> «الأيام» فاروق الجفري:

إن نوع العلاقات الإنسانية التي تسود في مجتمع معين يمثل مستوى الحضارة الذي وصل إليه هذا المجتمع، ونقصد بتلك العلاقات الأواصر التي تربط أعضاء المجتمع بعضهم ببعض من مودة وإخاء وتعاون ومحبة وتبادل للمنافع.

على أن هذه العلاقات الإنسانية قد ترتقي أو تهبط تبعا للتقاليد والعادات السائدة، وقد تمثل اللوائح والقوانين المشهد الرسمي المتعارف عليه من هذه التقاليد، والذي يوضح أخلاقيات الناس في علاقاتهم الإنسانية التي يتوقع أن تسود لضمان الأمن وضبط العلاقات بين الناس حتى لايتعدى الكبير على الصغير أو يهدد القوي الضعيف أو ينهب الغني الفقير.

والعلاقات الإنسانية التي تتميز بالرقة والسماحة والجمال والبسمة، وراءها وجدان مهذب وتذوق للخير وحبه، والنفور من الشر وبغضه، وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف تهدي البشر للعلاقات الإنسانية السليمة المبنية على مكارم الأخلاق، فالمؤمن أخ لكل مؤمن، يتمسك بالحق والصدق والأمانة، ووجه الإسلام الناس للعدل، وتجنب الفرقة، كما يدعو الإسلام إلى السماحة، ويهدي إلى التضحية ويمجد ضبط النفس، وأن نكون عادلين حين نحكم على غيرنا.

ومن الغريب أن الفنون المعاصرة من قصة وشعر ومسرحية وفن تشكيلي وسينما وغيرها لم تنهل منهلا كافيا من تلك التعاليم الرائدة التي أشار إليها الإسلام، لنتخذ منها قضايا للتعبير عنه بواسطة الفن الهادف والصادق للارتقاء بمستوى العلاقات الإنسانية التي أساسها التعاون والرحمة والمساواة والكرم والحق والمشورة، وهذه التعاليم الإسلامية إذا طبقت في عالمنا الإسلامي حقا لتم القضاء على ما يحدث في أرض الواقع لعالمنا الإسلامي من مشاحنات وحقد وغدر، ولو أن الفن على اختلاف صوره عبر عن المثل العليا التي جاء بها الإسلام في العلاقات الإنسانية وجعلها منهجا للناس لأثر في الارتقاء بالعلاقات الإنسانية بينهم.