جمعية شباب شقرة التعاونية السمكية .. آمال مشروعة ونجاحات ملموسة والقادم هو الأفضل

> «الأيام» شكري حسين:

>
أن تشم رائحة البحر وتداعب نسائمه (محياك) وتسمع أهازيج الفرح التي يطلقها الصياد عقب عودته وتصافح (عينيك) خيرات المولى وتقرأ في أعين الحاضرين (نشوة) العيد، عذراً لحظة العناق بين البحر والإنسان .. فذاك أمر يثير في النفس بهجة وفي الفؤاد انشراحا.

أن تقف بين أوساط البسطاء وتشاركهم متعة (المنظر) وتخالطهم أحاسيس الفرح وساعات السعادة .. فذاك أصل الحبور وقمة البهجة .. يوم الخميس الماضي قيض لي (رفقة) قادوني عنوة إلى منطقة شقرة الساحلية .. كان المشهد هناك رائعاً .. جموع من الشباب والأطفال يلتحفون (السماء) ويسترقون النظر إلى زرقة (الماء) يتمتمون فيما بينهم (ساعة وصول القوارب دنت) هكذا قال أحدهم .. أما أنا فظل نظري يتجول بين روعة المكان والإحساس بالدفء والأمان وبين الوجوه السمر التي لفحتها حرارة الشمس وقسوة الزمان.. فجأة انطلقت صيحات الفرح وتعالت أصوات (السعادة) وتدافع معظمهم إلى البحر لاستقبال القوارب وما تحمله من الخير .. ومابين روعة المشهد وجمالية المكان تساءلت عمن يدلني على سر هذا الفرح وذاك النجاح الذي حققته جمعية شباب شقرة السمكية، فقيل لي ذاك الرجل عنده مايشفي غليل تساؤلاتك.

يقول الأخ محمد أحمد عبدالله الدخن، أمين عام جمعية شباب شقرة التعاونية السمكية : «لم يدر بخلدنا ونحن نضع اللبنة الأولى في جدار جمعيتنا الوليدة أن نحصد هذا النجاح والشهرة الكبيرة في فترة وجيزة لاتتعدى ستة أشهر، حيث بلغ مستوى الإنتاج أكثر من 1049 طنا من مختلف وأجود أنواع الأسماك بكلفة إجمالية قدرها (120) مليون و(8070) ألفاً و(512) ريالاً وخلال الفترة من 17-1 أكتوبر الجاري وصل الإنتاج إلى أكثر من (80) مليون ريال».

قاطعته بالقول: كل هذا خلال 5 أو 6 أشهر فقط؟ فأجاب:«نعم ونتوقع تحقيق المزيد من النجاحات خلال الفترة القادمة، لأن شعارنا في الجمعية (العمل، الجد، المثابرة، الصدق، الأمانة) والحمد لله أننا كسبنا الرهان وتوارت توقعات الفشل ».

عن أي رهان تتحدث؟ .. قال : «قد لا تعلم يا أخي أن مقومات جمة ومطبات كثيرة وضعت أمامنا بغية تثبيط هممنا ووأد حلمنا كشباب متطلع إلى العمل، وحريص على المشاركة في عملية البناء والتنمية التي يقودها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وترجمة لبرنامجه الانتخابي الداعي إلى الاهتمام بقطاع الشباب وتسهيل فرص العمل أمامهم، وعلى هذا الأساس تسلحنا بالعزيمة والإرادة، وتمكنا من قهر المستحيل وتجاوز المطبات والإرهاصات التي ما انفكت تحاول حتى اللحظة عرقلة نشاطنا بدعاوى فارغة الهدف منها إجهاض حلمنا والنيل من عزيمتنا».

أفهم من كلامك أن هناك من لايروق له نجاحكم؟ .. «نعم كثيرون أزعجتهم نجاحاتنا وقضت مضاجعهم الشهرة والسمعة الكبيرة التي حظيت بها جمعيتنا، لأجل ذلك نشعر أننا غير مرغوب فينا، خاصة عند ما تمكنا من سحب البساط عنه».

مصدر قوتنا

يقول الدخن:«نحن نتعامل بشفافية وليس لدينا ما نخفيه تحت الطاولة ونشعر أن مصدر قوتنا وعنوان نجاحنا هو (التفاف) الشباب حولنا وتفاني جميع منتسبي الجمعية في العمل إلى جانب (إيماننا) المطلق بصوابية الخطوة التي أقدمنا عليها فتمكنا من تحقيق النجاحات تلو النجاحات ومع مرور الأيام قوي (عود) الجمعية وزاد صلابة وكسبنا تعاطف الجميع بمن فيهم محافظ محافظة أبين م.أحمد الميسري، ووزير الثروة السمكية الأخ محمد صالح شملان اللذان أشادا بدور جمعيتنا أثناء زيارتهما الأخيرة لشقرة، بل وأكدا على ضرورة دمج الجمعيات الأربع في تموين المشروع الخامس القادم .. وما كان لذلك أن يكون لولا تعاون الجميع (هيئة إدارية وصيادين وعمالا)، فشكلنا (حلقة) عمل ناجحة أساسها الصدق وعمود بنيانها الإخلاص، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى استفدنا من أخطاء غيرنا وتجنبنا الوقوع فيها».

تسهيلات كبيرة

«من الأشياء التي ساهمت في شهرة الجمعية ودفعت الصيادين على الإقبال إليها هو الخدمات والامتيازات التي تقدمها لمنتسبيها ومنحها معدات الاصطياد بأسعار مناسبة وبالتقسيط المريح (المحركات، القوارب، الشباك، الوقود)، ناهيك عن الأعمال الإنسانية المقدمة أثناء الظروف الخاصة، كالمرض أو المساعدة في الزواج وكل ما دعت إليه الحاجة وللعلم بلغ إجمالي ما تم تقديمه في هذا الاتجاه وخلال الأشهر القليلة الماضية مايعادل (9) ملايين و(559) ألف ريال».

طموحات كبيرة

«طبعاً لم يتوقف طموحنا عند محطة ما وصلنا إليه«.. هكذا قال الدخن ..، وأضاف: «هناك الكثير من الأمنيات التي نسعى إلى تحقيقها مستقبلا، حيث سبق أن جلسنا مع الأخ المحافظ م.أحمد الميسري، وطرحنا عليه فكرة إعادة تأهيل مصنع (شقرة) لتعليب الأسماك ورحب بالفكرة، وكلفنا بعمل دراسة متكاملة حول المصنع بحيث تتولى الدولة إعادة تأهيله ومن ثم تسليمه للجمعية بغرض تشغيله ونشعر أن عندنا القدرة والكفاءة التي تمكننا من إعادة المصنع إلى الواجهة بعد سنوات عجاف ألمَّت به بفعل الكثير من الممارسات الخاطئة .. ومن دون شك إخراج المصنع من محنته من شأنه إعادة الحياة إلى أروقته وتوفير فرص عمل لقطاع واسع من الشباب وانتشالهم من مستنقع البطالة والمشاركة بفعالية في عملية التنمية والاقتصاد في المحافظة ورفد خزينة الدولة بملايين الريالات» .

ويضيف:«طموحاتنا ليس لها حدود، فهناك جملة من المشاريع التي ننوي القيام بها مثل بناء (ثلاجات) لحفظ الأسماك ومصانع للثلج والطحن للاستفادة من النفايات ومخلفات الأسماك في صنع (الأسمدة) إلى جانب ما توفره من الحفاظ على البيئة والقضاء على التلوث، وأيضاً نسعى بالتنسيق مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل إلى البحث عن محلات جديدة لبيع الأسماك بالتجزئة بحيث تتوافر فيها الشروط المطلوبة كالنظافة والكفاءة والعمل على وصول الأسماك للمستهلك وبأسعار زهيدة» .

إشارات عابرة

- اعتمد شباب الجمعية عند تأسيسها على أنفسهم ولم يطلبوا المساعدة من أحد وكانت (أسهم) الأعضاء البالغة مليوناً و(148) ألفاً هي القطرة الأولى فتبعها غيث كثير .

- خلال فترة شهرين من التأسيس وصل الإنتاج إلى أكثر من (50) مليون ريال بما يعادل (500) طن من الأسماك وهذا ما أزعج الكثيرين .

- تمكنت الجمعية من توريد مبالغ كبيرة إلى خزينة الدولة بلغت (4) ملايين و(329) ألفاً و(611) ريالاً ، فيما بلغ إجمالي المبيعات من الأسماك (144) مليوناً و(312) ألفاً و(438) ريالاً .

- في أثناء تجوالنا في سوق الحراج بشقرة اكتشفنا أن الكيلو الثمد لاتتجاوز قيمته (350) ريالاً بينما يباع في الأسواق من 1200-1000 ريال.

- السمعة والشهرة الكبيرة التي حظيت بها الجمعية منذ تأسيسها دفعت الكثير من الشباب إلى الالتحاق بها كما هو الحال بالشباب القادم من محافظة حضرموت .

- الجمعية تتولى عملية التسويق وبيع المنتج في المزاد ويتم أخذ عمولة الدولة %3 و%3 للجمعية و%2 أمانة أو رصيد يدرج في رصيد الصياد يمكنه أخذه متى شاء أو جعله رصيداً سنوياً يأخذه نهاية العام أو عند الحاجة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى