الصومال... مبادرات سلام مشلولة وتدخل دولي متأخر

> «الأيام» متابعات:

> يبدو أن صورة الخارطة السياسية الصومالية تزداد تعقيدا يوم إثر يوم، ومع ازدياد قتامة هذه الصورة يصبح أمر التدخل الدولي في هذا البلد أكثر غموضا، ويضحى الحديث عن مصالحة وطنية صومالية و دولة تحترم النظام والقانون وإيجاد ممرات بحرية دولية تحترم فيها الملاحة الدولية ضربا من العبث.

حتى هذه اللحظة كل المعادلات السياسية في الصومال يبدو وكأنها قد قلبت رأسا على عقب في عملية حسابية بالغة التعقيد ، ولعل أبرز الأمور التي أثارت الكثير من الجدل وعلامات تساؤل كبيرة هي الفترة الزمنية الطويلة التي افتقر فيها الصومال إلى وجود دولة نظامية وذلك بعد مرور أكثر من 20 عاما على سقوط نظام سياد بري حيث لم تفلح إلى هذه اللحظة كل محاولات إعادة تكوين الدولة الصومالية.

قرصنة مجنونة..

المجتمع الدولي يبدو أنه قد أغفل كثيرا حال هذا الجزء المهم من العالم وذلك طوال عقدين من الزمان خاضت فيهما الصومال صراعات محلية قضت على الأخضر واليابس ومنذ ذلك الوقت مايزال البلد يعيش حالة عدم استقرار مخيفة لم تفلح في كبح جماحها مؤتمرات السلام التي كانت تعقد هنا وهناك، ولكن ولأن هذه المؤتمرات في الغالب لاتجد الدعم الدولي الكافي لها لذا فإنها ظلت اتفاقات هزيلة لا تتعدى كونها اتفاقات حبر على ورق وهو مادفع بالحالة الصومالية إلى الخروج إلى أبعد من حدود هذه الدولة المنهكة أصلا وتجلى ذلك في ظاهرة القرصنة البحرية التي طالت عددا من السفن من دون استثناء حيث اشتدت وتيرة هذه الأعمال خلال الشهو ر الماضية وهو ما جعل المجتمع الدولي يصحو ولكن متأخرا ويرسل عددا من السفن الحربية إلى خليج عدن وبحر العرب وذلك بغية الحد من هذه الظاهرة .

الشيء الذي لايدركه المجتمع الدولي هو أن حل المشكلة الصومالية لن يتأتى بإرسال مزيد من السفن البحرية إلى خليج عدن وبحر العرب وإنما يمكن له أن يحدث فقط من خلال إيجاد حل جذري للصراع السياسي والحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد منذ نحو عقدين.

الانفجارات تطال أرض الصومال..

تميزت أرض الصومال وإقليم بوتلاند بشيء من الاستقرار النسبي حيث أعلنت الأولى انفصالها عن الصومال منذ سنوات خلت إلا أنها لم تحظ بأي اعتراف دولي حتى هذه اللحظة وظلت هذه المنطقة بعيدة نسبيا عن الصراعات الدائرة في الصومال إلا أن الأحداث الأخيرة دفعتها إلى الواجهة حيث قتل العشرات في هجمات انتحارية على المكتب الرئاسي ومبنى التمثيل الإثيوبي ومكتب الأمم المتحدة في عاصمة أرض الصومال هرجيسا .

كل هذه الأمور جعلت من المنطقة صفيحا ساخنا رغم الهدوء الذي تميزت به المنطقة خلال السنوات الماضية. الكثيرون يرون أن المحاكم الإسلامية قد تكون هي من يقف خلف هذه التفجيرات فهي تعد أحد أهم الفصائل التي تحارب الوجود الإثيوبي في الصومال.. فهل سيكون تحرك القوات الدولية للسلام المرتقبة من أرض الصومال في الشمال في اتجاه الجنوب؟

كتب: المحرر السياسي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى