> تكرار إنجاز منتخب الناشئين كان حلماً يراود كل اليمنيين، فقد تعودنا من هذه الفئة التشريف ورفع الرأس لكرتنا، وهكذا كانت نظرتنا لمنتخبنا الحالي وهو يلعب نهائيات آسيا 2008م برغم البداية المتواضعة أمام الإمارات والخطأ الجسيم أمام ماليزيا، إلا أن الصغار كبروا في مواجهة اليابان وأعادوا لنا صورة نظيرهم الذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تكرار الإنجاز غير المسبوق لكرتنا قبل أن تتدخل أيادي الظلم والحقد الرياضي والتخبط الإداري الذي اعترى الاتحاد الآسيوي وجعل جرة قلم لاتستند إلى أية أدلة تحطم أحلام صغارنا الناشئين وتعصف بعواطف ملايين اليمنيين الذين كانوا في انتظار فرحة التأهل للمرة الثانية لنهائيات كأس العالم للناشئين .

الاتحاد اليمني يمتلك من الأدلة ما يؤكد جرم وفداحة المؤامرة،وهي أدلة يراهن على قوتها وقدرتها على كسب جولة الاتحاد الدولي الذي أظهر في السنوات الأخيرة قدرة فائقة في فرض قراراته وتطبيق لوائحه وعلى اتحادات كبيرة وعريقة، وقد شربنا من كأس تلك القرارات العنيفة ذات مرة ونحن ننتظر أن نشرب كؤوس الفرح على نغمات تلك العدالة الفيفاوية،فهل سينتصر الحق اليمني الذي يعتمد على أدلة دامغة ويرتكز على حاضر كروي ضعيف ووضع إداري هش؟ أم يستمر التفوق للغطرسة والهيلمان التي خرجت من داخل مكاتب الاتحاد الآسيوي معتمدة على الحضور الكروي المشرف والإمكانيات المالية الهائلة التي سهلت لهم نفوذاً يحنط نظم الاتحاد الآسيوي ويبقيه في دائرة العالم الثالث المتسم بصفات المحسوبية والمجاملة .

قلوبنا مكلومة وأجنحتنا كسيرة من الظلم المرير .. وهذه عواقب لن نعفي قيادتنا الرياضية من المشاركة في أسبابها، فالتهاون في إصلاح الوضع الرياضي والتعامل معه باستهتار تام وضعنا في صورة مزرية ومخزية جعل غيرنا يستخف بنا ويستحقرنا ولايستعصي عليه ظلمنا، ونحن أول من عرف الكرة في جزيرة العرب .. حقنا ضائع إلى الآن مع قوته لضعفنا وهزالة سمعتنا الكروية ومركزنا الرياضي .. وحيلهم نجحت مع ضعفها لسمعتهم ومركزهم الرياضي المتقدم .. خدموا رياضتهم فتبوأوا المنزلة العليا واستمروا في صناعة مجدهم ولو على حساب غيرهم .. ونحن هانت علينا رياضتنا، فهنَّا في عيون غيرنا .. وهذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة مادمنا نستمرئ التعامل العبثي مع أوضاع رياضتنا.