تقرير التنمية الثقافية يكشف عن تدهور الثقافة في الوطن العربي

> «الأيام» عن «الوطن» السعودية:

> كشف أول تقرير عربي سنوي عن التنمية الثقافية تعلنه مؤسسة الفكر العربي قريباً عن تدني معدل الالتحاق بالتعليم عربياً، مقارنة بدول العالم، وانخفاض معدل الكتب المنشورة عربياً، وكذا انخفاض معدل القراءة بصورة مؤسفة.

ووفقاً للتقرير الذي يعلنه رئيس المؤسسة الأمير خالد الفيصل قريباً من القاهرة والذي شارك في رعايته المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ومركز الخليج للأبحاث، هناك كتاب يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنجليزي ولكل 900 ألماني، أي إن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراءة في إنجلترا.

فالتقرير على صعيد ملف التعليم مثلاً يعالج قضية الجودة التعليمية ويقدم بالأرقام والتحليلات المقارنة مختلف عناصر العملية التعليمية في الجامعات العربية مقارنة مع الجامعات الأجنبية، حيث يكشف التقرير أن معدل الالتحاق بالتعليم في الدول العربية لا يتجاوز 21.8% بينما يصل في كوريا الجنوبية إلى 91% وأستراليا 72% إسرائيل 58%. ويبلغ أعلى معدل لالتحاق الإناث بالتعليم في الإمارات 76% والبحرين 68% ولبنان 62% بينما في مصر 45% والسعودية 49% اليمن 25%، واللافت أن متوسط معدل التحاق الإناث بالتعليم في الدول العربية 49% يزيد عن معدله في اليابان (45%)! وكوريا الجنوبية (37%) وتركيا (42%).

وعلى مستوى كفاية عدد الأساتذة في التعليم العالي إلى عدد الطلاب، فإن متوسط النسبة في العالم العربي هي أستاذ جامعي لكل 24 طالباً، بينما في اليابان أستاذ جامعي لكل 8 طلاب فقط! وفي أمريكا أستاذ جامعي لكل 13 طالباً.

كما يعالج التقرير أيضاً ظاهرة الإقبال الملحوظ من جانب الطلاب العرب على دراسة الإنسانيات والعلوم الاجتماعية مقارنة بدراسة العلوم التطبيقية والبحثية، ومدى انعكاسات هذا الخلل على عملية التنمية، حيث يكشف عن أن دراسة الإنسانيات والعلوم الاجتماعية في مصر تبلغ نسبتها 79% من مجموع الملتحقين بالتعليم الجامعي، وهي أعلى نسبة في العالم العربي".

على صعيد الإبداع العربي تضمن التقرير رصداً وتحليلاً لما أنتجه العرب عام 2007 في مجالات: الإبداع الشعري والسردي، والسينما، والمسرح، والدراما التلفزيونية، والموسيقى والغناء. وفي كل مجال من هذه المجالات تم رصد حجم الإنتاج العربي ككل وحجم الإنتاج القطري في كل دولة عربية على حدة.

وعلى صعيد ملف الإعلام العربي تضمن التقرير رصداً كمياً وكيفياً لوسائل الإعلام الإلكتروني ومدى الحضور العربي – من حيث اللغة وعدد المواقع وعدد الزوار المتصفحين على شبكة الإنترنت- وكُرس الملف الخامس والأخير في التقرير للحصاد الثقافي السنوي حيث عالج أهم القضايا والظواهر الثقافية التي ميزت العام 2007 في العالم العربي مثل: الثقافة العربية الأم والثقافات الفرعية، وأزمة القراءة والتواصل، ودور المال في دعم الإبداع العربي، والثقافة العربية المتوسطية؛ وثقافة المنفى، والثقافة العربية وتحديات الإعلام. وبالإضافة لذلك فقد اشتمل الحصاد الثقافي السنوي على خريطة للأطر المؤسسية للعمل الثقافي العربي سواء من خلال رصد المؤسسات الثقافة العربية (الرسمية والخاصة والأهلية)، أو رصد المؤسسات الثقافية الدولية والأجنبية العاملة في الدول العربية. ولم يخل التقرير في نهايته من قراءة إحصائية وتحليلية لجوائز الإبداع الثقافي العربي ومدى كفاية وموضوعية المعايير التي تمنح عنها هذه الجوائز.

لعل الجديد الذي تضمنه هذا التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية يتمثل في الأرقام والنتائج التي خلص إليها في رصده للواقع الثقافي العربي. ففي مجال حركة التأليف والنشر تضمن التقرير تحليلاً استند إلى قاعدة بيانات ضخمة قام بإعدادها فريق بحثي عن إجمالي الكتب التي نشرت في العالم العربي في عام 2007 وبلغت 27809 كتب، ولا تمثل الكتب المنشورة في العلوم والمعارف المختلفة من هذا الرقم سوى 15%، بينما تصل نسبة الكتب المنشورة في الأدب والأديان والإنسانيات إلى 65%.

كما اهتم التقرير بموضوع الصناعات الثقافية في العالم العربي، التي لا تتوافر عنها إحصائيات دقيقة لما تمثله في الدخل القومي بينما تشكل هذه الصناعات الثقافية ما بين 5% و10% من قيمة المنتجات في العالم، ويذكر التقرير على سبيل المثال أن العالم العربي لا يصنع أكثر من 35-40% من حاجته لمادة الورق ويستورد نحو 65% في واحدة من الصناعات الثقافية المهمة المرتبطة بالأمن القومي، بينما السودان يضيق بالمواد الخام التي يُصنع منها الورق بل ويدفع مبالغ للتخلص منها بوصفها نفايات أو مخلفات.

كما عالج التقرير ظاهرة المدونات العربية على شبكة الإنترنت، وقدر عدد المدونات العربية بحوالي 490 ألف مدونة، وهي نسبة لا تتعدى 0.7% من مجموع المدونات عالمياً. ويوجد في مصر وحدها 162 ألف مدونة، وهو ما يشكل نسبة 31% من إجمالي المدونات العربية.

أما على صعيد دوافع استخدام الإنترنت لدى المواطن العربي، فيأتي دافع الترفيه أولاً بنسبة 46%، بينما دافع التماس المعلومات يبلغ 26%، ويبلغ مجموع عدد المواقع العربية المسجلة على الإنترنت 41745 موقعاً (إحصائية 2007)، ولا يشكل هذا العدد سوى نسبة 0.026% من إجمالي عدد المواقع العالمية. وأعلى معدل لنسبة استخدام الإنترنت إلى عدد السكان على المستوى العربي في الإمارات 33% وقطر 26%، بينما يبلغ في مصر 7% والسعودية 11% وسوريا 7%.

وعلى صعيد الإعلام الفضائي يتضمن التقرير بعض الأرقام اللافتة، حيث يبلغ مجموع الفضائيات العربية 482 فضائية والرقم في تزايد مستمر، أما على صعيد القنوات الفضائية المتخصصة، فالقنوات الدينية تمثل نسبة 19%، قنوات الأغاني 18%، أما قنوات الأدب والثقافة فتبلغ 4.8%".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى