> «الأيام» غازي محسن العلوي:

يفتقر سكان منطقة حلية إلى أبسط مقومات الحياة ويعيشون بين أحضان الثالوث الهدام (الفقر والجهل والمرض)، حتى لا يعمل في الوظائف الحكومية سوى القلة القليلة من سكان المنطقة، الأغلبية يعملون في الأعمال اليدوية وآخرون يعملون في الزراعة وتربية الماشية يعيشون حاضرهم مثل ماضيهم، فهم والمعاناة صديقان حميمان لا يفترقان.

ويمضي الشيخ ناجي بالقول: «لم نكن نتصور أن تمضي 18 عاما من عمر الوحدة اليمنية ونحن لم نلمس خيراتها من أي مشروع أو حتى زيارة لأي مسؤول في السلطة، فلا نعرف من السلطة سوى فيما نشاهده ونسمعه عبر وسائل الإعلام التي تتحفنا يومياً بالآلاف من المشاريع، فأي دولة وأي سلطة تلك التي تتغنى بمشاريع عبر وسائل إعلامها ولا وجود لها على أرض الواقع البتة، فهل يعقل أن منطقة مثل منطقتنا تقع على الخط العام ولا يوجد فيها أي مشروع، حتى حالات الرعاية الاجتماعية التي يتم منحها للقاصي والداني يتم حرماننا منها ولا يعطى لنا سوى بضع حالات، رغم أن جميع أهالي المنطقة هم من الفقراء والمحتاجين، إلا أنه للأسف يتم التعامل معنا وكأننا جئنا عالم آخر متناسين أن لهذه المنطقة وأهلها تاريخاً نضالياً حافلاً في سبيل الدفاع عن الثورة والوحدة، وقدمت قوافل من الشهداء والجرحى وآخر تلك التضحيات كانت في معارك صعدة، حيث قدمت هذه المنطقة شهيدين من خيرة شبابها وأربعة جرحى، وفي الختام فإننا نناشد ومن على منبر «الأيام» قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة والأمين العام، وكذا قيادة السلطة المحلية بالمديرية النظر إلى هذه المنطقة».

يضطر أبناء منطقة حلية إلى قطع المسافات الطويلة سيراً على الأقدام إلى عاصمة المديرية لتلقي تعليمهم والأساسي نظراً لافتقار منطقتهم إلى مدرسة، ولو حتى من فصل أو فصلين دراسيين. وبهذا الخصوص يقول الأخ صالح محمد ناجي البشيري، أحد أهالي المنطقة:«تفتقر منطقتنا إلى مدرسة لأبنائنا يتعلمون فيها الحروف الأبجدية مما اضطررنا إلى تركهم يقطعون المسافات الطويلة للوصول إلى عاصمة المديرية لتلقي تعليمهم رغم المخاطر المحدقة بهم جراء سيرهم بمحاذاة الخط العام للوصول إلى المدرسة، ناهيك عن الإجهاد والتعب الذي يصيبهم جراء سيرهم كل تلك المسافة التي تقدر بـ3كم وسط لهيب الشمس، أما الفتيات فإننا نضطر بعد وصولهن إلى الصف السادس أو السابع إلى حرمانهن من الدراسة، لأنه من غير المعقول السماح للفتيات قطع كل تلك المسافات لوحدهن، ولم نجد سوى منعهن من مواصلة دراستهن، ولاندري ما سبب هذه البؤس والحرمان الذي نعيشه في هذه المنطقة التي تصر السلطة على تجاهلها، رغم متابعاتنا ومناشداتنا المستمرة لها التي لا نجني منها سوى التوجيهات والوعود الكاذبة، غير أن الأمل ما يزال يحدونا بلفتة كريمة من السلطة المحلية والمجلس المحلي الموقر، كما أن أهالي منطقة حلية يعلقون الآمال بالأخ محسن علي النقيب، محافظ المحافظة للتوجيه بانتشال أوضاع المنطقة في الجانب التربوي والجوانب الأخرى».

مشاريع المياه والكهرباء هي الأخرى لا وجود لها البتة في المنطقة رغم توافر كافة الظروف الملائمة لهذين المشروعين، فشبكة الكهرباء الرئيسة تمر من المنطقة، والمياه الجوفية إحدى أهم المميزات التي تميزت بها المنطقة إذ يوجد في المنطقة العديد من الغيول والأنهار التي تجري طوال أيام السنة، لكن الأمر انعكس سلباً على حياة المواطنين إذ شكلت هذه الغيول مصدر خطر حقيقي يحدق بحياة المواطنين بعد أن أصبحت مصدراً لانتشار العديد من الأمراض بين صفوف المواطنين.
الأخ عبدالكريم ناجي صالح تحدث إلينا عن هذا الموضوع ، حيث قال: «منطقتنا محرومة من كافة المشاريع ومنها مشاريع الكهرباء والمياه، والأهالي يعيشون في ظلام دامس وفوق ذلك فالمنطقة مليئة بالمستنقعات المائية المالحة وغير الصالحة للشرب، الأمر الذي أدى إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة بين المواطنين، مثل البلهارسيا والملاريا وأمراض الكلى، التي أدت خلال هذه العام إلى وفاة نحو خمسة من شباب المنطقة ويضطر الأطفال والنساء إلى الذهاب إلى الأودية لجلب الماء على ظهور الحمير.
