كلمات في الذكرى السادسة والعشرين لرحيل نجم فريق شباب التواهي والمنتخبات الوطنية الفقيد عبده اسماعيل

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:

> في 15 أكتوبر 1982م ، أي قبل 26 عاما رحل عنا إلى دار البقاء الكابتن عبده إسماعيل لاعب فريق نادي شباب التواهي لكرة القدم (نادي الميناء الرياضي حاليا)، إثر تعرضه لحادث مروري أودى بحياته في العاصمة السورية (دمشق) أثناء فترة عمله هناك كمحاسب مالي في سفارة اليمن الديمقراطية آنذاك.

وقد كان وقْع خبر وفاته على أهله وأصدقائه ومحبيه مؤلما جدا، لما تميز به الفقيد من حب وإخلاص للجميع، إلا أن مشيئة الله لا اعتراض عليها..إنا لله وإنا إليه راجعون..وفيما يلي نورد مقاطع من سيرته الرياضية العطرة :

- الإسم:عبده اسماعيل محمد ثابت.

- من مواليد عدن في عام 1953م.

- تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس مدينة التواهي.. والثانوي في مدرسة (الجلاء) بخور مكسر.

- المستوى التعليمي دبلوم محاسبة من جامعة عدن.

- عمل موظفا في وزارة المالية ومن ثم في وزارة الخارجية.

- آخر وظيفة شغلها كانت(المحاسب المالي) في سفارة اليمن الديمقراطي بدمشق حتى أكتوبر 1982م.

- في نهاية ستينيات القرن الماضي انضم لفريق نادي شباب التواهي، ولعب له في خط الوسط..كما شارك مع منتخبات الشباب في البطولات الخارجية.

- للفقيد ولدان.

< الفقيد عبده إسماعيل عرف بأخلاقه الطيبة والراقية .. أحب الجميع دون تمييز ..وكانت ابتسامته العلامة المميزة له، وروح الدعابة التي عرف بها،كما كان يحترم الخصم داخل الملعب وخارجه، يعامل الجميع بكل حب وود، إنها سمات الروح الرياضية العالية ومفاتيح النجاح التي رفعت رصيده بامتلاكه لعدد كبير من المحبين والأصدقاء، وقد حمل لأعضاء فريق نادي الشعب الرياضي بالتواهي - وهو الفريق الخصم بمنطقته - كل الاحترام، وتعززت العلاقة بينهما أكثر بعد دمج الفريقين في 1975م، تحت إسم (نادي الميناء الرياضي).

< تعلق الفقيد كثيرا بمحبوبته المميزة (كرة القدم) وعشقها، وأخلص في حبها منذ الطفولة، وظل مخلصا لها..وقد بدأ مشواره الكروي في حارات وأزقة مدينة التواهي، وفي نهاية الستينيات انضم لفريق شباب التواهي، بعد أن تأثر بمثله الأعلى وقدوته شقيقه الأكبر مهاجم شباب التواهي (أحمد إسماعيل)، الذي كانت له هو الآخر صولات وجولات في الملاعب آنذاك..وبدأ عبده اسماعيل اللعب ضمن تشكيلة فريق الناشئين، وتدرج إلى فريق الشباب وأثبت مهارته العالية في اللعبة، ووصل إلى صفوف فريق العمالقة من الجيل الذهبي لنادي شباب التواهي..ولم يخطئ أبو الكباتن علي محسن المريسي - رحمه الله - عندما تنبأ له بشأن رياضي كبير..وهكذا فرض الفقيد عبده اسماعيل نفسه بين الكبار،وتحمل قيادة الفريق، ولعب في منطقة الارتكاز في خط الوسط، فكان دينامو الفريق يمرر الكرات في الملعب بفن وهندسة وتكتيك، ويبني الهجمات الخطيرة ويشارك فيها ، كما أجاد اللعب في مركز المهاجم المتأخر بطريقة لعب ذلك الوقت، وكان هدافا من الطراز الأول، ومن كل الاتجاهات،واعتمد عليه فريقه كثيرا في تحقيق الانتصارات..ومن ضمن إنجازاته لناديه إحرازه كأس (المجمع) في عام 1973م..كما لعب الفقيد العديد من المباريات الودية أمام فرق شقيقة وصديقة ضيفة زارت عدن، أبرزها فريق (الاسماعيلي) المصري، الذي كان أشهر لاعبيه حينها المهاجم الفنان (علي أبو جريشه)،وأمام الفريق الكوبي وفرق أخرى.

< برز الفقيد عبده إسماعيل خارجيا ضمن تشكيلة منتخب الشباب الذي كان يمثل اليمن الديمقراطي آنذاك..كما شارك مع المنتخبات المدرسية في الدورات المدرسية التي أقيمت في العراق والاسكندرية، وكذا في بطولة كأس فلسطين بتونس عام 1975م، وتصفيات كأس آسيا للشباب السابعة عشرة بالكويت في نفس العام .. حيث لعب منتخبنا المباراة الأولى أمام المنتخب الهندي وفاز بـ (2 / 1).

وكانت مفاجأة للمنظمين والحضور لكون المنتخب الهندي كان بطل الكأس السابقة..وواصل الفريق مشواره ووصل لدوري الثمانية، ودرب الفريق آنذاك أبو الكباتن (علي محسن مريسي)، وكان قائد الفريق الكابتن (عوضين).

< لعب الفقيد عبده اسماعيل مع جيل العمالقة لنادي شباب التواهي، ومنهم - على سبيل الذكر لا الحصر - بوجي خان، عبد الكريم الهتاري، رمضان عبدي، هاشم عزيز، علي الطحس، محمد طمبش، حسن عيسى، نجيب راجح، الحربش، عبدالمجيد ثابت (المجيدي )، علي العزاني، عبده صالح، عادل جاوي، والجبل..وتواصلت نجوميته في صفوف زملائه في فريق الشباب بناديه،مواصلين نجاحات الجيل الذهبي ومنهم: جمال الحبيشي، سمير جاوي، خميس، محمد عبده، محمد أحمد موسى العبادي، سعيد إبراهيم، محمد الدوبي، حسين جلاب، ناصر عزاني، عبده صالح، وحسن جواد..كما لعب خارجيا ضمن تشكيلة المنتخب الوطني إلى جانب عدد من النجوم أمثال: حسين جلاب، جمال الحبيشي، عادل اسماعيل، وجدي أنور، أبوبكر الماس، عمار، عصام عبده عمر، عزيز سالم، علي فارع، و عبدالله مسعود، وغيرهم.

< ذكريات كثيرة عن الكابتن عبده إسماعيل قيلت على لسان زملائه و أصدقائه، لا يتسع المجال هنا لسردها لمهاراته العالية والأخلاق الراقية التي تحلى بها..فقد لعب ضمن تشكيلة الفريق المدرسي للكرة الطائرة و أجادهذه اللعبة هي الأخرى.

< مشوار عبده اسماعيل الكروي توقف لفترة زمنية على إثر تعرضه لإصابة بالغة في الركبة نتيجة للعبة خشنة متعمدة أثناء مباراة شباب التواهي أمام الهلال، تألم منها كثيرا وتألم الجميع معه، لكنه تعافى بعد ذلك مواصلا اللعب حتى توقف نهائيا في عام 1977م لانشغاله بطبيعة عمله الجديد في وزارة الخارجية.

< كسب الفقيد عبده اسماعيل حب الآخرين وأجاد بمهارة حب المستديرة وإخلاصه وتفانيه لعمله بوزارة المالية، والتحق طالبا منتسبا في مساق الدبلوم بكلية الاقتصاد جامعة عدن، ليجمع بين العمل والعلم والكرة باقتدار، حيث شارك أيضاً ضمن فريق وزارة المالية في المنافسات الرياضية بين مرافق العمل، وواصل اللعب في نفس الوقت لفريقه (الميناء) بعد الدمج أيضا..ولكفاءته انتقل للعمل في وزارة الخارجية، وابتعث في مهمة محاسب مالي في سفارتنا بدمشق.

< وفي اليوم الذي اختاره الله فيه إلى جواره على إثر الحادث المروري الذي تعرض له في أحد شوارع دمشق وهو في سن الثلاثين وصل خبر وفاته لعدن واليمن عامة حيث هز وقع الخبر الجميع، مزلزلا كيانهم، وفي البداية لم يصدق الخبر أحد من شدة الصدمة لحبهم له، ولكنه كان قدر الله الذي لا اعتراض عليه ، وكان قبل وفاته بفترة قصيرة قد عاد إلى الوطن كل من والدته وشقيقه أحمد وإحدى شقيقاته من زيارتهم له في دمشق، وكأنه كان الوداع الأخير..وشاءت الأقدار وقت الحادث أن يكونوا في ضيافة صديقه الودود الحميم (المجيدي) في مدينة تعز، الذي ربطته علاقة متميزة مع عبده اسماعيل طوال فترة حياتهما، وصعب الأمر على المجيدي في كيفية تبليغ الأسرة بالخبر الحزين والمؤلم، لكنه تمالك نفسه بعد ذلك واستعان بأحد الأصدقاء لإخبار شقيقه أحمد بالوفاة ، إلا أن والدته كان قلبها دليلها وشعرت بألم وضيق وسألت حينها هل جرى شيء لعبده إسماعيل؟

< إنه إحساس طبيعي من قلب الأم، ومن دون إبلاغهم بالخبر حدد لهم موعدا لمغادرة مدينة تعز، ولحظة وصولهم إلى منطقة سكنهم في التواهي لاحظوا مظاهر الحركة والحياة في الشارع أنها غير طبيعية، كما لاحظوا مجموعات كبيرة من الناس بمختلف الأعمار متجمعة على طول الشارع المؤدي لمسكنهم، الأمر حينها أوحى لهم بأن هناك أمرا ما حصل لعبده إسماعيل، ونزلوا مؤقتا في منزل الجد حينها، وكان ذلك متعمدا بتفكير من الأهل لإشعارهم بالخبر الحزين بوفاة عبده إسماعيل، وكانت لحظات مؤلمة لهم وللجميع، ولكنه حكم الله وقدره.

< وبعد أيام من وفاته وصل جثمان الفقيد عبده اسماعيل الطاهر من العاصمة دمشق إلى العاصمة عدن، وشيعت الجنازة بموكب مهيب من مطار عدن الدولي مرورا بشوارع خور مكسر و المعلا وصولا إلى منطقة التواهي (مسقط رأس الفقيد)، والسير بها أيضا بمحاذاة نادي الميناء الذي لعب وعشق اللعب فيه بفن وإخلاص.

وبعد ذلك إلى منزل العائلة الذي عاش فيه مراحل عمره المختلفة..ولقد كانت جنازة مميزة بعدد المشيعين والألم الذي عم الجميع، ولم تعرف مدينة التواهي مثلها من قبل، إذ كانت معبرة بالحب والإخلاص من الأصدقاء والمحبين الأوفياء له.

الجميع يتذكر عبده إسماعيل بحب ولم ولن ينسى أحد سيرته العطرة، وكم تمنى أولاد شقيقاته أن أكتب عنه وقد حملني أمانة كتابة هذه الكلمات القصيرة عنه كل من :(خالد الجهيبي، ياسر وعبد الرحمن النظاري)..وتمنوا كثيرا أن يتعرفوا عليه كخال وإنسان عزيز على الجميع، لما سمعوا عنه الكثير من الأحاديث من الأسرة والأصدقاء.

< ألف رحمة ومغفرة تنزل عليك يا عبده إسماعيل، وأسكنك الله فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

كتبت/لبنى الخطيب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى