> هرجيسة «الأيام» حسين علي نور :
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها. لكن ثمة شكوك بأن جماعة الشباب الاسلامي تقف وراء تلك التفجيرات. وغالبا ما تشن تلك الجماعة هجمات في أقصى الجنوب تتزامن مع الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاضطرابات في الدولة الواقعة بالقرن الافريقي.
وشن المهاجمون هجماتهم في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء الحكومة الصومالية المؤقتة وزعماء دول إقليمية لاجراء محادثات في نيروبي. وتقع الحكومة الصومالية التي شكلت منذ أربعة أعوام تحت ضغط لانهاء الفوضى واقتسام بعض السلطة مع شخصيات معارضة معتدلة.
وتقول واشنطن وحليفتها الوثيقة في المنطقة إثيوبيا إن الإسلاميين الصوماليين على صلة بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن.
وقال وزير الخارجية الصومالي علي أحمد جاما لرويترز في الاجتماع "لدينا مشتبهم بهم.. المتطرفون الذين يريدون زعزعة الاستقرار حتى في المناطق التي يعمها السلام."
وأضاف "إنهم يريدون نقل رسالة بأنهم يمكنهم الوصول إلى أي مكان.. ودائما ما يبحثون عن أهداف سهلة."
وكان 20 شخصا على الاقل لاقوا حتفهم عند السفارة الاثيوبية في هرجيسة عاصمة إقليم أرض الصومال ولقي خمسة على الاقل حتفهم في انفجارين وقعا في آن واحد عند مكتب الرئاسة المحلي ومبنى برنامج التنمية للامم المتحدة.
وكان الصحفي علي جاما محمد يسير أمام مقر مكتب الرئاسة عندما صدمت سيارة بواباته.
وقال لرويترز "وقع انفجار كبير ورأيت الكثير من الناس ومعظمهم من المارة وبعض حراس الأمن يسقطون على الأرض. كان البعض قتلى وأصيب آخرون."
وفي بوصاصو بمنطقة بلاد بنط المجاورة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي فجر مهاجمان انتحاريان سيارتين ملغومتين داخل مجمع مخابرات بلاد بنط مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص آخرين.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على شبكة القاعدة بقيادة أسامة بن لادن التي تقول واشنطن إنها تعمل من خلال جماعة الشباب في الصومال.
وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية جيندايي فرازر في نيروبي "إالهجوم له مظهر ضربة للقاعدة."
وأضافت "هناك تهديد إرهابي خطير في القرن الافريقي."
وبلاد بنط وأرض الصومال هادئتان نسبيا مقارنة مع جنوب الصومال حيث تواجه الحكومة الصومالية والجيش الإثيوبي المتحالف معها متمردين إٍسلاميين يشنون حملة من تفجيرات القنابل المزروعة على الطرق وهجمات بنيران المدفعية واغتيالات.
وكانت جماعة الشباب الاسلامي شنت في السابق هجمات واسعة خلال جهود الوساطة في خطوات يقول محللون إنها تهدف إلى أن تظهر للعالم من الذي يتولى السيطرة على الارض.
وعندما أبرمت الحكومة وبعض الشخصيات المعارضة اتفاقية سلام في مفاوضات قادتها الامم المتحدة في جيبوتي في أغسطس آب الماضي سيطر مقاتلو جماعة الشباب على ميناء كيسمايو الاستراتيجي بجنوب البلاد في معارك قتلت 70 شخصا على الاقل.
وقال موسى جيلي حاكم منطقة باري لرويترز "التوتر شديدة وأحاط جنود بلاد بنط بكل المؤسسات الحكومية."
وأسفر العنف عن مقتل نحو عشرة آلاف مدني وعدد غير محدد من المقاتلين منذ بداية العام الماضي,ونزح أكثر من مليون شخص عن ديارهم.
واعرب رؤساء دول شرق إفريقيا الخمس في اجتماعهم في نيروبي أمس الأربعاء عن قلقهم العميق من الوضع الراهن الذي يكاد يصبح ميؤسا منه وقالوا إن النزاعات الداخلية في الحكومة هي السبب الرئيسي في الازمة.
لكنهم قالوا في بيان إنهم سيدرسون تمديد تفويضها الذي من المقرر أن ينقضي في أغسطس آب 2009 شريطة إحراز تقدم سريع في مجالات من بينها المصالحة السياسية والامن. رويترز