حضرموت تؤبن التربوي القدير الفقيد علي عبدالله البيتي.. الوكيل حاتم: فقدنا رجلا متعدد المواهب والقدرات ومناضلا حتى الرمق الأخير

> «الأيام» صلاح العماري:

> امتلأت قاعة المكتب التنفيذي بمحافظة حضرموت صباح أمس بالحضور لتأبين الفقيد التربوي علي عبدالله البيتي (رحمه الله)، الذي غيبته المنية مطلع شهر رمضان المبارك المنصرم.

حفل التأبين الذي نظمه مكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت برعاية محافظ المحافظة حضره التربويون والمثقفون والإعلاميون والأكاديميون، عرفانا ووفاء لأدوار الأستاذ الراحل وجهوده في ميدان التربية والتعليم، فخيم الحزن والهدوء على الجميع في أرجاء القاعة، وهم يستمعون إلى مآثر الفقيد، طالبا ثم معلما ثم قياديا تربويا ومثقفا وصحفيا، من خلال ارتباطه بنشاطات وفعاليات اتحاد الأدباء ومقالاته الأسبوعية الصحفية في صحيفتي «المسيلة» و«شبام» في المكلا، التي كانت تعالج الأوضاع التربوية والاجتماعية بأسلوب راق لايجيده إلا الأستاذ علي عبدالله البيتي (رحمه الله).

الفقيد البيتي من مواليد قرية (محمدة) بمديرية حجر عام 1951، أكمل دراسته الابتدائية بمدرسة القرية عام 1963، والمتوسطة بوسطى غيل باوزير عام 1967، والثانوية في ثانوية بورسودان بجمهورية السودان عام 1970، ثم عمل مدرسا بإعدادية الشحر ما بين 1973-1971.

ونال شهادة الدبلوم الوزاري عام 83 - 84م بتقدير جيد جدا من معهد التدريب في أثناء الخدمة، وحصل على دورة تدريبية بجمهورية ألمانيا في التخطيط التربوي والمناهج، ونال شهادة البكالوريوس في (فيزياء - رياضيات) عام 1990 من كلية التربية بالمكلا، وعمل مدرسا بمدرسة الثورة لأبناء البدو الرحل بمدينة المكلا ما بين 1980-1972، ومديرا لمدرسة الحكمة بـ (محمدة)، ومديرا لمدرسة 30 نوفمبر بجول باسودان، ومديرا للتربية بمديرية حجر أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ورئيسا لشعبة المناهج والتوجيه بمكتب تربية حضرموت مطلع التسعينيات، وعميدا للمعهد العالي للمعلمين بالمكلا، حتى إحالته للتقاعد مطلع 2005، ومستشارا لمكتب التربية والتعليم بحضرموت، وفقا لقرار وزير التربية والتعليم رقم (431) الصادر في 24 إبريل 2005، وظل يشغل هذا المنصب حتى رحيله صبيحة الفاتح من سبتمبر 2008.

الكلمات التي ألقيت في أربعينية الأستاذ البيتي أبرزت رجلا مخلصا وفيا للوطن متواضعا بسيطا في حياته، مثقفا واعيا ومحبا للعمل الخيري، وصحفيا من الطراز الأول.

كان- رحمه الله- صديقا وزميلا للأخ عوض عبدالله حاتم، وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الساحل، إذ كانا زميلين في التدريس في مدرسة الثورة للبدو الرحل بالمكلا.

وقال عنه الأخ عوض حاتم: «كنت واحدا من أشد المعجبين والمحبين لشخصية الفقيد علي عبدالله البيتي، صاحب الأخلاق العالية، ومتعدد المواهب والقدرات والمؤهل العلمي والتربوي والثقافي، كان متواضعا وبسيطا في حياته وعلاقاته، ومخلصا ومحبا لعمله، ووفاته خسارة للجميع».

وأضاف وكيل حضرموت: «لقد فقدنا أخا عزيزا وتربويا من نوع خاص، ومناضلا حتى الرمق الأخير».

أما أ.د.عوض حسين البكري، مدير مكتب وزارة التربية والتعليم بحضرموت فقد تطرق إلى الحديث عن الفقيد، بعد أن ذرفت عيناه الدمع، قائلا: «مثل رحيل التربوي القدير علي البيتي عن دنيانا الفانية خسارة فادحة، منيت بها الأوساط التربوية في المقام الأول، والأوساط الثقافية والأدبية والاجتماعية.. لقد كان- رحمه الله- مثقفا عميقا وشخصية بارزة في الميدان التربوي والتعليمي والإعلامي والثقافي».

وجاءت بقية الكلمات موضحة مناقب الفقيد وإبداعاته وملكاته الثقافية والصحفية والاجتماعية، إذ تطرق لذلك الإخوة عمر بازاهر مدير التربية بمديرية حجر، ود.سعيد سالم الجريري رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بساحل حضرموت، وسالم علي الشاحت رئيس نقابة الصحفيين محور حضرموت، شبوة، والمهرة، وصالح حسين الفردي المسئول الإعلامي بالجمعية المساندة للتربية والصحة بحضرموت التي كان الفقيد عضوا مؤسسا وناشطا فيها.

ودعت الكلمات إلى إطلاق اسم الفقيد علي عبدالله البيتي على إحدى مدارس التعليم الأساسي أو الثانوي في مديرية حجر (مسقط رأس الفقيد)، تقديرا لدوره المشهود في ميدان التربية والتعليم، ولتبقى ذكراه وأفعاله في المجال التربوي في أذهان الأجيال المتعاقبة.

وأكدت الكلمات أن التأبين ليس لاستعراض كلمات عن مزايا الفقيد، بل للتذكير برسالته في الحياة، كرجل من رجال حضرموت الاستثنائيين.

ولم تحتبس مشاعر الأخ حسن صالح باعوم الملحق الثقافي لقنصلية بلادنا في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية والمدير السابق لمكتب التربية بحضرموت، فباحت قريحته بقصيدة رثائية في صديقه وزميله الراحل (البيتي)، قرأها نيابة عنه، وفي حضوره، التربوي محمد أحمد باعباد.

أسرة الفقيد الأستاذ الراحل علي عبدالله البيتي شكرت جميع الحضور، وأعرب نجله (مروان) عن شكره لهذه اللفتة تجاه والده الراحل.

وجرى في حفل التأبين توزيع كتاب عن الراحل، حمل عنوان (علي عبدالله البيتي.. شذا من الماضي)، وفيه نشرت مجموعة من مقالاته الصحفية وكلمات قيلت فيه وصور تحكي مآثره في سلك التعليم، والكتاب من إعداد الدائرة الإعلامية بمكتب تربية حضرموت.

والحضور الكبير من مختلف مديريات حضرموت عكس الوفاء لهذه القامة التربوية والثقافية والصحفية والاجتماعية الكبيرة.

رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وأسكنه دار القرار، وجزاه عن جهوده وإخلاصه ومآثره خير الجزاء.. ولنا في أولئك الرجال أسوة حسنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى