«الأيام» تستطلع أحوال مديريات مربع الحرمان الأربع بشبوة .. (عرماء- الطلح - جردان - دهر ) مأساة وطن لاتنتهي! (2-1)

> «الأيام» محمدعبدالعليم:

>
أحد مشاريع المياه من أهل الخير
أحد مشاريع المياه من أهل الخير
تعتبر مديريات (عرماء، الطلح، جردان، دهر) محافظة شبوة من مديريات مربع النسيان في المحافظة، لكون تلك المديريات الشرقية تعاني الكثير من التهميش والنسيان.. وتبرز المعاناة في غياب الخدمات فالوحدة الصحية والمكاتب الحكومية شبه مغلقة، وكذا مشاريع المياه والاتصالات والتربية والكهرباء.. نستعرض في الحلقة الأولى من هذا الاستطلاع أوضاع المديريات في مجال الكهرباء والطرقات والصحة:

معاناة الكهرباء وأحلامها

في البداية نستعرض حال الكهرباء، حيث تغطي الكهرباء العمومية الواصلة من عاصمة المحافظة عتق أجزاء محددة من مديرية جردان، أما مناطق المديرية الأخرى - وهي الأكبر - فلاتوجد بها خدمات الطاقة الكهربائية، حيث يعتمد المواطنون على مولدات كهربائية خاصة لتوليد الطاقة الكهربائية، أما مديرية عرماء فيوجد فيها مولدات حكومية تعمل إلى الساعة الحادية عشرة مساء، لكنها دائماً ما تتعرض لأعطاب فنية تجعلها غير قادرة على العمل أوقات كثيرة، بالإضافة إلى أنها لاتغطي إلا عاصمة المديرية نفسها. وأما مديريتا الطلح، ودهر فلا توجد فيهما أي كهرباء حكومية على الإطلاق، ومايزال الموطنون فيهما يعتمدون على المولدات الخاصة!.. ويشكو الموطنون دائماً من أن الموالدت الكهربائية الخاصة سريعة العطب الدائم نتيجة العوامل الطبيعية وسوء الاستخدام للمولدات الصغيرة، مطالبين الحكومة بسرعة ربط المناطق في المديريات القريبة بالعاصمة عتق، لكون هذه المديريات لها حقوق مثل بقية مديريات شبوة، لكن للأسف الشديد هذه الدعوات في الغالب لاتجد من ينصت إليها!.

نقل المواطنين في أرض وعرة
نقل المواطنين في أرض وعرة
وللطرقات مأساة أخرى!

للطرقات قصة طويلة مع المديريات الأربع، حيث إن أغلب الطرق الرابطة لهذه المديريات طرق متعرجة وصحراوية، والغريب أن الطريق الشرقية الواصلة إلى حضرموت طريق مسفلتة، والجزء الآخر منها ردمية.. وتتزايد مأساة الطرقات عند العقبات الأربع التي أكل عليها الدهر وشرب!، حيث تتصعب أمور المرور فيها.. وتعاني المديريات كذلك من عقبات ملتوية في الجبال وهي (بارح، نيس، المعجز، ضوب، الشرقية، الكونية)، حيث تربط المديريات ببعضها ومع العاصمة عتق، وفي السابق كانت تلاقي هذه الطريق صيانة دورية لها قبل الوحدة، وحسب بعض الإفادات أنه توجد مبالغ مخصصة لصيانة هذه الطريق، لكن لا وجود - حتى هذه اللحظة - لأية عمليات صيانـة لهذه الطرق، وهو ما يطرح سؤالا بالغ الأهمية وهو «أين تذهب هذه المبالغ؟!».

نحن جزء من هذا البلد!

> يتحدث الأخ عمر صالح بارواعي قائلاً: «تحدثنا كثيراً عن الحال السيئة لهذه الطرقات لكن لا مجيب! ولم يلتفت إلينا أحد.. حال هذه الطرق لا يسر أحدا، وهي مليئة بالمطبات والتعرجات، وفي حالة مرض أحدهم واستدعى الأمر نقله إلى المستشفى فإنه لايصل إلا وهو في حالة سيئة بسبب هذه الطرقات!.. ونحن نقول للجهات المعنية إن هذه المديريات جزء من اليمن، ونحن هنا نطالب بحقوق هذه المديريات مثل المديريات الأخرى في الجمهورية اليمنية، لكون الطرقات تعتبر من الأشياء الضرورية وهي شريان الحياة، ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين.. أليس من حقنا المطالبة بإيجاد طرق صالحة وبقية الخدمات التي تفتقر إليها المديريات؟.

> الشيخ أحمد ضباب عضو في المجلس المحلي لمحافظة شبوة أكد وجود مناقصة لخط عياذ- جردان بناءً على التوجيهات الرئاسية والجهات الرسمية، وسوف يبدأ العمل في الخط بطول نحو عشرين كيلومترا، وسيتم في المرحلة القادمة بدء العمل في خط جردان - الطلح - رأس حفولة، الذي سيربط شبوة - دوعن - حضرموت بطول 130كيلومترا عبر المناطق الجبلية.. وطالب «بسرعة التنفيذ لهذين الخطين وفقا للفترة الزمنية المحددة في البرنامج الحكومي لتنفيذ الخط.. كما نطالب بإسناد هذه المشاريع لشركات ذات سجل جيد وليس لمقاولين غير أكفاء».

وادي جردان
وادي جردان
غياب الخدمات الصحية

الخدمات الصحية في المديريات الأربع متردية للغاية، حيث يوجد في عرماء مستشفى حكومي واحد كان يقدم خدمات ممتازة للمواطنين في السابق، وكان يطلق عليه مستشفى المديريات الأربع، أما الآن- وحسب إفادة المواطنين - فإن خدماته متردية جدا، وتقتصر على حضور الموظفين وانصرافهم فقط و صرف بعض الروشتات الطبية، كما أنه يفتقر إلى الأجهزة الحديثة والأشعة المقطعية والتجهيزية، وتنعدم فيه الأدوية الضرورية!، لذا فإن وضعية المستشفى الآن تدعو إلى إعادة النظر.. كذلك يوجد مستشفى في جردان ولكن وضعيته لاتختلف عن مستشفى عرماء!، وتوجد مراكز صحية ووحدات صحية في الطلح ودهر ولكن وضعيتها صعبة جدا، ويقتصر عملها فقط على الاستشارة الطبية في الغالب، ويتساءل الكثير من الموطنين:«أين تذهب ملايين الريالات التي ترصد لقطاع الصحة؟!».. والمثير أن العديد من الأطباء العاملين في المراكز الصحية تلك يفتحون عيادات خاصة بهم ويتركون العمل في المراكز وآخر الشهر يأتون لاستلام مرتباتهم الشهرية، وكأن شيئا لم يحدث!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى