«الأيام» تستطلع أحوال مديريات مربع الحرمان الأربع بشبوة ..(عرماء-جردان- الطلح-دهر) ..مديريات محرومة من كل شيء (2-2)

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

>
احد كرافانات المياه بالطلح
احد كرافانات المياه بالطلح
تعتبر مديريات (عرماء، الطلح، جردان، دهر) بمحافظة شبوة من مديريات مربع النسيان، لكون تلك المديريات الشرقية تعاني الكثير من التهميش والتجهيل.. وتبرز المعاناة في غياب الخدمات فالوحدة الصحية والمكاتب الحكومية شبه مغلقة، وكذا مشاريع المياه والاتصالات والتربية والكهرباء.

استعرضنا في الحلقة الأولى أوضاع المديريات في مجال الكهرباء والطرقات والصحة.. وفي هذا الجزء نستعرض أوضاع التربية والمياه والزراعة وغيرها.

إلى من يهمه الأمر:

> يعتبر التعليم من أهم القطاعات في الحياة العامة، حيث توجد في المديريات الأربع العشرات من مدارس التعليم الأساسي والثانوي ورغم كثرة المدارس في هذه المديريات .

إلا أنها تعاني نقصا كبيرا من الكادر التعليمي والسبب في ذلك عملية التفريخ العشوائية للمدارس في هذه المناطق، حيث يتم بناء المدارس واعتمادها رسمياً كمدرسة، رغم عدم وجود كادر تعليمي لها وهو ما جعل من العملية التربوية في خطر كبير.

زرت إحدى هذه المديريات والتقيت بعدد من الأهالي الذي أكد معظمهم أن هنالك خللا في طريقة التعليم في هذه المديريات، حيث تقوم المدارس بعملية رفع كل من يفشل، حتى وصل الأمر أن الطالب يكون في الصف السابع أو السادس، وهو مايزال لايعرف حتى كيف يكتب بطريقة صحيحة .

اطفال يبحثون عن شربة ماء بالطلح
اطفال يبحثون عن شربة ماء بالطلح
الكثير من طلاب المرحلة الثانوية يشكون الرسوب الدائم والمتكرر، والسبب في ذلك حسب قولهم عدم وجود كادر تعليمي يمكن له أن يقدم الكثير، وهو ما يترتب عليه فشل الكثير منهم .

جفاف مخيف ومشاريع معطلة:

> تعتمد مديرية عرماء على مياه الآبار كمصدر أساس للشرب إضافة إلى الكرفان في مديرية الطلح، ولكن للأسف الشديد العديد من مشاريع مياه الشرب معطلة والبعض الآخر منها يفتقر إلى الصيانة الدورية، حيث يوجد سد بمديرية الطلح أنشئ بأكثر من 60 مليون ريال، لكنه اليوم خارج عن الجاهزية بسبب الغش في عملية تشييده، حيث تتسرب المياه من جميع أجزائه.

المديريات الأربع بحاجة إلى مشاريع عملاقة و عملية صيانة للمشاريع القائمة كون أزمة المياه فيها بلغت ذروتها، حيث يصل سعر الوايت الماء (البوزة) إلى أكثر من 5000 ألف ريال يمني، مما يكلف المواطنين أعباء كبيرة بسبب غلاء الأسعار المتزايد هذه الأيام .

زراعة.. ولكن:

تبلغ مساحة المديريات الشرقية (عرماء-جردان-دهر-الطلح) أكثر من 12000 ألف كيلومتر مربع ، ويبلغ حجم الأرض القابلة للزراعة مئات الهكتارات، حيث تزرع هذه الأراضي القمح والطهف والدجر وغيرها من الحبوب، التي يتم حصادها بعد ثلاثة أشهر من زراعتها، ولكن هذه المحاصيل تعتمد في الغالب على مياه الأمطار.

ورغم إمكانية إقامة عدد من السدود في المنطقة إلا أن المنطقة لاتزال تفتقر إلى وجود هذه السدود.

حصن تاريخي بعرمة
حصن تاريخي بعرمة
عسل جردان:

يعتمد الأهالي هنا في مصادر عيشهم على الأعمال الحكومية، ووجود فئة كبيرة من أبناء المنطقة مغتربين في دول الخليج وغيرها من البلاد، وتشتهر المديريات الأربع برعاية الأغنام والإبل وتربية النحل.

وتتمتع جردان بوجود مساحات كبيرة من النخيل والعلب والسمر والأراك والإثل والمشط ، حيث تعتبر جردان أحد أهم الأماكن المشهورة بإنتاج العسل ذي الجودة العالية.

تاريخ وحضاره

الآثار في المديريات الأربع شاهد على حضارتها، ففي مديرية عرماء توجد شبوة القديمة، وهي العاصمة التاريخية لدولة حضرموت القديمة، حيث توجد بها العديد من الآثار والشواهد التي ماتزال قائمة إلى اليوم، فمن الشواهد والدلالات العلمية توجد في صحراء شبوة سفينة نوح عليه السلام، التي أشار إليها عدد من الباحثين، وتتميز عرماء ودهر جردان بوجود عدد من الحصون والأماكن الأثرية العديدة.

كما توجد في مديرية الطلح وخاصة في الشعاب آثار تعود إلى عهد عاد وثمود، ولكن الكثير من هذه الآثار التاريخية تحتاج إلى التوثيق والحصر والترميم قبل فوات الأوان .

مشروع مياه متعثر
مشروع مياه متعثر
انفجار سكاني مشكلة أخرى:

استناداً إلى مصادر التعداد السكاني الأخير يبلغ عدد السكان في المديريات الأربع الشرقية أكثر من أربعين ألف نسمة، ووفق تعداد المساكن والمنشآت لعام 2004م تحتل مديرية عرماء الصدارة في عدد السكان بأكثر من ثلاثين ألف نسمة، يليها مديريات جردان والطلح ودهر، وعدد السكان في تزايد والسبب في ذلك غياب التوعية بمخاطر وأضرار الإنجاب المتواصل.

عاطلون عن العمل:

مثلها مثل الكثير من مديريات شبوة تتفشى البطالة في هذه المديريات، حيث يعاني الكثير من الشباب من غياب فرص العمل وانعدامها بشكل تام، رغم أن بعض الشركات النفطية العاملة في هذه المديريات قامت بتوظيف بعض شباب المنطقة مثل شركة omv. ورغم هذه الخطوة إلا أن معدل تفشي البطالة لايزال مرتفعاً، حيث يطالب الأهالي بإعطائهم فرصة أكبر في مجال التوظيف في هذه القطاعات، وذلك لاحتياجهم الشديد لمثل فرص العمل هذه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى