إذا اعتبرنا مسرح حافون (مجنيا عليه).. فمن (الجاني)؟!

> «الأيام» عبده حمدان مساوى:

> بعد التأجيلات المستمرة لمهرجان ليالي عدن للفرق المسرحية هذا العام بـ(مبررات وبغير مبررات) تردد مؤخرا خبر موعد إقامة المهرجان في شهر نوفمبر الجاري أو بمعنى أدق البدء في التجهيزات لإقامته و أمسكوا الخشب خوفا من الحسد حتى لا يتأجل هذا الموعد أيضا.

وأنا هنا لست بصدد التساؤل عن أسباب التأجيل المستمر لهذا المهرجان .. فهذا الحدث الفني السنوي في شتى الأحوال سيقام إذا لم يكن اليوم فغدا. التساؤلات لا تكمن في موعد اقتراب بدء المهرجان بقدر ماهي تساؤلات عن المكان الذي ستقام فيه عروض المهرجان المسرحية هذا العام.

ومنذ المهرجان الأول لليالي عدن وفرقنا المسرحية تعاني حالة تشتت بين التنقل كل موسم من مسرح إلى آخر مثل (البدو الرحل)، وذلك لأن مسرح حافون - الذي كان مقررا أن يكون المسرح الحاضن لجميع مهرجانات ليالي عدن - قيد الترميم، هذا ما أكدته بعض المصادر ذات الصلة بالمهرجان التي وصفت في الوقت نفسه هذا التشتت والتنقل بأنه حالة مؤقتة ريثما يتم ترميم مسرح حافون (هذا الخبر كان منذ سنوات مضت) ومازال مسرح حافون كما هو (لم يرفع عنه يسير الغبار).. أنا لا أنتقد هذا التشتت والتنقل إذا كان مؤقتا بقدر ما أنتقد المكان الذي يتم فيه عرض مسرحيات المهرجان والذي لا يمت للمسرح بأية صلة.. وهذا ما لمسته شخصيا لأنني أحد المشاركين في هذه المهرجانات.

ففي قاعة فلسطين عندما أقيم المهرجان الأول كان رجع الصوت يملأ القاعة معيقا الجمهور من الاستماع بوضوح، لأنها قاعة مجهزة للمؤتمرات وغير صالحة للعروض المسرحية.. وإذا كانت قاعة فلسطين تعد سيئة بالنسبة للعروض المسرحية فإن (سينما هريكن) - المكان المنقول إليه مهرجان العام الماضي - أسوأ بكثير لا تصلح للعروض المسرحية البتة، ولاتمت للمسرح بشكل من الأشكال، حيث لاتوجد كواليس أو غرف تغيير الملابس.. وبعد هذا سؤال يطرح نفسه: متى يرحم مسرح (حافون) وننقذ مهرجان ليالي عدن السنوي من التشتت والعبث؟ وعلى الرغم من حالة التشرد والفوضى التي أحاطت بمهرجان ليالي عدن، ألا أننا لاننكر جهود أستاذنا القدير المسرحي الأول علي يافعي ومساعيه في انتشال مسرح حافون من وحل الانقراض وترسيخ جذور أعمدة المسرح اليمني، ولكن «اليد الواحدة لاتصفق!» وعلى أستاذنا البحث بين الأيدي المتزاحمة حول مسرحنا اليمني عن يد نظيفة وصادقة تسانده، لأن ثمة همسا تردد عن مؤامرة خفية تدبر من قبل أيدٍ حاقدة ضد مسرح حافون حتى يظل على هذه الشاكلة من التدهور، ويصبح بقايا أطلال مسرح!، فإذا اعتبرنا هذه المسألة برمتها قضية جنائية واعتبرنا مسرح حافون مجنيا عليه، فمن ياتري الجاني؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى