الشكوك تحيط بأهداف حرب الولايات المتحدة بأفغانستان

> واشنطن «الأيام» ديفيد مورجان :

> أصبحت أهداف حرب الولايات المتحدة في أفغانستان بهزيمة طالبان وتشكيل حكومة مركزية قوية في كابول غير واقعية بشكل متزايد في مواجهة عنف وفساد متزايدين.

وحتى مع بحث إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش والجيش الأمريكي عن سبل لتحسين الاستراتيجية يقول محللون إن أفضل وسيلة يستطيع بها رئيس الولايات المتحدة القادم الحد من العنف المتقد هي عن طريق المصالحة السياسية بدعم من الحكومات الإقليمية بما في ذلك ايران والهند.

وقال صمويل برانين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "لا أعتقد أننا نضع توقعات واقعية على الإطلاق. الأمور تسير على نحو سيء في افغانستان منذ عام 2005 وبالتالي نحن نحيد اكثر فاكثر عن اهدافنا فيما يبدو. ربما حان الوقت لنفحصها."

وسيصبح مستقبل السياسة الأمريكية في افغانستان في أيدي رئيس جديد عما قريب حيث تصوت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء على ما اذا كانت سترسل الديمقراطي باراك اوباما او الجمهوري جون مكين الى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني.

وقال المرشحان إنهما سيوليان مزيدا من التركيز لهزيمة طالبان وإرسال قوات إضافية. وصرح اوباما المتقدم في استطلاعات الرأي بأنه يحبذ ايضا التفاوض مع بعض القبائل الأفغانية التي تدعم طالبان حتى الآن.

في الوقت نفسه يرى خبراء حاجة الى مزيد من التغيير الأساسي في تفكير الولايات المتحدة.

ويساور برينت سكوكروفت مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق جورج بوش الأب القلق بشكل خاص بشأن ضغط الولايات المتحدة من أجل حكومة مركزية قوية في كابول وهو ما يبعد كل البعد عن تاريخ افغانستان من الحكم القبلي.

وأضاف في مقابلة "ما أخشاه هو أنه عبر محاولة تشكيل حكومة مركزية موحدة لن نستطيع النجاح. وفي الإخفاق قد نخفق بشكل كارثي اكثر مما لو حاولنا تشكيل ائتلاف من الجماعات الحاكمة تشوبه العيوب ايا كانت."

وتابع قائلا "يجب أن نرى إن كنا نستطيع استخدام القوى الطبيعية لأفغانستان لخلق هيكل نستطيع التعايش معه... إنه مجتمع قبلي او مجتمع من أمراء الحرب في الأساس يترأسه كيان حاكم فضفاض."

وتواجه القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي عنفا متزايدا من مقاتلي طالبان ويساعدهم في هذا الملاذات الآمنة للقاعدة في باكستان. وقضى الفساد المستشري على مصداقية حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.

ويشكو مسؤولون امريكيون كبار بينهم وزير الدفاع روبرت جيتس والأميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة من أن الغرب لم ينسق من أجل توفير مساعدات تنموية كافية.

ويحتاج وجود عسكري غربي يشمل بالفعل 32 الف جندي أمريكي الى قوات إضافية يزيد عددها عن عشرة آلاف فرد في وقت يعترف فيه مسؤولون بارزون بالإدارة بأن بعض الحلفاء في حلف شمال الأطلسي يبحثون عن مخرج.

وعلى الرغم من كل هذا يقول مسؤولو الجيش الأمريكي إن الأهداف الموكلة اليهم من قبل واضعي السياسات مثل هزيمة طالبان وتحقيق الاستقرار لتغذية التنمية السياسية والاقتصادية ما زالت ثابتة كما هي.

وقال جيف موريل السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) "أهدافنا لتحقيق النجاح في أفغانستان لم تتغير. لم يتم التقليل منها على الإطلاق على الرغم من حث بعض الانهزاميين هناك."

لكن الجدل تحول الى الحديث عن المصالحة مع بعض أعضاء طالبان وعزز الجهود الدبلوماسية للتوصل الى حل يشارك فيه جيران أفغانستان.

ومن الممكن أن تفيد المصالحة أغلبية الأفغان الذين يعيشون في قرى ريفية عبر تمكين السلطات المحلية وهو احتمال يقول مسؤولون بالجيش الأمريكي إنهم بدأوا بحثه كوسيلة لمواجهة نفوذ طالبان خارج البلدات والمدن الكبيرة.

وصرح مسؤول عسكري امريكي بأن الجنرال بالجيش الأمريكي ديفيد بيتريوس الذي يعزى اليه الفضل في المساعدة بإنقاذ العراق من حرب أهلية شاملة جعل من المصالحة والانخراط الإقليمي عناوين رئيسية لمراجعة لسياسة الجيش الأمريكي في افغانستان التي يشرف عليها كرئيس جديد للقيادة الأمريكية الوسطى.

وقال بارنيت روبين الخبير بجامعة نيويورك إن هذا يعني أن توقعات الولايات المتحدة بدأت تتغير.

وأضاف "أعتقد أن هناك شبه إجماع الآن على أنهم لا يتوقعون تحقيق انتصار عسكري كامل."

ونادى بعض المحللين واشنطن بإشراك ايران التي تقوم باستثمارات في افغانستان منذ الإطاحة بطالبان ولها مصلحة في الاستقرار هناك. ويقول البعض إن طهران ربما ترحب بالتعاون ضد القاعدة وطالبان.

ويجادل آخرون بأن الهند قد تلعب دورا اكثر أهمية في تحقيق الاستقرار لأفغانستان.

ويقول محللون إنه اذا استطاعت واشنطن أن تساعد الهند وباكستان في معالجة خلافاتهما بشأن إقليم كشمير المتنازع عليه فقد تنزع فتيل أزمة طالما هيمنت على المخاوف الأمنية الباكستانية وأذكت التشدد الإسلامي داخل باكستان.

وقال جي الكسندر ثاير من معهد السلام الأمريكي "لا يمكن التعامل ابدا مع انشغال باكستان بأفغانستان اذا لم تتم معالجة إحساسها النفسي الأساسي بعدم الامان الا وهو الهند."

(شاركت في التغطية كارين بوهان في جاكسونفيل فلوريدا) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى