إذاً ما هو الحل؟!

> «الأيام الرياضي» أحمد محسن أحمد:

> شاركنا بالرأي كـ(أضعف حلقة في نطاق المسئولية والواجب) شاكرين «الأيام» و «الأيام الرياضي» للمساهمة الفاعلة والهامة في نطاق الواجب بإفساح المساحة الحرة في صفحاتها للآراء المخلصة والأمينة كخط مواز لخط سير هذه الصحافة العدنية اليمنية المحبة والساعية لإظهار الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.

ولقد مثلت «الأيام» و«الأيام الرياضي» الدرع الواقي والداعم لكل قلم شريف ونزيه وخال من أي شكل من أشكال التلوث،وهذا ما ساعدنا وسهل لنا ولآرائنا المخلصة الوصول إلى الجماهير الرياضية والشارع اليمني الرياضي الكروي الغاضب، فبعد جملة الآراء التي قدمناها كمساهمة مخلصة وصادقة لإخراج كرتنا اليمنية من أزمتها بعد قرارات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الصادرة بحق فريقنا الوطني لكرة القدم للناشئين في بطولة آسيا للناشئين في طشقند.

فالنتيجة اليوم لكل ما قلناه وسمعناه وقرأناه بأقلام أخرى مخلصة ساهمت وأدلت بدلوها في بحور المشكلة العميقة، إذاً وبعد كل هذا الجهد والاجتهاد للإسهام في عملية إخراج كرتنا اليمنية من أزمتها المعقدة فإنه ينشأ ويطرح على سطح أحداث المشكلة السؤال الأهم وهو: «ما هو الحل؟!» وكيف يمكن للجميع الإسهام في إضاءة الطريق الذي يجب على اتحاد الكرة أولاً..ووزارة الشباب والرياضة ثانيا، وربما السلطة اليمنية الأعلى ثالثا..لكي تتضح الرؤية وتظهر معالم الطرق التي يتوجب السير فيها لإصلاح حال الكرة اليمنية وإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية الشاملة لنشاط اللعبة التي خاب الأمل في الإجراءات المتبعة من قبل اتحاد اللعبة.. فقد قلنا ما يكفي في تشخيص مسببات المشكلة، وحددنا الإطار العام لها ومكامن الضعف الذي كان موطنا وموضعا للأسباب التي أدت إلى حدوث هذه المشكلة، وما كانت عليه النتائج كمحصلة نهائية ونتيجة حتمية، إلا لأن هناك- كما سبق قوله- ضعفا واضحا وعجزا كاملا في قدرات اتحاد اللعبة الذي كان أساسا لما وصلنا إليه من وضع دولي وآسيوي سيئ وغير مشرف.

وبلاشك فإن العلة المعشعشة في جسد الكرة اليمنية والأمراض التي أنهكت جسدها المريض لن يفلح العلاج له ما لم يكن هناك تشخيص دقيق وسليم لتحديد موطن المرض الفتاك، فقد قيل إن عملية التشريح للجسد العليل لابد لها من استعمال المشرط والغرز وسحب عينات من موطن المرض في الجسم، وهذا ما نطالب به في آرائنا السابقة والتي اعتمدنا على الصراحة كمشرط..والشفافية كأسلوب لسحب عينات من الجسد الرياضي الكروي المريض، وطبعا هذه العمليات في مرحلة التشخيص لم تعجب أحدا من القيادات المسئولة، لأنهم سعداء، وسعداء جدا لحالة الجسد الرياضي الكروي العليل، الذي اعتادوا في علاجهم الفاشل له على المهدئات والمسكنات!!، فظل الجسد الرياضي على حالته المرضية، بل زادت هذه الحالة سوءا لتوصله في نهاية المطاف حد الهلاك والدمار!!.

إذاً فما هو الحل؟! أو بعد إشارتنا في بداية هذه المقالة لحالة الجسد الرياضي الكروي لبلادنا، وبعد التشخيص السليم للمرض، هل يمكن لنا أن نقول ما هو العلاج الناجع والقادر على تخليص جسد رياضتنا اليمنية الكروية من حالها البائس؟! ولكي نكون واضحين في طرحنا كما سبق لنا ذلك في مقالاتنا السابقة فإن الخطوات السليمة والصحيحة تكمن وتتمثل في النقاط والخطوات التالية:

- أولا: يجب على الاتحاد العام اليمني لكرة القدم بكامل هيئاته تقديم اعتذار صريح ومباشر للشعب اليمني عامة والجماهير الرياضية اليمنية المصدومة فيما لحق بسمعة البلاد والعباد من إساءات وأضرار معنوية خلقت حالات إحباط وشوشرة مؤثرة سلبا في معنويات الجميع..وقد يقول قائل إن هذه الخطوة المطلوبة من قبل الاتحاد قد تكون دليلا وسلاحا أكثر فتكا بحقنا لمن يتصيد كرتنا اليمنية، وهذا القول هومادة قيادة الاتحاد ووسيلتهم الوحيدة لتبرئة أنفسهم من دم فريق الناشئين الذي أهدروه وكانوا سببا رئيسا للمشكلة، والكل يعلم أن قيادة الاتحاد تعتمد على قشور وثانويات المشكلة، وتتجنب المواجهة الصريحة والمباشرة والدخول في صلبها، ثم إننا هنا في اليمن العربي والإسلامي نقر بأن من اعترف بذنبه فلا ذنب له، ولنقل لأنفسنا أن هناك وسائل متعددة لتقديم هذا الاعتذار لتتحرر قيادة الاتحاد من أساليب المكابرة والمناكفة التي أصبحت ألعابا مكشوفة وغير ذات قيمة.

- ثانيا: يتعهد الاتحاد اليمني لكرة القدم بتجنب أساليب التلاعب بأعمار اللاعبين والالتزام والانضباط لقوانين ولوائح المسابقات الدولية والآسيوية والعربية ويؤكد التزامه بأهداف هذه المسابقات السامية والراقية، وهنا يمكن لنا الإشارة إلى الأسباب التي أوصلت حالنا المكشوف آسيويا، فيما يخص أعمار اللاعبين كمشكلة هي في الأساس انطلقت من الداخل، وعند تنظيم مسابقات الناشئين والشباب وحالات التزوير والتلاعب بأعمار اللاعبين في المسابقات الداخلية فمعظم هذه المسابقات لايتم لها الوصول إلى نهائياتها ومعظمها يتم توقفها قبل البدء بها أو في منتصفها، وفي حالات إذا كتب لها الحظ الوصول إلى نهايتها فإن هذه النهاية تكون مأساوية لأسباب اكتشاف تغيير أو تلاعب وتزوير في أعمار اللاعبين، والاتحاد يعرف هذه المشكلة إلا أنه لايحرك ساكنا حيالها، فسحبت نفسها من الداخل إلى الخارج!!،والمثل العامي يقول: «من شاب على شيء/خطأ شيب عليه» أو«من شب على شيء شاب عليه».

- ثالثا: على قيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم أن تعمل على ترميم الشرخ في علاقتها مع الاتحاد الآسيوي، وتعمل في الوقت نفسه على إرسال وفد بمستوى رفيع من قيادة الاتحاد للجلوس مع قيادة الاتحاد الآسيوي لإعادة العلاقة إلى ما كانت عليه، قبل حدوث هذه المشكلة..وطبعا لم نشر إلى نقطة (هي في الأساس تحصيل حاصل) بشأن تقرير البعثة الإداري والمالي والفني..فقد سبقت قيادة الاتحاد لأحكام مسبقة في مواقفها المتناقضة قبل أن تستمع إلى حيثيات المشكلة من اللاعبين الأساسيين في المشكلة، وهم الإدارة (إدارة البعثة) والجهاز الفني (المدرب والمساعدون له)، فقد سبق الاتحاد بقيادته وضع العربة قبل الحصان في تحديد موقف مسبق وسريع و(بهرجلة) و(عشوائية) واضحتين!.

- رابعا: على قيادة البلاد المتمثلة بالحكومة اليمنية أو من يمثلها من وزرائها، وكذلك وزارة الشباب والرياضة أو من يمثلها من كوادرها، والاتحاد العام اليمني لكرة القدم كقيادة عليا للكرة اليمنية، ونخبة من الخبراء والكوادر اليمنية المجربة أن يجلسوا جماعات أو فرادى حول طاولات أو طاولة حوار جاد وصادق يبحثون فيه بجدية ونيات مخلصة لمعالجة الأمراض التي قهرت الكرة اليمنية..ثم يتم وضع خطة شاملة لعمل الاتحاد المستقبلي، تكون هذه الخطة مبنية على أساس سليم وخال من العوارض والعثرات المضرة بمسيرة الرياضة الكروية اليمنية..وعندما أضفنا إلى طاولة الحوار حول مستقبل الكرة اليمنية كوادر وخبراء الكرة اليمنية فإننا نحاول لفت نظر قياداتنا الرسمية والحكومية وقيادات العمل الرياضي إلى أن العالم يعتمد على خبرائه وكفاءاته التي حققت إنجازات عظيمة لسمعة بلدانهم..لكن عندنا لا يوجد ما يوحي أو يزرع الأمل في النفوس بأن هناك توجها أو اهتماما يذكر للدولة في اليمن لكوادرها!..وأشعر (والحسرة تقتلني) أنني كمن (أو أنني كما لو كنت) أستجدي القيادات لإعطاء أهمية لأصحاب الخبرة (وليس الخبز) بأن تستفيد البلاد من آرائهم وخبراتهم للإسهام في رسم الطرق الصحيحة في العمل الرياضي الكروي..فهذا الأمر يعتبر أو أنه من الطبيعي أن يكون من أوليات اهتمام الدولة بكوادرها..لذلك فإنني أعتذر لكل كادر وخبير يمني في مجال نشاطه الرياضي لهذا التذكير لواجب الدولة نحوهم..وهم - أي الكوادر والخبراء - من أبناء (السعيدة) لا يسعون ولا يطلبون من أحد أن يلتفت إليهم على طريقة (المنة) أو كحسنة، وذكرهم على سبيل الذكر ليس إلا!.. فهم بتاريخهم الرياضي العظيم في غنى عن التفات الدولة إليهم وإعطائهم حقهم من الاهتمام..لكن ما يحدث أن الدولة لا تقبل في (شغلها) سوى أنصاف المعرفة، أو من لا خبرة ولا معرفة لديه!.

- خامسا:بعد انتهاء الخطوات المذكورة سلفا، وخلال فترة (لهذه الخطوات) لا تزيد عن ثلاثة أشهر فقط، وبعد الخروج (كما أشرنا) بنتائج عملية من خلال هذه الخطوات يجب دعوة الجمعية العمومية للاتحاد العام اليمني لكرة القدم للوقوف أمام الخطوات المتخذة والمتعلقة بتصحيح وضع هذا المجال الهام والحيوي..ويترك بعد كل ذلك للجمعية العمومية للاتحاد حق اتخاذ القرار بشأن وضعية الاتحاد..هل تتم محاسبته وإقصائه بكامل هيئته، أم تحديد العناصر المسببة لهذا (العطل) والفشل، واتخاذ الإجراءات التأديبية بحقهم!.

نرجو أن نكون قد ساهمنا ولو بالحد البسيط والممكن في إشعال شمعة واحدة، نأمل منها أن تزيد في جلاء دياجير ظلام العمل الرياضي الكروي في بلادنا والذي جعل هذا الليل الحالك في سماء رياضتنا هو صورة بلادنا وشعبنا في المحافل الدولية.. فهل يا ترى سترى هذه المساهمة مع بقية الآراء والأقلام الشريفة والنزيهة التي جعلت من هذه المشكلة مسرحا حرا ونقيا ليتمكن الرأي العام اليمني من وصوله إلى جوهر هذه المشكلة التي خلقها جهل وتخلف عناصر في الاتحاد إلى غيرهم من كان له عين على (الجمل) وعين أخرى على (الجمال)؟!..والحليم تكفيه الإشارة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى