. ونسبة مواردنا المالية 100% من التبرعات الخاصة من جميع أنحاء العالم، مما يساعد على إبقاء عملنا محايدا ومستقلا ونزيها، وتعمل منظمة (أطباء بلا حدود) في اليمن في إطار اتفاق موقع مع وزارة التخطيط والتعاون، واتفاق تقني موقع من وازرة الصحة.

ماذا تفعل منطمة (أطباء بلا حدود) في أحور؟

إن عملنا في أحور هو القيام بمساعدة اللاجئين القادمين من الصومال وإثيوبيا وأقلية قليلة من الإريتريين، حتى الآن لم نر و لم يتم التواصل مع أي من المهاجرين النيجيريين في العيادات، فمعظم اللاجئين من أصل صومالي أو إثيوبي، معظمهم ممن هربوا من الحرب والصراعات الداخلية والمجاعة، وانعدام فرص العمل في بلادهم، ونرى أن من واجبنا مساعدة الشخص الهارب من هذه الظروف الرهيبة.

في كل عام نلاحظ الآلاف من الناس يعرضون حياتهم للخطر عند عبورهم خليج عدن.. إن الظروف التي يمرون بها في رحلتهم تكون رهيبة، وعلى كل جانب من العبور يكون هناك عدد من الموتى، ففي العام الماضي حتى منتصف ديسمبر وصل إلى السواحل اليمنية نحو 29.500 نازح، مع 1400 ما بين قتيل ومفقود، أما عددهم في هذا العام فهو تقريبا ثلاثة أضعاف العام الماضي، بسبب تفاقم الصراع في الصومال وإثيوبيا.

منذ افتتاح المشروع في أحور في سبتمبر 2007 تم تقديم المساعدات الطبية والإنسانية إلى أكثر من 10.000 لاجئ قادم إلى ساحل أبين وشبوة في اليمن، وتصل أعداد كبيرة من اللاجئين وهم في حالات سيئة جدا، ويروون قصصا مروعة عن رحلتهم ومصارعتهم للمخاطر للبقاء على قيد الحياة.

منظمة (أطباء بلا حدود) لها تاريخ طويل في اليمن.. فقد عملنا في اليمن ما بين عامي 1986 - 2002، وساعدت المنظمة حينها في تحسين تغطية التحصين في جميع محافظات اليمن الجنوبية، ودعم السلطات الصحية في محافظة إب، وتقديم المساعدة في محافظة صعدة.. منذ عام 2007 قررنا استئناف عملنا في اليمن وتركيز عملنا في أحور، لأن إلى سواحلها يصل اللاجئون القادمون من أفريقيا إلى اليمن.

دورنا في المساعدة في أحور يتركز في الآتي:

- توفير الرعاية الطبية والإسعافات الأولية، والمساعدة الإنسانية.

- توفير الرعاية لحالات الطوارئ، بمن فيها الحالات الشديدة والجرحى، وتقديم المشورة النفسية للاجئين الذين مروا بالتجارب المؤلمة خلال رحلتهم.

- الكشف المبكر والاستجابة لحالات الطوارئ، بما في ذلك احتمال تفشي الأمراض الوبائية.

- تقديم الدعم للمستشفى المحلي في أحور.. بالإضافة إلى كل ذلك، تقديم المساعدة الإنسانية عن طريق توزيع الأغذية والمواد غير الغذائية مثل الملابس ومنتجات النظافة الصحية والبطانيات.

من الذي يقرر حالة اللاجئ؟

بعد تقديم الخدمات الطبية يتم أخذ اللاجئين- من خلال جمعية لحقوق التضامن، التي هي الشريك المنفذ المحلي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين- إلى المفوضية في مركز العبور (ميفعة).. والمهام غير الطبية مثل التسجيل والغذاء والمأوى هي من مسئولية المفوضية وجمعية التكافل الاجتماعي.

ونود أن نشير إلى أن دورنا في هذه العملية هو طبي، ونتيجة لوجود فريق طبي من المتطوعين فنحن مجهزون تجهيزا كاملا للتعامل مع الاحتياجات الطبية للاجئين، وأنه ليس لدينا فعل شيء للرد على أي انتشار للأوبئة التي قد تنجم، بما في ذلك (الكوليرا) والأمراض المعدية الأخرى، ونحن أيضا نؤكد أن اللاجئين يغادرون مركز الاستقبال في أحور وحالتهم الصحية ممتازة، خالين من أية أمراض، لإبقاء السكان في أحور في حالة آمنة، ولكن نظرا لأننا فريق من الأطباء فليس لمنظمة (أطباء بلا حدود) دور في اتخاذ القرار بشأن وضع اللاجئين أو ما سيحدث لهم عندما يغادرون العيادات التابعة لنا في إحور، فإن هذا هو الالتزام في اليمن وغيرها من المنظمات الدولية، كل ما في وسعنا القيام به هو تقديم الدعم الطبي والنفسي للاجئين.

ما هو الدور الذي تقوم به المنظمة في التعامل مع جثث الموتى من اللاجئين؟

إن سكان أحور تاريخيا كان لهم دور كبير للغاية تجاه اللاجئين الذين وصلوا إلى سواحل المنطقة من توفير الغذاء والماء والمأوى لهم.

ونحن نحاول تخفيف هذا العبء عن سكان أحور عن طريق ضمان أن صحة اللاجئين جيدة عند ترحيلهم من مركز الاستقبال في أحور، بتقديم المساعدة الطبية لمن هم في حاجة إليها.

ولكن التحدي الأكبر هو مسألة ارتفاع عدد جثث الموتى التي تتواجد على الشاطئ، الموضوع الذي تناولته صحيفة «الأيام» في الأسبوع الماضي.. إن مسألة جثث الموتى مسألة حساسة، ومنظمة (أطباء بلا حدود) مدركة للمشكلة، ولكن هذا الموضوع يجب على السلطات المحلية أن تتكفل به، وبما أن منظمة (أطباء بلا حدود) ليست منظمة طبية يمنية، فلا يمكن لنا أن نتدخل في هذا الموضوع مباشرة، كما أن هناك إجراءات قانوينة محددة ينبغي اتباعها.

وبالإضافة إلى ذلك فإن منظمة (أطباء بلا حدود) لاتملك الخبرة في الإدارة عن مسألة جثث الموتى، كما أن خبراتنا صارمة في ما يخص الاهتمام بالحالات الطبية الطارئة.

نحن قلقون بشأن هذه المشكلة، لأننا تبرعنا على أساس منتظم بدفن الموتى في خمسة مساجد على طول الساحل، وقد تم الضغط على السلطات لاتخاذ إجراءات لحل هذه المسألة المهمة، وللأسف هذا كل ما كان مسموحا لنا بسبب الوضع القانوني في اليمن.

ونظرا للطف الشعب اليمني لما أبداه تجاه اللاجئين، لدينا دائما الرغبة في التنسيق مع جميع الهيئات التنظيمية لضمان أن تدار العملية بسلاسة ودون أية مشاكل إضافية.. ولهذا السبب تم ترتيب لقاء خلال شهر رمضان المبارك مع السلطات المحلية في أحور وممثلين من القرى الواقعة على الساحل ومختلف المنظمات العاملة في المحافظة، تم فيه توضيح الأدوار المختلفة للمعنيين جميعا بشأن قضايا التسجيل، والرعاية الطبية، ودفن جثث الموتى.

نأمل أن ذلك سيزيل الشكوك في ما تقوم به منظمتنا في أحور، ودور منظمة (أطباء بلا حدود الحدود) المحدد يتعلق باللاجئين الأفارقة القادمين إلى جنوب اليمن.. ونحن حريصون على أن يكون الحوار بشأن هذه المسألة وغيرها، ونرحب بأي نقد أو رد على أي شيء مذكور أعلاه.

ممثل المنظمة بالجمهورية اليمنية

منظمة (أطباء بلا حدود) الأسبانية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى