استراتيجية التعلم هي الأساس في تطور كرة القدم

> متابعات «الأيام الرياضي» وكالات :

>
أصبح من المستحيل أن تدافع بأي نوع من الإقناع عن تلك التعريفات الأساسية المعروفة التي تقر مثلاً أن أهم شيء في النهاية هو تحقيق الفوز، فهذا التعريف يحفظه الأطفال منذ نعومة أظافرهم.

هذا الأمر يشبه تعريف مفهوم فسيولوجي معروف يقر بأن أهم شيء من أجل البقاء علي قيد الحياة هو التنفس..هذا بالإضافة إلى تلك التصريحات السخيفة التي تقول بأن كرة القدم ديناميكية ورأسية، هذا التعليق وغيره من التعليقات الأخرى نسمعها بشكل مستمر من المدربين أو الصحفيين الذين ينظر إليهم على أنهم متخصصون في كرة القدم.

فالديناميكيات الوحيدة التي يمكن أن نجدها في كرة القدم هي الديناميكية التي يقدمها الفريق للكرة، أو الحركة الجماعية المستمرة بالكرة، أو التحرك السريع بالكرة الذي يسمح لفريق بالسيطرة على المساحات الخالية وكسب الوقت.. المساحة والوقت في التحرك بسرعة عبر المناطق المختلفة في الملعب: المنطقة التي تبدأ منها التحركات وتتطور فيها، مناطق التنفيذ أو التحديد..وتوجد جمل أخرى تشبه جملة «كرة القدم ديناميكية ورأسية» يصعب تعريفها هي الأخرى، فهناك من يقول أن كرة القدم رأسية أو أفقية أو سريعة أو بطيئة أو كبيرة أو صغيرة أو مباشرة أو غير مباشرة أو غيرها من أشياء عديدة أخرى.

أما الأمر المؤكد فهو أن مباراة كرة القدم يمكن مقارنتها بعمل سيمفوني يجب في المقام الأول، أن يكون ترجمة صادقة لعمل الملحن من حيث ضبط النغمة والالتزام بسرعة أداء المقطوعة واحترام نوع العمل سواء كان شديد السرعة أو بطيئاً، ومتى تحتاج المقطوعة إلي عزف منفرد هادئ، وهو ما يمكن استخدامه لوصف أداء ميسي، ومتي تحتاج للعودة إلى وتيرتها بسرعة، أي الأداء الجماعي في هذه الحالة.

لا تحتاج الكرة أن تلمس بقوة أو بهدوء، وإنما أن تلمس بشكل جيد، فالديناميكية لا تعني التحرك بقوة كالإعصار، كما أنها لا تعني التبختر وإنما نقل الكرة إلى شخص يقف عند الركن الآخر من الملعب، ولا يجب ربط الديناميكية بكبح السرعة أو زيادتها طوال الوقت،

وإنما التأكد من أن كل حركة يتم القيام بها تكون هي الحركة الصحيحة بالنسبة للموقف القائم ومدى تعقيده، أو بمعنى آخر هي المجازفة والفرصة والمبادرة والقرار وعنصر المفاجأة والانحراف عن المألوف أو المقرر، فكل حركة تدخل ضمن الاستراتيجيات وهي بخلاف الفنيات التي يمكن برمجتها، تخدم في إعدادنا لمواجهة الظروف غير المتوقعة.

أول شيء يجب أن يتشربه اللاعبون والفرق هو استراتيجية التعليم، وهنا يجب أن نخطط لترك مساحة للتطور والتنمية، وبداخل إطار الاستراتيجية، توجد برامج الفنيات، ولكن الحركة مرهونة بمدى تعقيد الموقف، ومن وجهة نظر المعرفة، فإن أفضل الاستراتيجيات هي التي تسمح لها بمواجهة غير المتوقع أو المجهول الذي، إن عاجلاً أو آجلاً، سيظهر علي السطح.

لذلك توخوا الحذر من بعض العبارات الطنانة، التي يشجع علي رواجها بعض النجاح الصغير الذي تحققه.

فالمجهود أمر لا يقبل التفاوض، والمجهود دائماً ما يرتبط بالمجهود البدني، وما لا يقبل التفاوض كذلك هو الأفكار (إذا ما ظهرت بالفعل) لأنها في الأساس يجب أن توضح ويتم الاتفاق عليها لا أن تفرض، إن الأفكار تتطلب قبل كل شيء آخر الالتزام.

وهذا الالتزام يرتبط بشكل مؤكد بالمجهود..ولكن ليس على نحو مبسط مثل «الكرة ولا شيء غير الكرة»، فيا له من مبدأ مبسط يمكن أن يتبع، فما هو مطلوب حقاً هو التزام متبادل باللعب، واحترام عمل جميع المشاركين معك، والوفاء بالالتزامات والتطوير واحترام الاحتمالات.

والواضح هنا هو أننا يجب أن تكون عندنا فكرة، ثم المعرفة والالتزام بالدفاع عن الفكرة، والقدرة علي نقل وتطوير استراتيجية التعليم التي تفوق بكثير مجرد «الكرة ولا شيء غير الكرة» أو «يجب أن نسجل أهدافاً» أو «يجب أن نفوز بأي ثمن» أو «يجب أن نركز على هدفنا» أو «لا نريد أي عوامل تشتيت».

هؤلاء الذين سبق لهم مزاولة كرة القدم في وقت ما يعرفون أننا لم نطأ أرض الملعب من قبل بأفكار مشتتة أو بأذهان يعوزها التركيز، فإذا حدث هذا الأمر، فهو يحدث دائماً لأن اللاعب يكون ضحية للخداع، لدرجة أن اللاعب قد يبدو في بعض الأحيان أبلها.

فالبراعة والمساحة المتوافرة في الملعب والوقت، هي العلامات التي تدل علي لاعب جيد أو فريق جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى