170 قتيلا على الاقل في الزلزال في جنوب غرب باكستان

> كويتا «الأيام» ماز خان :

>
ضرب زلزال اعقبته هزة ارتدادية قوية جنوب غرب باكستان قبل فجر أمس الأربعاء مما ادى الى مقتل 170 شخصا على الاقل وتدمير عدد كبير من البيوت الطينية، واثارة حالة من الهلع بين السكان الذين خرجوا الى الشوارع وهم يصرخون.

واعلنت المنظمة الدولية للصليب الاحمر في جنيف ان الزلزل اوقع مئات القتلى وشرد الالاف.

وقال مسؤول اللجنة الدولية للصليب الاحمر في كويتا اندرو بارتلز-سميث في بيان "لا توجد لدينا معلومات واضحة لكن التقارير الواردة من المنطقة تشير الى مقتل المئات والى ان الالاف اصبحوا بلا مأوى".

واضاف ان الصليب الاحمر ارسل فريقين لتقييم الوضع والاحتياجات.

وقال اعضاء الفريقين ان هزات ارتدادية جديدة ضربت المنطقة والسكان ما زالوا في العراء في حرارة متدنية تحت الصفر.

وتضررت ثماني قرى على الاقل بالزلزال الذي بلغت قوته 4،6 درحة على مقياس ريشتر طبقا للشرطة وعدد من المسؤولين الذي حذروا من احتمال ارتفاع عدد القتلى مع استمرار عمليات الانقاذ في القرى الواقعة في المنطقة الجبلية النائية المحاذية لافغانستان.

وصرح ديلاوار كاكار رئيس بلدية مدينة زيارة التاريخية على بعد 50 كلم شمال مدينة كويتا لوكالة فرانس برس ان عدد القتلى ارتفع الى 170 قتيلا بينما وصل عدد الجرحى الى 400 جريح.

ودمرت كافة المنازل تقريبا في الزلزال الاولي او في الهزات الارتدادية التي بلغت قوة احداها 2،6 درجة حسب مركز الزلازل الاميركي,وتضررت عدد من المدارس والمستشفيات، حسب كاكار.

واضاف ان "اعمال الاغاثة تواصلت حتى وقت متاخر من المساء وتمكنا من انتشال كافة الضحايا تقريبا من تحت الانقاض. ونعتقد ان اعدادا متزايدة من الناس طمروا تحت الانقاض".

وتابع "لقد دفنا نحو 130 شخصا من المناطق المتضررة فيما ارسلت جثث قتلى اخرين الى بلداتهم الاصلية".

وفي وقت سابق صرح خوشال خان، المتحدث باسم وزير الموارد زمراك خان في حكومة ولاية بلوشستان الغنية بالغاز ان سكانا من المنطقة المحيطة بمدينة زيارة التاريخية على بعد نحو خمسين كيلومترا شمال العاصمة كويتا ابلغوه ان نحو ستة الاف شخص شردوا من مساكنهم.

كما ابلغوه ان 29 فردا من عائلة واحدة قتلوا في الزلزال.

واعرب كل من الرئيس اصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني عن تعازيهما لاقارب الضحايا والجرحى، حسب وكالة اسوشييتد برس الباكستانية.

وسارعت الهند المحاورة الى عرض مساعداتها.

وقدرت اول احصاءات حكومية رسمية صادرة عن هيئة ادارة الكوارث الوطنية عدد القتلى بنحو 115 قتيلا والجرحى 300 جريح، حسب ما افاد الجنرال المتقاعد فاروق احمد رئيس سلطة ادارة الكوارث الوطنية.

وفي كويتا ذكر شهود عيان ان الناس فروا من منازلهم وهم يصرخون. وعرض التلفزيون صورا للعديد من الاشخاص الذين خرجوا الى الشوارع في برد الصباح القارس.

ومعظم الضحايا هم من القرى التي شيدت منازلها من الطين والتي انهارت بفعل قوة الزلزال الذي تسبب في انهيارات الاتربة والصخور بينما كان الناس نائمين.

وفي قرية وام القريبة من زيارات، بدأ الناجون في وقت لاحق دفن القتلى تماشيا مع التقاليد الاسلامية التي تقضي بدفن الموتى بعد وفاتهم مباشرة,وجرى انتشال 75 جثة على الاقل من تحت الانقاض، حسب جمعية "ادهي" الخيرية المحلية.

وصرح محمد نعيم (28 عاما) لوكالة فرانس برس "شقيقي عبد السلام الذي كان سائق شاحنة، عاد الى القرية الليلة الماضية من عمله وتوجه الى غرفته للنوم".

واضاف "الا ان سقف غرفته انهار في الزلزال فقتل سليم وزوجته. وانتشلنا جثتيهما ودفناهما بعد الظهر".

وشاهد مراسل فرانس برس الناس وهم يبحثون يائسين بين انقاض البيوت المدمرة عسى ان يعثروا على احبائهم احياء او ان ينتشلوا جثثهم.

وانهارت المباني في زيارة كما انقطعت الاتصالات فيما قطعت الطريق الرئيسية المؤدية الى كويتا بسبب تصدعها بفعل الزلزال وسقوط كتل صخرية كبيرة عليها، حسب مراسل فرانس برس.

وتم ارسال الجنود والمروحيات والخيام والبطانيات والاغذية والمساعدات الطبية من كويتا الى زيارات، كما بدأ تقييم جوي للاضرار، وفقا للجيش الباكستاني.

وذكرت هيئة ادارة الكوارث الوطنية ان الوضع تحت السيطرة ولا حاجة الى مساعدات خارجية.

الا ان عمدة زيارات قال انه تم ارسال 3000 خيمة حتى الان، الا انها لا تكفي.

واضاف "لقد طلبنا من الحكومة ارسال 10 الاف خيمة على الاقل لان درجات الحرارة في البلدة الجبلية هي تحت الصفر والناس يحتاجون الى مأوى خلال الليل".

ولم ترد تقارير فورية عن وقوع ضحايا او حدوث اضرار في افغانستان المجاورة.

وزيارات هي منتجع تاريخي يشتهر بغاباته. كما يرتاده الزوار من كافة انحاء باكستان في الصيف لمشاهدة المنزل الصيفي لمؤسس البلاد محمد علي جناح.

وفي اكتوبر من عام 2005 قتل نحو 74 الف شخص وشرد 5،3 ملايين عندما ضرب زلزال بقوة 6،7 درجات شمال غرب باكستان وكشمير.

وفي عام 1935 قتل زلزال هائل نحو 30 الف شخص في كويتا التي كانت تحت الحكم البريطاني في ذلك الوقت. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى