الرياضة المدرسية هي الأساس للنهوض الرياضي

> «الأيام الرياضي» وحيد الشاطري:

> طالما ونحن نهمل الاهتمام بالرياضة المدرسية وبإصرار غريب على إغفال هذا الجانب المهم من حياتنا الرياضية، سنظل وباستمرار وديمومة نتباكى على بقائنا متخلفين عن الركب الرياضي المتطور.

فالكل يعلم كيف يتم التعامل في مدارسنا مع حصة التربية البدنية على مرأى ومسمع من إدارات التربية والتعليم التي أعتقد أنها تشارك في الفعل نفسه بتجاهل هذه المادة الدراسية التي تعتبر مادة كغيرها من المواد الدراسية الأخرى وربما أهم، حيث نجد أن أغلب المدارس لا توجد في جداول حصصها الدراسية أي حصص للتربية البدنية (الحقة) التي تكاد تكون معدومة، وإن وجدت فهي حصة (أي كلام)،حيث يرمي المدرس أو المدرسة الكرة للتلاميذ في الملعب فيجرون وراءها بأعداد كبيرة، فيما يعود هذا المدرس أو المدرسة إلى غرفتي المدرسين والمدرسات لأخذ قسط من الراحة بعيدا عن الحصة وتلاميذها..وفي أحسن الأحوال يتم الجلوس على كرسي في الظل حتى يقرع الجرس.

وهذا الأمر كثيرا ما يضر بتلاميذنا وطلابنا الذين للأسف يتم تكثيف الدروس عليهم وحشوها حشوا في أذهانهم حتى في حصص البدنية، فيحرم هؤلاء المساكين من حقهم في الترفيه وأخذ راحتهم في ممارسة هواياتهم الرياضية، فيصبحوا مشتتي العقول ومتعبي الأذهان، فلا يستوعبون ما يعطى لهم من دروس فتصعب عليهم المذاكرة والنجاح..في الوقت الذي كان يجب أن يتم الاهتمام ببرمجة الأنشطة المدرسية المختلفة واكتشاف المواهب وإنعاش حياة التلاميذ في المجالات كافة.

حقا إننا نعاني من جهل في هذه الأمور المهمة التي تبنى على أساسها حياة الطالب منذ صغره، لإننا غير مطلعين على ما يجري في كثير من الدول الشقيقة والصديقة من اهتمام بالناشئة ودعمهم للحياة المدرسية في مدارسهم التي هي عبارة عن مجمعات تعليمية ورياضية وعلمية يجد التلميذ أو الطالب فيها كل ما يجعله يقبل على العملية التربوية والتعليمية بنفس مفتوحة ورغبة في التعلم وممارسة كل الفعاليات المدرسية داخل أسوار المدرسة وخارجها..وهذا الجهل من قبلنا جعلنا في مؤخرة الصفوف والمواكب المتقدمة..علما بأن اهتمام دول الجوار والعالم كله يبدأ حتى من رياض الأطفال..بينما نحن نعمل على هدم ملاعب المدارس والبناء عليها وحرمان التلاميذ من متنفساتهم.

لذا ينبغي على الجهات التربوية والتعليمية وكل المعنيين والمشرفين والقياديين وضع كل هذه الأمور في حسبانهم من أجل العمل على النهوض بواقعنا الرياضي المتدني والهزيل.

وللأهمية كان يجب أن يكون هنا (تنسيق حقيقي وجاد) بين التربية والتعليم والأطر الرياضية الرسمية ، لما من شأنه استقامة الأمور الرياضية في مدارسنا التي هي الأساس في تطورنا ونهوضنا الرياضي.. فهل نعمل المفروض أن نعمله..أو نظل على (عمانا وجهلنا) بأهم الأمور..والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى