حكامنا ..وحكاية الخيار والفقوس !

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> عبر عدد من الحكام في محافظات عدة عن تذمرهم جراء سياسة التمييز التي تتبعها لجنة الحكام العليا بحقهم حينما تتجاهل أحقيتهم بالمشاركة في الاختبارات التي تقيمها لاختيار الحكام الدوليين أسوة بمن اختارتهم من محافظات بعينها.

والذين لانقلل من كفاءتهم وأحقيتهم بالاختيار، الذي من خلاله سيصبحون حكاماً دوليين نفخر بهم إذا ما حافظوا على أنفسهم وطوروا من أدائهم ومعارفهم في القضاء الكروي، غير أن معايير العدل والكفاءة يجب أن تكون حاضرة في هذه الاختيارات، لأن الحكام أنفسهم هم من يحرص على تطبيقها داخل المستطيل الأخضر بعيداً عن العاطفة أو الانتماء لمنطقة أو لون معين، وهو ما رآه هؤلاء الحكام حاضراً في هذه الاختيارات الأخيرة، التي تركزت في هذه المحافظات فيما تم استثناء الأغلبية من المحافظات الأخرى .

قد يقول قائل إن شكوى أو تذمر هؤلاء الحكام مبالغ فيها، بحكم أنهم ليسوا من بين المختارين لأسباب تتعلق بقدراتهم ومؤهلاتهم التعليمية غير أن الأمر أكبر من ذلك،وهو أن الحكام المختارين من تلك المحافظات هم من نوعية الحكام العاديين،بل إن بعضهم حديثي العهد بالتحكيم والدرجة التي وصلوا إليها ، وهو مربط الفرس ونقطة الاختلاف بين الفريقين والتي يستحيل القبول بها من الطرف المهضوم لكون المنطق والمعقول لا يعطي الحق في أن يتم التعامل مع الحكام على أساس (الخيار والفقوس)، والطامة الأكبر أن يتم الاختيار على أساس مناطقي أو من خلال العلاقة التي تربط هذا بذاك .

لا نريد أن ندخل في تفاصيل وطرح أسئلة الريبة والتشكيك في رئاسة لجنة الحكام (لاسمح الله) قبل أن نسمع رأيهم أولاً لثقتنا الكبيرة في هذه اللجنة بقيادة الكابتن جمال الخوربي رئيس اللجنة الذي تحدث أكثر من مرة أنه لا يحبذ أساليب المحاباة واللف والدوران بقدر ما يكون المجال مفتوحاً للأفضل والأجدر لقيادة مباريات منافسات المسابقات بحنكة وخبرة كبيرتين ، وهو ما لمسه الجميع في الفترة الماضية التي شهدت أداءً جيداً للحكام والتحكيم في بلادنا مما جعل الجميع يلمس مدى التطور النوعي الذي طرأ عليه خلال الفترة الماضية وتلك شهادة نالتها اللجنة من كثير من الجماهير الرياضية والنقاد الرياضيين نظير ما عملته خلال فترتها القصيرة الماضية .

ومما لاشك فيه أن الحكام والتحكيم هما المرتكز الأساسي للنشاط الرياضي، وهذا لا يختلف عليه اثنان رغم مايلاقونه من عدم تقدير واتهامات مباشرة، بل وقد يصل الأمر إلى الضرب والشتم من قبل البعض الذين يفهمون التنافس الرياضي بطريقتهم الخاصة.

ومع ذلك مضى الحكام إلى حيث ما هو مطلوب منهم وساروا بالمسابقات الرياضية المختلفة إلى بر الأمان -إن صح التعبير- رغم تعدد هذه المسابقات ورغم العائد المادي الذي يتلقوه والذي لا يساوي شيئاً مع ما يعانيه هؤلاء الحكام غير أن ذلك هو واقع يقدرونه،على أمل أن يطور ذلك الواقع إلى شيء إيجابي يرتقي بالحكام والتحكيم إلى الأفضل، والذي لن يتأتى إلا بتكاتف جهود الحكام أنفسهم كأسرة واحدة بعيداً عن خلق الشقاق فيما بينهم جراء بعض الممارسات الخاطئة التي نتمنى أن تزول وأن يكون التعامل على قدر ما يحققه الشخص المخلص من نجاح في جميع الأمور المرتبطة بالتحكيم ونشاط الحكام.

وهذا ما نثق فيه وما نراه في لجنة الحكام التي لن تلقى منا إلا أن نكون عوناً لها إن شاء الله لأجل تطوير الحكام والتحكيم اليمني، الذي هو جزء مهم وفاعل في تطور الكرة اليمنية .

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى