خـماســية اليابــان..الكيفـية ، الــدلالـة، الأثر.. !

> «الأيام الرياضي» وليد العبادي:

> بداية دعوني أتساءل (بقدر ما أستطيعُ المحافظة على ثباتي الانفعالي) وأقول : ماذا فعلنا ليوضع شباب منتخبنا في مجموعة تضم منتخبات من طراز ( اليابان -- السعودية -- إيران ..!.؟ ذلك أني ولوهلة ظننت أن تلك المنتخبات أطرافا في نصف النهائي.. وعبثاً أحاول التخلص من الغضب الذي يحاصرني كلما تذكرت انهم مع منتخب (فضيل) المسكين..في الدور الأول.. وبرغم ذلك فإني لا أنكر أن التذمر من قوة المجموعة في هذا الوقت بالذات أصبح فكرة قديمة جداً وذلك لخلفية الخسارة (المذلة) أمس أمام اليابان وكذلك لأن قانون كرة القدم يقتضي أن تفوز على الكبار فيما إذا أردت أن تكون كبيراً..!

وبخصوص مباراة الافتتاح التي أعددنا لها كل شيء في سبيل مشاهدة (متعة يمنية مجانية)..فيمكنك أن تضحك..ويمكنك أن تبكي..ويمكنك أن تضرب برأسك على الجدار. غير مأسوف عليهما معاً - ليست مشكلة.. المهم هو أن لاتسأل أو تقول «ماذا فعلوا بنا؟» فحتى لو لم تفهم يجب أن يكون الأمر مفهوماً كالعادة !.

وفي وضع كهذا لا يُنصح كثيراً بالخوض في مفكرة اللقاء (الفنية) فالأمر أصبح أكثر من مبذول ومبتذل،وغير قابل للطرق والسحب، فقد أوهمتنا رقعة الملعب أننا نخوض اللقاء بطريقة 3 - 5 - 2 ولكن ما تم مشاهدته لا يمت لذلك بأي صلة..شاهدنا مجموعة من الثائرين الذين ظلوا يلوحون بورقة الحماس وبهتافات الجماهير وعندما تلعب في ظل الكرة الحديثة ومن دون غطاء تكتيكي واضح فعليك مصادرة حقوقك في المنافسة..وأكثر من ذلك إذ يجب أن تذهب إلى بطولات الحواري..!

ليس جلداً للذات نهوى الحديث بهذا المنطق ولكنها القلوب المكلومة على رمادية أداء لاعبين توسمنا فيهم الكثير..سمعنا كثيراً عن الانسجام الكبير بين اللاعبين على خلفية أنهم صعدوا من الناشئين، وسمعنا أكثر عن الاعداد الذي يفترض أنه (جيد) لهذه المنافسة.. كان لدينا صحف ومواقع كثيرة تقول كل شيء وأي شيء..! وقد كان ذلك جيداً إلى حد ما، ولكن الآن هل سيكون جيداً أكثر لو تضاعف العدد ليتضاعف كل شيء وأي شيء؟!. غير أن العبرة هنا ودائماً ليست في العدد أو الكم بل في النوع أو الكيف فلا نصدق الجعجعة قبل أن نعاين الطحين؟

اللقاء الأول أمام اليابان كان مهماً جداً ولا ينكر أحد أن الخصم الياباني كبير ومتمرس.. كانت البداية مقبولة على مستوى الضغط والندية..بدا لاعبونا وكانهم قادرون على مجاراة اليابانيين إلى أن تحقق التقدم (السريع جداً) لليابانيين بطريقة ساذجة قد يصعب إيجاد مثيل لها في المستطيلات الخضراء..لأن من لاحظ طريقة مدافعينا في كشف التسلل وطريقة الارتداد لإهداء الكرة لليابانيين لإحراز التقدم سيقتنع وبشدة أنها كبيرة جداً تلك المسافة التي تفصل اللاعبين عن التفكير والتصرف السليم..!

زيـادة الغلة اليابانية من الأهداف كانت متوقعة لسبب جوهري وحاسم وهو أننا لم نلاعب الخصم الياباني بما تقتضية إملاءات (المرحلة) وطريقة لعب المنافس، وإنما بإملاءات (المرجلة) وكرة الثائرين وحماس الجماهير الوفية..ولكي أكون إيجابياً أكثر في الطرح فلعلي سأحاول أن أنشر غسيل منتخبنا شديد الاتساخ وأشدد على أن فضيل واللاعبين أجبروا أنفسهم على خوض مجريات قاسية باعتمادهم على تصعيد النسق في نقل الكرات إلى المقدمة وذلك مع منتخب أصل قوته وأساس لعبه هو (السرعة والمباغتة) ولو أن اللاعبين اعتمدوا على التحضير (الكثير) والاحتفاظ بالكرة في المنتصف لأكبر قدر ممكن مستغلين مهاراتهم الفردية (في النصف الأول من شوط المباراة الأول على الأقل) فلعل ذلك سيكون فيه خفض لرتم المباراة وتعطيل للنسق السريع مما يفقد الخصم الياباني ركناً أساسياً من أركان قوته..أما المضحك المبكي فيكمن في أننا وعندما أعتمدنا على السرعة في نقل الكرات (طولياً) إلى المقدمة (وهي ميزة لا نجيدها) لم نكن نحقق التقدم المطلوب لأن كراتنا كانت (دائماً) تنقطع برعونة كبيرة وذلك لأن لاعبينا ومع هتـافــات وأهـازيج الجماهير الغفيرة يجدون صعوبة كبيرة في التفريق بين السرعة والتسرع !

إلى هنا علينا أن نتفق (جملة وإفراداً وتفصيلا) أن تقديم وجه مرض في ظل معطيات كهذه كان صعبا جداً..لأن المدرب واللاعبين أفقدوا أنفسهم نقاط قوتهم مفسحين الطريق للمنافس في الاستفادة القصوى من إمكانات لاعبيه.. الشوط الثاني كشف عن تسيد ياباني كامل للمجريات وأكثر من ذلك فقد أظهر منتخب اليابان ميزة أخرى فريدة وهي التسديد القوي والمتقن..ولأن فضيل كان يلعب بطريقة (دفاع المنطقة) فإن تسديدات اليابانيين كانت لا تنفك تعبر الأجواء اليمنية بيسر وسهولة لتحط رحالها في شباك حارس مرمانا (المسكين)..وبما أن القناعات سارت بعد اللقاء بأن لليابانيين تسديدات خرافية؟؟ فلماذا لم تسر قناعات المدرب إلى الحقيقة ذاتها من قبل؟؟ أقول ذلك لأني أتساءل ألم يدرس فضيل المنتخب الياباني؟ و لماذا خاض اللقاء معتمداً على دفاع المنطقة الذي يفسح المجال للتسديد المريح؟ ولماذا لم يعتمد على اللعب بطريقة (الدفاع المتقدم) والضغط على حامل الكرة؟؟ وبعيداً عن جحيم التسديدات اليابانية.. أجد ذهني يطالبني وبشده أن أسأل عن كذبة يقال لها (الانسجام).؟؟ أقول ذلك لأني لم أشاهد جملة تكتيكية واحدة تحسب لجهاز فني أيا كانت قدراته؟؟

اسئلة كثيرة تطرحها الجولة الأولى للتصفيات وأعتقد أنها تساؤلات من طراز يتطلب التصحيح فضلاً عن الإجابة..إذ كم هو محزن أن ترتفع الهتافات أسراباً في سبيل تشريف يمني (معهود) ثم ينتهي الأمر بكارثة أهداف تمزق شباكنا وتجعل الأجهزة الفنية في المنتخبات المنافسة تشرع في وضع منتخبنا في موضع من يسير وجهة المجموعة قياساً لكم الاهداف التي ستتلقاها شباكه.. لذلك كله كان سقوط الأحمر الشاب من مرتفع شاهق لم يرضي الجماهير بالتجربة المثمرة حذراً في المستقبل فكان سقوطا بكيفية أغضبتنا ودلالة أحزنتنا فيما حز في نفوسنا الأثر ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى