في مدينة التربة.. الأطفال محرومون من حق اللعب!!

> «الأيام» محمد العزعزي

>
استهلال:مدينة التربة بتعز بحاجة إلى أماكن خاصة لترفيه الأطفال الذين حرموا من أبسط الحقوق الضرورية، ويحز في النفس عندما يشاهد الإنسان اليمني ما تبثه القنوات الفضائية من اهتمام بالغ بهذه الشريحة المهمة بصفتها نصف الحاضر وكل المستقبل.

المعاناة والحرمان من حق اللعب مأساة أطفالنا بهذه المدينة لانعدام الحدائق العامة والمتنزهات العائلية لاصطحاب الأطفال في العطل والإجازات لقضاء أوقات ممتعة، ويتساءل الناس ماذا سيجري لو تفرغت المجالس المحلية بالمديريات لإيجاد مدن ألعاب لإنقاذ الطفولة المعذبة في هذه الأرض المنكوبة بدلاً من اللعب بالألعاب النارية وذهاب بعض الأطفال إلى أماكن النفايات واللعب بالمخلفات الضارة واستخدام القناني والعلب الفارغة كمتفجرات؟!

غبطة:

في هذا الصدد قال أشرف أحمد سلطان (مربي صف):«أطفالنا يغبطون زملاءهم في دول الجوار والفارق كبير بين هؤلاء البؤساء وأقرانهم العرب فيشعر الطفل اليمني بالنقص واحتقار الذات لانعدام كل شيء»، وأضاف بالقول:«يجب الاهتمام بالطفولة من كل الجوانب الصحية والتعليمية والتثقيفية والرياضية والترفيهية، فالبلدان المتقدمة تضع برامج الطفولة من أولويات استراتيجيتها.. فمتى نبدأ؟!».

إلى ذلك قام طفل في التربة فأخرج أرجوحة قديمة إلى الشارع أمام منزله فتزاحم البنين والبنات للعب بها مقابل إيجار رمزي بلغ عشرة ريالات لكل طفل.

ياحبذا

قال الأستاذ مروان عبدالهادي أحمد:«إن مدينة التربة بأحيائها وحاراتها ذات كثافة سكانية عالية وعدد الأطفال أكثر من نصف السكان حرموا من أبسط وسائل الترفيه واللعب النظيف»، وأردف قائلاً:«ياحبذا لو تتبنى السلطة المحلية رعاية الطفولة فتوفر المتنزهات والحدائق وأحواض السباحة وإيجاد مكتبات خاصة بالطفولة في هذه المدينة الآهلة بعدد كبير من الأطفال».

واختتم بالقول:«المطلوب من محلي الشمايتين أن يقوم عاجلاً غير أجل بتنفيذ المشاريع الحيوية للطفل لكي نصنع طفولة سليمة وخالية من العقد والحرمان على الأقل.

ونكون بذلك قد أسهمنا بالفعل في تطوير البرنامج الطفولي العام الذي مازال متعثراً ولم يلق أدنى اهتمام سواء من الجانب الرسمي أو الشعبي».

من أجل الطفولة:

قال لـ«الأيام» عمار سعيد علي (معلم): «الطفل أساس الحاضر وعماد المستقبل، وكأن هذه الشريحة المهمة لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد، وأن إسعاد الطفولة لا يتطلب المال الكثير، فلماذا لا يبادر المجلس المحلي بالإقدام بحزم وعزم على تحقيق هذه الرغبة الجامحة لإنقاذ الطفولة التي ستكون البذرة الأولى في هذه التربة الخصبة القابلة للنماء والارتقاء.. فهل نحن فاعلون؟!».

برمجة:

قال توفيق يوسف:«لضمان إيجاد وخلق طفولة صحيحة يجب على الجهات المختصة إعداد برامج متخصصة، وتوفير الوسائل الترفيهية الموجهة ذات الارتباط بالقيم المثلى والعقيدة النقية الواضحة وفتح آفاق رحبة واسعة أمام هذا القطاع والكم الهائل الذي سيصبح في القريب العاجل رمز هذا الوطن وحامل مشعل البناء ولابد من البرمجة السليمة لتعطينا طفولة واعدة وسعيدة بتوجيه صحيح بهدف الخلق والإبداع، ولن يتم ذلك إلا بتضافر كل الجهود المخلصة».

أما الأخت بلقيس أحمد شمسان (تربوية) فقالت:«تدهور التعليم فانعكس سلباً على الطفولة، وما المانع أن تكون المدرسة مكانا للعلم واللعب؟ لتنمية المهارات العقلية والجسدية. إن تردي المناهج أصاب المجتمع بالإحباط». وأضافت:«انعدام الخدمات الضرورية يلغي فكرة المطالبة بأماكن ترفيه للطفولة فتصير نوعا من الترف في مجتمع يكافح من أجل توفر اللقمة وشربة الماء».

حبر على ورق:

المؤتمرات والندوات وورش العمل وبرلمان الأطفال في بلادنا كلها حبر على ورق لا تستفيد منها الطفولة عامة وتصبح أشكالاً باهتة بعيدة عن جوهر ما نتمناه في خلق طفولة واعدة ومثمرة ممهورة بالعطاء المتجدد، ويتوجب على الجميع في هذا الوطن النظر بجدية وعزم إلى هذه الفئة المهمة وتصحيح المسار، وإعادة النظر فيما كان وتحسين ما سيكون لنحصد معاً ثمار طفولة نقية وصادقة يحفها الأمل بمستقبل زاهر.

الجمعيات موسمية:

إذا أردنا إنقاذ الطفولة فما أكثر الذين سيساعدوننا لتجاوز هذه المعضلات في الداخل والخارج لتخطي هذه العقبات التي ستزول بزوال التعثر والانكفاء على ما نحن عليه، وبدلاً من كثرة الجمعيات الموسمية وممارساتها الخاصة التي تظهر في أول يوم من هلال رمضان وتنتهي بانتهائه كل عام.. أليس الجدير بها أن تتحمل جزءا من أعباء هذه المشاركة الوطنية إلى جانب ضرورة إسهام الرأس المال الوطني والجهات الحكومية ممثلة بوزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام والجامعات اليمنية ووزارة الأوقاف والإرشاد والمجالس المحلية ووزارة الشباب والرياضة والأندية الرياضية، وعلى الجميع مما ذكر سالفاً أن يصنعوا ما يصنع الآخرون في دول الجوار، فالطفولة هي الأساس للكهولة والرجولة وقيادة الأمة فإن حسنت حسن كل شيء لفلذات الأكباد وإن أسأنا إليها لن نجني إلا الأشواك.

كفاية كتابة!

لايكفي ما تقوم به الصحف الرسمية والحزبية بتخصيص بعض صفحاتها لجانب الطفولة والكتابة بإسهاب بنظريات لاتعرف إلا بصفحات الكتب ولا تطبق في الواقع العملي، فتلك الكتابات محلها السماء وليس لها على الأرض مكان.

باختصار :

ليس كل ما قيل يستفاد منه، فالنزول الميداني والتطبيق الفعلي هو ما نريده أن يكون مهماً بصفته المفتاح لفك خزائن الأمل وصنع ثقافة وحضارة طفولية رائدة تزدهر بالأمل والاهتمام لا تكريس الألم والإهمال.. طفولة تحب الحياة وتمضي قدماً في إرساء قواعد العدل والخير والحب والجمال ومعاني الحرية من أجل الأطفال في ربوع الأوطان.. أليس كذلك؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى