ماهو البديل لحياتنا السفري وأكياس العلاقي؟

> «الأيام» برهان عبدالله مانع:

>
هكذا يتم شراء المرق الساخن داخل كيس علاقي يوميا من المخابيز
هكذا يتم شراء المرق الساخن داخل كيس علاقي يوميا من المخابيز
بلمحة سريعة نعرف الحقيقة المرة أن حياتنا أصبحت (سفري) في كل شيء، سفري في الحياة الأسرية وأطفالنا يأكلون على الطريق سفري، وعند توصيل المعرفة والمعلومة إلى الطلبة في كثير من المدارس تكون سفري، ومستشفياتنا قمة في الإهمال والسفري.

وتفشي أمراض السرطنة بسبب صاحبنا (السفري) وعند دخولنا المطاعم نأخذ سفري، وحتى خلافات الأحزاب السياسية والبحث عن الصالح العام أصبحت بكل أسف سفري!! ومواقفنا من أوضاع الصحة والتربية خليك مع السفري في ظل غياب النظام والقانون وتفشي غابة السفري.

لهذا تساءلنا مع الجهات المختصة التي تقوم بحملات سحب الأكياس البلاستيكية من الأسواق عن آلية العمل؟ وما هي الأضرار الناتجة عن استخدام البلاستيك؟ وماهي المعوقات في فشل الحملات البيئية؟ والصعوبات التي تواجه إدارة النظافة العامة؟ وما هو البديل عن الأكياس السفري؟؟

سؤالان مطروحان والإجابة منهم:

1- ماهي المضاعفات البيئية الناجمة عن استخدام المواطن للأكياس البلاستكية ؟

2- تكررت حملات وقف استخدام البلاستيك إلا أن المحصلة النهائية لم تكن إيجابية بدليل أن استخدام الأكياس البلاستيكية لجميع الأغراض مازال مستمرا.. ماهي الأسباب التي حالت دون إيجاد إجراء حاسم لوقفها ؟> الأخ علي عبدالكريم ثابت رئيس قسم صحة البيئة بمديرية صيرة :

«لقد قمنا في قسم صحة البيئة مديرية صيرة بحملة مصادرة الأكياس البلاستيكية (العلاقي) أقل من 60 ميكرون من محلات بيع الطعام والشراب وذلك من خلال صدور قرار محافظة عدن السابق لما لهذه المادة البلاستيكية من أثر على صحة المواطن وكذا الأضرار البيئية من تكدس هذه الأكياس في الشوارع وطيرانها نتيجة الرياح ووصولها إلى المجاري العامة مما يسبب انسدادات في نظام الصرف الصحي. قد تم مصادرة كميات كبيرة من هذه الأكياس لمنع أصحاب المحلات من استعمالها خاصة في الأطعمة الحارة .

وقد رافق هذا العمل مشاكل عدة ووجدنا أنفسنا مابين المطرقة والسندان أي مطرقة التوجيهات بإخلاء المديرية من الأكياس البلاستيكية، وسندان أصحاب المطاعم والبقالات بسؤالهم أين البديل .

وفي الوقت نفسه نحن نقوم بمجهود كبير في سبيل خلق بيئة نظيفة من الأكياس البلاستيكية ولايوجد مساعدة لنا من الجهات المختصة في المحافظة لمنع دخول الشاحنات الضخمة إلى المحافظة بالآلاف من كراتين الأكياس العلاقي ودخولها أيضا من الميناء عبر استيرادها من الخارج. ولهذا شهد عملنا نوعا من الإرباك وقيام أصحاب المحلات باستخدم الحيل الكثيرة لتوزيع هذه الأكياس ونحن إلى هذا اليوم مازال عملنا يسير برجل واحدة وليس برجلين ونرجو من المحافظة إصدار قرار رسمي واضح لإرغام أصحاب المصانع التي تنتج هذه الأكياس البلاستيكية بالتوقف عن إنتاجها وتغير عملها لإنتاج أكياس بلاستيكية ذات سماكة كبيرة تصل إلى -100 120ميكرون + أكياس ورقية ذات أحجام صغيرة ومتوسطة وكبيرة».

وعن الأضرار البيئية للأكياس البلاستيكية أقل من (60) ميكرون يقول الأخ علي عبدالكريم :

«يطرح سؤال مهم حول علاقة الأكياس البلاستيكية بأنواعها المختلفة بالبيئة من حيث الإضرار بها وبداية نستطيع الإجابة عن هذا السؤال من خلال التالي :

- البلاستيك (البوليمرات) في حد ذاتها ليست ضارة بالإنسان في الحالات العادية من الاستخدام.

بعض المواد المضافة إلى البوليمرات الأساسية لتحسين مواصفاتها هي التي يدور حولها الجدل من حيث الإضرار بالصحة أو تلويث البيئة .

تعتبر مخلفات الأكياس البلاستيكية مشكلة بيئية من حيث تشويه المنظر العام في المدن الكبرى حيث تمثل نسبة عالية من المخلفات كما أنها تقاوم التحلل لسنين طويلة .

الصورة واضحة جدا في عملية استخدام الأكياس البلاستيكية
الصورة واضحة جدا في عملية استخدام الأكياس البلاستيكية
يمكن الاستفادة من مخلفات الأكياس بتجميعها وإعادة تدويرها بالطرق الصحيحة أي أن كمية 342 طنا من البلاستيك يمكن تدوير 340 طنا منها نسبة الاستفادة منها تصل إلى %99.

تعتبر خامات (p.v.c) أهم المخلفات البلاستيكة التي يثور الجدل حولها من حيث الإضرار بالبيئة .

وبالنسبة للأكياس البلاستكية الملونة (أسود- أحمر- أبيض) تتلاثم هذه الألوان الموجودة في الأكياس البلاستيكية مع الخامة (أي المأكولات) وترتبط بها .

ويلاحظ انتقال هذه الصبغة إلى هذه المأكولات وخاصة عندما تكون ساخنة وفي هذه الحالة توجد الأمراض السرطانية من هذه الملونات وتوجد الأضرار من استعمال الأكياس البلاستكية الشفافة الملونة .

وفي الأخير نرى أن هذه الأكياس البلاستكية هي من أهم المنتجات البترولية الضارة على حياة الإنسان ويلزم تشجيع أصحاب المصانع بإعادة تدوير هذه النوعية من الأكياس البلاستيكية وإنتاج المواسير البلاستيكية منها أو إنتاج أكياس بلاستيكية ذات سماكة أكثر من (80) ميكرون ومن دون ملونات ضارة بالإنسان».

> تكررت حملات وقف استخدام البلاستيك إلا أن المحصلة النهائية لم تكن إيجابية بدليل استمرارية استخدام الأكياس ..

ماهي الأسباب التي حالت دون إيجاد إجراء حاسم لوقفها ؟

أجاب عن هذا السؤال الأخ عبدالله العقربي رئيس قسم الصحة بمديرية المنصورة قائلا :

«دعنا نقرب المسألة بمثل شعبي يقول (إذا عرف السبب بطل العجب) والسبب هنا واضح لانتشار الأكياس البلاستيكة المضرة بالبيئة وهي (1) المصنع الذي ينتج هذه المادة (2) يليه المنافذ التي يتم عبرها إدخالها، (3) المورد وتاجر الجملة.

فإذا استبعدنا هؤلاء لن تكون هناك جدوى في عملية حسم المسألة والقضاء على ظاهرة انتشار الأكياس البلاستيكية والحد منها .

لذا فطريقة المعالجة المتبعة لدينا اليوم في محافظة عدن هي البدء من حيث الانتشار الواسع لها في المحلات التجارية بمختلف المهن والأسواق والصيدليات والباعة المتجولين .. الخ وترك المصنع والمنفذ وتاجر الجملة الذين هم بالأساس إذا بدانا بهم نكون قد عملنا على الحد منها إن لم يكن القضاء عليها .

وطريقة المكافحة الحالية هي الحملات المستمرة التي واجهنا فيها مشاكل ومعوقات كثيرة منها المواطن نفسه الذي يجب أن يهتم بالبيئة ربما لعدم وعيه بالأضرار الناجمة عن الأكياس البلاستيكية على البيئة أو انزعاجه مما تشكل له هذه الحملات من معوق حقيقي في حياته اليومية لعدم وجود البديل السهل الذي تعود عليه منذ زمن طويل واستسهله ورغب فيه ولايريد أن يعكر صفوه ببديل آخر يكون مكلفا بالنسبة له، إلى جانب عدم توفره بشكل دائم كماهو الحال لما تعود عليه مع الأكياس البلاستيكية».

> أما الأخ أحمد محمود أحمد المجاهد مدير عام النظافة عدن فقد أجاب بالقول:

«بالإمكان التحدث عن الأكياس البلاستيكية هنا بطريقة مختصرة وهي أن استخدام الأكياس البلاستيكية بطريقة عشوائية وغير منظمة يؤدي إلى مضاعفات كبيرة على البيئة في ظل انعدام الوعي البيئي بين المواطنين وغياب القوانين التي تحدد الضرر من استعمال تلك المواد التي لها تسمية بيئية والتي قد ينتج من استخدامها بطرق غير صحيحة أمراض السرطان مع العلم بأن مجتمعنا يستخدم تلك الأكياس في جميع نواحي الحياة مثل استخدامه في الغذاء الحار وغيره ويؤدي عند إحراقه إلى مضاعفات على الإنسان وهي عديدة.

أما على التربة فلها أضرار كبيرة وذلك لعدم تحللها بسرعة وبقائها لمدة طويلة وهو ما يمنع تسرب مياه الأمطار وغيرها إلىباطن الأرض لتغذية مياه الآبار الجوفية واختناق التربة وموت الزراعة.

أما على مستوى النظافة فالأكياس البلاستيكية تشكل هما دائما للقائمين على النظافة لتطايرها وانتشارها في الشوارع والأحياء بكميات كبيرة وعلى مساحات واسعة تتطلب جهدا كبيرا في أعمال النظافة كما أنها تتدخل في خلق مضاعفات بيئية تتطلب معالجتها الكثير من الجهد والمال .

ولايمكن التخلص من ذلك إلا بمحاربتها من المصدر فليس بالإمكان أن نعمل على أخذها من تجار التجزئة والحكومة تمنح التراخيص لإنتاج ذلك .

كما أنه بالإمكان الحد من ذلك وهو بإيجاد مواصفات ومقاييس لحجم الأكياس البلاستكية يرفع الوزن لذلك لايقل عن 75 مكيروت ومافوق.

مما قد يؤدي إلى إغلاق كثير من المعامل الموجودة حاليا وغير المؤهلة.

كذلك سوف يكون هناك عند ارتفاع للوزن ارتفاع للقيمة الشرائية وهو الشيء الذي قد يحد من استخدامها مع كل سلعة شرائية نظرا لارتفاع تكلفتها لدى البائع (التاجر)» .

> وعن ذلك يقول إحسان علي محبوب مدير إدارة المخلفات الصلبة في عدن :

«أهم الصعوبات والسلبيات هي أن نسبة العلاقي الوارد إلى المقلب من 3 إلى %5 من مجموع القمامة. كما أن الفرامة بجبروتها تعجز أمام العلاقي (والدليل على ذلك عند دخول علاقي في الصبرة تتلف اللمدة) مما يسبب عرقلة عدة ساعات في ردم القمامة.. كما أن العلاقي يشوه المنظر الجمالي المحيط بموقع مقلب بئر النعامة لعدة كيلومترات بسبب الرياح ونواجه مشكلة عدم تحلله في التربة لعدة سنوات، وعند قيام الآليات بسكب القمامة تنتشر العلاقي في الهواء الطلق وتخرج إلى الخطوط الرئيسية مما يعرقل أعمال النظافة في الشوراع وتصبح عملية مرهقة لعمال النظافة.

وأتمنى أن تسرع الجهات المختصة في إيجاد الحلول والبدائل لهذه الأكياس البلاستيكية المتداولة من خلال اعتماد المواصفات الدولية المتفق عليها في صناعة الأكياس .. وأنصح الإخوة المواطنين بعدم وضع الأطعمة الساخنة في الأكياس البلاستيكية لأنه ثبت صحيا تسببها في انتشار أمراض السرطان».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى